أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل مسؤول استخبارات فيلق القدس في سوريا اللواء أميد زاده الملقب بـ “حاج صادق”، ونائبه، وذلك في القصف الإسرائيلي الذي استهدف حي المزة في العاصمة السورية دمشق، السبت، وأسفر عن 10 قتلى حتى الآن.
حصيلة القتلى ترتفع.. وإيران تتوعد” “الجريمة لن تبقى بدون رد”
يأتي ذلك في وقت أكد الرئيس الإيراني، إن بلاده سترد على “جريمة استهداف المستشارين العسكريين في سوريا”، وقال رئيسي في برقية تعزية لعائلات المستشارين السبت، “مرة أخرى قام الكيان الصهيوني الإجرامي بانتهاك الأجواء السورية وشن عدواناً إرهابياً، لن يمر من دون رد”.
وسبق أن قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد القتلى ارتفع إلى 10، وتوزعوا على 5 إيرانيين بينهم 3 قيادات في الحرس الثوري الإيراني، و3 سوريين متعاقدين مع القوات الإيرانية، و2 أحدهما عراقي والآخر لبناني الجنسية، وسط معلومات عن وجود مفقودين بينهم سوريين وإيرانيين.
ويقع المبنى المستهدف الذي دمرته إسرائيل بهذه الضربة ضمن منطقة أمنية في حي المزة فيلات بالعاصمة دمشق، وهو من بين العديد من المباني العائدة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة، كما يقطن فيه قيادات من الحرس الثوري الإيراني وحركة الجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني.
من هو “أميد زاده – حاج صادق” ؟
وقال الحرس الثوري في بيان، إن أربعة مستشارين عسكريين إيرانيين، وعددا من عناصر القوات السورية قتلوا في العاصمة السورية، متهما إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم.
وحدد أسماء أعضاء الحرس الأربعة المقتولين؛ هم حجة الله أميدار ،و يعرف أيضا بـ أميد زادة، واسمه الحركي “حاج صادق”، وعلي آغازاده، وحسين محمدي، وسعيد كريمي.
ونقلت وكالة “مهر” عن مصدر لم تسمه إن “مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس استشهدوا في الهجوم الذي شنته إسرائيل على سوريا”.
وذكرت تقارير إعلامية هوية القيادي الكبير في الحرس الثوري الإيراني الذي تم استهدافه في العاصمة السورية وهو “أميد زاده” والمعروف بلقب “حاج صادق”، وهو من مواليد العاصمة طهران، وهو من المقربين من قائد فيلق القدس في سوريا الجنرال رضي موسوي، الذي تم اغتياله في كانون الأول/ديسمبر الماضي، في دمشق.
“أسر من قبل النصرة”.. و “حدد أهدافاً أمريكية لضربها”
ووفق تقارير إعلامية إيرانية، فأن “الحاج صادق” كان من بين الأسرى الإيرانيين أثناء احتجاز “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” رهائن بداية الأزمة السورية، وتم إطلاق سراحهم مع سجناء آخرين.
وسبق أن نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية منذ أشهر، بأن “الجنرال زاده” قد حدد الأهداف الأمريكية التي يجب مهاجمتها في سوريا، إضافة إلى أنه قدم المشورة في عمليات استهداف القوات الأمريكية”.
وقال تقرير الصحيفة الأمريكية أنه اعتمد على وثائق مسربة، وصف “زادة” بالمسؤول البارز في فيلق القدس، وأنه كان يقود خطط الحرس الثوري الإيراني لتنفيذ عمليات ضد القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا.
“زاده حدد مركبات أمريكية لاستهدافها شمال شرق سوريا”
ووفق التقرير فإن زاده وهو المسؤول في “فيلق القدس” حدد على وجه التحديد مركبات “همفي و كوجر” الأمريكية المدرعة في سوريا باعتبارها أهدافاً مقصودة، وتحدث عن إرسال عملاء مجهولين لالتقاط صور استطلاعية للطرق التي تسلكها القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا.
عملية اغتيال “زاده” تأتي بعد أسابيع من اغتيال المسؤول الرفيع في فيلق القدس” التابع “للثوري الإيراني” راضي موسوي، في هجوم بمنطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق، وذلك في ضربة إسرائيلية طالت موقعاً كان متواجداً فيه.
وتأتي الضربة الإسرائيلية الجديدة على العاصمة السورية دمشق، بعد تهديدات إسرائيلية سابقة بملاحقة قيادات “الثوري الإيراني” التي تعتبرها تل أبيب وواشنطن مسؤولة عن هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر لحركة حماس على بلدات “غلاف غزة”، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي.
“إسرائيل تواصل استراتيجية الاغتيالات ضد حماس”
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، في معرض رده على سؤال حول “الهجوم على إيران”، بأن “بلاده تهاجم إيران بالفعل”، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.
وخلال الفترة الماضية بدأت إسرائيل باستراتيجية جديدة للتعامل مع الحرب في غزة وقادة حماس والجهات التي تساند الحركة في الحرب، وذلك عبر “استراتيجية جديدة للحرب ضد حماس تقوم على أساس اغتيال قادة الحركة الفلسطينية وحزب الله” في دول المنطقة.
وخلال العام 2023 وبداية 2024، نفذت إسرائيل مئات الغارات على أهداف داخل الأراضي السورية، طالت معظمها مواقع تتمركز فيها قوات إيرانية ومجموعات مسلحة تابعة لها، ومن أبرز عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل استهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت “صالح العاروري”.
إضافة إلى عملية اغتيال “حسن عكاشة” وهو قيادي في حركة “حماس” بالقرب من العاصمة دمشق، حيث تتهمه إسرائيل “بالوقوف وراء إطلاق الصواريخ من سوريا” نحو الأراضي التي تحتلها إسرائيل في الجولان السوري.
وتأتي هذه التطورات في المنطقة، لتزيد المخاوف العربية والإقليمية والدولية من اتساع دائرة الحرب في غزة وامتدادها بشكل خاص لسوريا ولبنان، وسط تلميح إسرائيلي بإمكانية أن يتم توسيع جبهات الحرب لتشمل جنوب سوريا ولبنان وتكرار سيناريو غزة، فيما أرسلت الولايات المتحدة وزير خارجيتها، انتوني بلينكن، الذي زار المنطقة والتقى قادة دول عدة مؤثرة في المنطقة في إطار منع تصاعد الحرب وامتدادها لخارج قطاع غزة.
إعداد: ربى نجار