أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تزايداً في نشاط الجماعات الإرهابية على مختلف أصنافها وتسمياتها، وخاصة تنظيم داعش الإرهابي، ولعل سوريا هي البلد الأعلى نشاطاً للتنظيمات الإرهابية سواءً من داعش والقاعدة تليها العراق، وسط مخاوف جدية من عودة التنظيم الإرهابي للسيطرة على البقع الجغرافية كما حصل في 2014.
داعش يبرهن للعالم أنه موجود عبر هجوم سجن الحسكة
الكثير من دول العالم قالت أن الإرهاب وخاصة تنظيم داعش، فقد معظم قوته خاصة مع الضربات المتتالية التي تلقاها التنظيم بمقتل متزعمه الإرهابي “أبو بكر البغدادي” تلاه مسؤولين آخرين كبار في التنظيم مع فقدانه السيطرة العسكرية في سوريا والعراق واستمرار العمليات العسكرية ضده.
واعتبرت تلك الدول أن داعش لايزال موجوداً ولكنه لايشكل خطراً كالذي كان يشكله في 2014 ببدايات ظهوره.
التنظيم وعبر هجومه على سجن الصناعة في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، أثبت للعالم أنه مخطأ، وأنه قادر على شن عمليات نوعية وتهديد مدن وبلدان بأكملها.
واستفاد داعش كثيراً من كثرة الملفات والأزمات الدولية التي تسببت بدورها في تقاعس التحالف والمجتمع الدولي في الحرب ضده، ناهيك عن انتشار وباء كورونا، الذي حذرت مراكز دولية مختصة بشؤون التنظيمات الإرهابية، أن داعش قد يستغل ظروف وباء كورونا للقيام بعمليات إرهابية حول العالم واستعادة نشاطه بشكل أكبر، خاصة في البلدان التي تشهد صراعات ونزاعات مسلحة كسوريا والعراق.
“احتلال المدينة وإطلاق سراح قياداته” هدف داعش من هجوم الحسكة
وخلال أسبوع من الزمن، خاضت قوات سوريا الديمقراطية معارك شرسة ضد تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة التي هاجمت سجن الصناعة في حي غويران جنوب الحسكة، حيث كان التنظيم يهدف لإطلاق سراح 5 آلاف من أخطر قياداته وعناصره في ذاك السجن، وبالتالي احتلال مدينة الحسكة وجعلها منطلقاً لهجمات أخرى في الدول المجاورة.
الإدارة الذاتية وقسد حمّلت المسؤولية لكل من “تركيا والحكومة السورية” بمساندة داعش بهجومه على الحسكة، وتأمين كل ما يلزم له من مواد عسكرية ولوجستية مع إخضاعهم للتدريبات في مدينتي أورفا وغازي عنتاب واخذ الأوامر من غرفة العمليات في مدينتي رأس العين وتل أبيض.
بينما اعتبر آخرون أن تراخي التحالف في الأونة الأخيرة كان السبب في ذلك غير مستبعدين وجود دعم لداعش لشنه مثل هذا الهجوم العنيف.
اجتماع بين قيادات قسد ومسؤولين أمريكيين
السفارة الأمريكية في سوريا، علقت على الهجوم ببيان، وقالت إن المبعوث الخاص بالإنابة جون غودفري ونائب مساعد وزير الخارجية، إيثان غولدريتش، قد عقدا اجتماعا افتراضيا مع قيادات قوات سوريا الديمقراطية بعد هجوم داعش، وأشار البيان إلى “الالتزام المستمر” بضمان هزيمة داعش الدائمة بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية.
وتواصل قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي حملات التمشيط في الأحياء الجنوبية والقريبة منها من مدينة الحسكة، مع استمرار عمليات التفتيش في مهاجع السجن الذي يحوي آلاف العناصر من داعش بحثاً عن عناصر متوارية عن الانظار، وذلك بعد أن سلم أكثر من 3500 عنصر أنفسهم قبل أيام.
العراق.. استمرار نشاط داعش على الرغم من العمليات العسكرية الاستباقية
العراق أيضاً يشهد نشاطاً كبيراً لداعش، تصاعد بعد إعلان التحالف انتهاء المهام القتالية هناك، واقتصار دور القوات المتواجدة على المشورة والتدريبات.
واستبقت القوات العراقية أي هجوم محتمل على أراضيها من قبل تنظيم داعش بعد هجوم الحسكة، بشن عمليات عسكرية في المناطق القريبة من الحدود السورية، لكن مع استمرار نشاط التنظيم وشنه لهجمات ضد الوحدات العسكرية.
نشاط للإرهابيين في ليبيا والجزائر.. فهل العالم أمام موجة إرهاب جديدة ؟
ليبيا أيضاً التي تعاني صراعاً على السلطة غذته تدخلات خارجية، أعلنت عن حصيلة للعمليات العسكرية للجيش الوطني ضد خلايا التنظيم الإرهابي جنوب البلاد، وأكد الناطق باسم الجيش الليبي اللواء احمد المسماري، أن العمليات ضد داعش أسفرت عن مقتل 24 إرهابياً منهم 4 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة، مع مقتل 4 من القوات المسلحة.
ولفت إلى أن مجموعات “داعش” في الجنوب تحظى بدعم من خلايا في دول الجوار، كما أن التنظيم فقد القوة ويتحرك في مجموعات منفصلة كذئاب منفردة، وفي مجموعات منفصلة على طول الحدود مع تشاد والنيجر والجزائر.
الجزائر أيضاً كان لها نصيب من عمليات المتطرفين خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث أعلن الجيش الجزائري مقتل ضابط وجندي من قواته باشتباك مسلح مع متشددين بالقرب من الحدود مع النيجر.
هذه التطورات الميدانية، تدفع بالكثيرين للتساؤل حول ما إذا كان العالم أمام بداية موجة إرهاب جديدة كالتي حصلت ما بعد “الربيع العربي”، أم أنها فترة مارقة والتنظيمات الإرهابية لن تتمكن من فعل أكثر مما فعلت.
إعداد: علي إبراهيم