دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“نساء داعش” بين الماضي والحاضر، فهل سيكونون أكثر تطرفاً من أزواجهن ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – عمل تنظيم داعش الإرهابي خلال سنوات سيطرته على الجغرافية السورية والعراقية، إلى استقطاب المقاتلين الأجانب من مختلف دول العالم، وخصوصاً النساء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغرف المحادثات التي كان عناصر التنظيم ينشؤونها لغسل أدمغة النساء وغيرهم من الرجال للانضمام لصفوف التنظيم تحت مسمى “الجهاد” والثواب “الجنة”.

نساء داعش تركوا حياتهن والتحقن “بالجهاد”.. وأخريات تم خداعهن

المئات من النساء اللواتي انضممن لداعش، كانوا متعلمات وذو مكانة اجتماعية رفيعة في بلدانهم، وحسب احصائيات غير رسمية لمنظمات تهتم بشأن التنظيمات المتطرفة، “فإن بعضاً من النساء اللواتي انضموا لصفوف التنظيم كانوا يعملون في مجال الطب والمحاماة ومعلمات مدارس”، كما أشارت تلك المنظمات إلى ان الكثير منهن أيضاً تركن أولادهن وأزواجهن والتحقوا “بالجهاد في أرض الشام”، وأخريات كن يحلمن بالزواج وانضممن للتنظيم لـ”لجهاد النكاح”.

كما كان التنظيم يعمد إلى اللعب بعواطف الفتيات الصغار عند استدراجهن خلال تلقينهن لفكره وايديولوجيته التي كان يزعم أنها لتخليص الناس من شر “الكفار” في سوريا والعراق، والسبب في ذلك حسب رأي خبراء في مجال التنظيمات المتشددة هو لإنجاب ما يسميه داعش “أشبال الخلافة” وإعطاءهم تربية متطرفة من قبل أمهاتهن ومعايشتهم للفكر والايديولوجية الداعشية.

ولا ننسى النساء اللواتي سافرن مع أزواجهن أو التحقن بهم في سوريا عبر تركيا بعد أن تم خداعهن من قبل ازواجهن، ولم يكنّ يعلمن الهدف الحقيقي من السفر وأنهم أصبحوا من المتطرفين الدواعش.

أما النساء المنتميات إلى المناطق نفسها التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في سوريا والعراق، فمنهن مَن تزوجن عناصر داعش الأجانب برضاهن أو قسراً ثم طُلقن للزواج بآخر أو ترمّلن، والآن كل هؤلاء يُقِمن مع أطفالهن في مخيمات داخل سوريا، كمخيم الهول الذي صنف كأخطر مخيمات اللجوء على وجه الأرض.

“دورات شرعية” لزرع فكر داعش ومن يرفض الانتساب يقتل !

الآن في مخيم الهول الذي يضم نحو 71 ألف لاجئ، بينهم عشرات الآلاف من عناصر داعش وعائلاتهم، يتم فتح “دورات شرعية” من قبل نساء داعش أو من يسمون “بالحسبة” (مجموعة أمنية من النساء المسلحات)، ومن يرفض يتعرض للتهديد بادئ الأمر ومن ثم إن لم يرضخ يقتل، وبحسب مصادر من داخل المخيم، فإن النساء حولن مخيم الهول جنوب شرق محافظة الحسكة شمال وشرق سوريا، إلى مركز لتعليم فكر داعش ويقمن بتعليم الأطفال الصغار ضمن دورات تدريبية خاصة، الفكر المتشدد ويزرعون الحقد والبغضاء اتجاه كل من يعارض هذا الفكر وكل من هو خارج ذاك المخيم.

جيل جديد من المتطرفين.. ونساء داعش لا يقل خطرهن عن ازواجهن

ويقول خبراء في التنظيمات المتشددة، “إن هؤلاء الأطفال إن لم يبعدوا عن امهاتهن، ويخضعوا لدورات إعادة تأهيل فكري فإننا سنكون أمام جيل جديد متطرف، قد يكون أشد تطرفاً وتعطشاً للدماء من سابقه، لأن الأمهات يقمن بزرع أفكار تتعلق بأن الكفار هم سبب ما يعانونه وأنهم المسؤولون عن مقتل آبائهم وأشقائهم،”، إضافة إلى أكاذيب أخرى في سبيل تعظيم الحقد داخل هؤلاء الأطفال اتجاه كل من هو خارج المخيم او الذي يعارض فكر داعش.

ويزيد الخبراء، ان نساء داعش لا تقل خطورتهن عن أزواجهن المحتجزين، فهم المسؤولون عن أكثر من عملية قتل بشعة وقعت داخل المخيم، ومنها خنق شابة رفضت ارتداء الحجاب، وشاب آخر عبر عن رفضه لفكرهن فطعنوه بأكثر من 30 طعنة خلال اقتحامهن لخيمته في جنح الظلام، كما لم تسلم القوات الأمنية المسؤولة عن ضبط أمن المخيم من الاعتداءات الداعشية، حيث تعرض أكثر من عنصر لطعنات من الخلف من نساء داعشيات.

وفي حادثة جديدة وقعت الاثنين في مخيم الهول، شهد المخيم عراكاً مسلحاً بين نساء من تنظيم داعش والقوات التي تشرف على أمن المخيم، تطور لاحقاً إلى إطلاق النار من قبل الداعشيات على عناصر “أساييش المرأة” (القوات المسؤولة عن قسم النساء ضمن المخيم)، وسط معلومات أشارت إلى مقتل امرأة وجرح أخريات.

والمريب في هذه الحادثة حسب مراقبين، كيف وصل السلاح الناري إلى تلك النسوة رغم التشديد الأمني الكبير، وهل هناك أسلحة أخرى داخل المخيم مع النساء، قد يتسبب في إثارة خلل أمني وبالتالي هروب بعضهن من المخيم، فيما أشار البعض الآخر، إلى أن حالة التمرد هذه لن تكون الأخيرة في ظل الدعوات التي أطلقها البغدادي مؤخراً بالهجوم على السجون والمخيمات التي تحتجز عناصر التنظيم.

ويحذر الخبراء من ان على العالم تدارك خطورة الامر بالنسبة للنساء المتطرفات، وضرورة القيام بإجراءات وسياسات متفق عليها من جميع دول العالم، وزيادة التوعية حول وجود إرهاب نسائي وإمكانية تطرف النساء، بشكل ربما يضاهي أو يكون أكثر تشدداً من تطرف الرجل.

 

إعداد: ربى نجار