تعمل روسيا على توسيع قاعدة حميميم الجوية في سوريا لاستيعاب جميع أنواع الطائرات العسكرية منها والمدينة.
تعمل وزارة الدفاع الروسية حاليًا على توسيع قدرات قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية في إطار خطط روسيا لترسيخ وجودها في شرق البحر المتوسط على المدى الطويل.
ونشر في هذا السياق موقع “War Zone” المتخصص في التحليل العسكري في تقرير بتاريخ 5 شباط صور من الأقمار صناعية تظهر العمل الجاري لتوسيع أحد المدرجين الرئيسيين لقاعدة حميميم الجوية العسكرية بنحو ألف قدم. وذكر الموقع أن “التمديد سيسمح للقاعدة بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر حجماً والأكثر حمولة، بما في ذلك الرافعات الجوية الثقيلة وحتى القاذفات المحتملة”.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن طيار روسي قوله، إنه من الممكن الآن أن تهبط الطائرات في قاعدة حميميم الجوية واحدة تلو الأخرى بفاصل زمني قدره دقيقة واحدة. وقال الطيار إن مطار القاعدة الجوية سيكون مجهزًا أيضًا لاستقبال الطائرات المدنية.
في أواخر نيسان، انتشرت تقارير عن أول رحلة جوية بين إسرائيل وسوريا، حيث أقلعت طائرة روسية من مطار بن غوريون في تل أبيب باتجاه قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.
نصر اليوسف، صحفي روسي سوري مقيم في موسكو ورئيس مجلس إدارة موقع أخبار سوريا اليوم، قال لـ “المونيتور”:”تتعامل موسكو مع قاعدة حميميم الجوية كأرض روسية، وتحاول السيطرة على مساحات شاسعة في محيط قواعدها والسماح بعمليات التوسع بحجة تأمينها من الاعتداءات الخارجية”. واضاف:” وبموجب اتفاق السيطرة على قاعدة حميميم الجوية، لا يحق للنظام السوري مراقبة شحنات الطائرات، كما يمكن للروس وضيوفهم دخول القواعد والخروج منها دون الحاجة إلى تأشيرة دخول من النظام السوري”.
واردف اليوسف: ” بما أن القواعد الروسية تحتاج إلى العديد من الموظفين للسيطرة عليها لاحتوائها على مؤسسات خدمية وإدارية وإنتاجية ولأن المنطقة لا تشترك في الحدود البرية مع روسيا، كان الحل الوحيد هو إنشاء مطار مدني للركاب لنقل هذا العدد الكبير من الموظفين في القواعد”.
وقال عبد الوهاب عاصي، الباحث في مركز جسور للدراسات في اسطنبول، لـ “المونيتور”: “تستكمل روسيا توسعة وصيانة مدارج المطار لتكون قادرة على استيعاب القاذفات الروسية الثلاث التي أدخلتها مؤخرًا، ومع ذلك، بصرف النظر عن هدف روسيا وراء توسيع القاعدة – وهو زيادة قدرة قاعدة حميميم وتحويلها إلى مركز عملياتي في المنطقة – فهي تعمل على جعلها مركزًا لتسهيل النقل اللوجستي والاستراتيجي من روسيا إلى سوريا، ومن هناك إلى أي قاعدة أخرى في الشرق الأوسط مثل قاعدة الجفرة في ليبيا أو غيرها في المستقبل”.
وقال: “هذا يعكس اهتماماً غير مسبوق بالشرق الأوسط، كما يحمل التوسع رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة مفادها أنه لن يكون هناك انسحاب فوري للروس من المنطقة، وأن سوريا منطقة نفوذ رئيسية، وتسهل عمليات التوسع استقبال الطائرات المدنية، شريطة أن يتم استخدامها في الرحلات الدبلوماسية والأمنية، سواء بين روسيا والنظام السوري أو أي دولة أخرى مثل إسرائيل، في حالة وجود مفاوضات ثنائية مثل تلك التي حصلت في أوائل 2021″.
وأضاف عاصي: “تمتنع روسيا عن استخدام مطاري دمشق أو حلب أو غيرهما لأن هذه المطارات قد تكون موجهة لمهمات مدنية وليست دبلوماسية في ظل حالة عدم الاستقرار الحالية، تحاول روسيا تأمين أعلى مستوى من الأمان والثقة، في حالة زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزراء الدفاع والخارجية، أو أي مسؤولين آخرين رفيعي المستوى، بما في ذلك من الدول العربية وإسرائيل، خاصة مع حظر السفر من وإلى سوريا”.
ووقعت روسيا والنظام السوري اتفاقًا عام 2019 يقضي بتأجير موسكو لميناء طرطوس لمدة 49 عامًا، في خطوة عززت الهيمنة الروسية على الساحل السوري بأكمله.
قال محمد فايز الأسمر، المحلل العسكري والمنشق عن الجيش السوري المقيم في تركيا والذي يقدم تحليلات لعدد من مراكز الدراسة والقنوات الإخبارية، لـ “المونيتور”: “تعمل روسيا من أجل وجود ونفوذ عسكري طويل الأمد في سوريا، باستخدام طيرانها في جميع المطارات العسكرية والمدنية في سوريا، والعمل على نشر القواعد العسكرية البرية وتجهيزها بأسلحة ومعدات حديثة، وشراء ولاءات ضباط الجيش والأمن السوريين، وتعيينهم في مناصب قيادية مهمة، وإرسال ضباط إلى موسكو لتلقي دورات القيادة في الأكاديميات العسكرية والأمنية الروسية”.
واضاف :”تسعى موسكو أيضًا إلى توسيع قاعدة طرطوس البحرية وبناء أرصفة عائمة جديدة لاستقبال المراكب والسفن الحربية والسفن التجارية الروسية وتزويدها بالخدمات اللوجستية والفنية”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست