دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مهدي عفيفي: التهديدات التركية المتواصلة ضد شمال سوريا، هي محاولة للالتفاف على اتفاق “المنطقة الآمنة” ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تكف تركيا تارةً عن إطلاق التهديدات ضد شمال وشرق سوريا، وتارة أخرى تعاود إطلاق التهديدات وتقول أن قواتها على الحدود جاهزة للتحرك عسكرياً في تلك المناطق، بالرغم من مواصلة الأطراف على الأرض (قوات قسد – الجيش الأمريكي – الجيش التركي) مساعيهم وتنفيذ الخطوات المتفق عليها ضمن التفاهمات الأمريكية التركية الأخيرة بخصوص “المنطقة الآمنة”.

تركيا تحاول الالتفاف حول الاتفاق مع امريكا بخصوص “المنطقة الآمنة”

أوساط سياسية رأت ان تركيا تحاول الالتفاف على الاتفاق مع الولايات المتحدة بخصوص “المنطقة الآمنة”، مرجحين أن تكون هذه “خطط بين ضامني مسار آستانا”، الذين قالوا في بيانهم الختامي الأخير ضمن قمة أنقرة، إنهم يرفضون “المساعي الانفصالية للشمال السوري، ومحاولة خلق واقع جديد على الأرض”. مشيرين إلى ان واشنطن لن تسمح بانهيار الاتفاق، وتهديد أمن واستقرار مناطق الشمال السوري لأن الحرب ضد داعش لم تنتهي بعد، وهذا من أهم الأسباب التي تبقي واشنطن متواجدة في تلك المناطق وتحميها.

وفي الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضمن اجتماعات الجمعية العامة، أظهر خارطة تضمنت “المنطقة الآمنة” كما تريدها تركيا (30 كم طول 450 كم عرض”، وقال، “يمكننا أن نعيد 3 ملايين لاجئ إلى هذه المنطقة أن تشكلت”. وهذا ما ترفضه قوات قسد كونه سيحدث “تغييراً في التركيبة السكانية لتلك المناطق” وسيهجر ملايين الأشخاص من ديارهم.

محللون في الشأن السوري أوضحوا، أن المطالب التركية من الصعب ان تستجيب لها الولايات المتحدة ولا قوات قسد، أن لم يكن ذلك مستحيلاً.

شروط قاسية.. وواشنطن لن تسمح لتركيا بعمل عسكري في شمال سوريا

وفي تصريحات خاصة لأوغاريت بوست، أوضح المحلل السياسي والعضو في الحزب الديمقراطي الأمريكي سابقاً، مهدي عفيفي، حول التهديدات التركية المتكررة ضد الشمال السوري، أنها “محاولة للالتفاف على الاتفاق مع الولايات المتحدة”، مشيراً إلى ان “الأخيرة لديها شروط قاسية وقد قامت بتنفيذها من قبل”.

وقال عفيفي، “تركيا تحاول الضغط بأي شكل من الأشكال للالتفاف على الأكراد، وهم الحقيقيين الذين ساعدوا الولايات المتحدة الامريكية في مكافحة الإرهاب، ولذلك لا اعتقد أن الولايات المتحدة ستسمح بشن أي عمل عسكري ضدهم، بل على العكس قامت بالفعل بإمدادهم بالأسلحة والذخائر وتقوية القواعد الأمريكية الموجودة في العراق وغيرها، وحذرت تركيا من أي محاولات على إيجاد منطقة عازلة، والتي حاول الاتراك أن يكونوا شركاء فيها”.

تركيا تسعى لاستغلال انشغال ترامب بالمسائل الداخلية وفرض حل تكون طرفاً فيه

وأضاف، “ما أراه أن الأتراك يحاولون استغلال الظروف داخل الولايات المتحدة الامريكية وانشغال الرئيس الأمريكي بالمسائل الداخلية ومحاولة التقرب من الإدارة الأمريكية بأي شكل من الأشكال وإبداء الرغبة في أن يكون هناك حلاً تكون تركيا أحد الأطراف فيه”، وتابع، “ولكن اعتقد أن المؤسسات الأمريكية تعلم جيداً مدى تلاعب الأتراك في هذا الشأن وحتى ولو كان هناك لقاء حميم بين الرئيس التركي والرئيس الأمريكي على هامش قمة السبعة الكبار، لا اعتقد أن الولايات المتحدة ستسمح للأتراك بالقيام بأي عمل عسكري ضد قوات سوريا الديمقراطية”.

إقصاء ممثلي شمال سوريا من اللجنة الدستورية “أسباب فنية”

وفي معرض رده على تناقض تصريحات المبعوث الامريكي إلى سوريا جيمس جيفري حول مشاركة ممثلي شمال وشرق سوريا في اللجنة الدستورية السورية، أوضح عفيفي، “إقصاء ممثلي قوات قسد لم يكن لأسباب حقيقية وإنما فنية”، وأشار إلى اعتقاده أن “هناك اختلافات بين الأطراف المختلفة على من يمثل قسد ومن يمثل الأكراد، لكن التصاريح المتضاربة من جيفري هي بناءً على متغيرات الأوضاع في شمال وشرق سوريا، والاتفاقات بين الولايات المتحدة وتركيا والأطراف الأخرى”.

منوهاً إلى أن “عادة في هذه المباحثات هناك دائماً الكثير من المتغيرات، وكما رأينا المبعوث الأمريكي تغير أكثر من مرة وحتى ممثل الأمم المتحدة، فلذلك لا بد من مراعاة أن هذه التغيرات من الطبيعي أن تحدث، وهذا لا يعني انهيار هذه المباحثات، ولكن بالعكس قد تكون مسألة مرحلية لمجرد الوصول إلى اتفاق مبدئي ومن ثم إعادة الحوار في هذه المسألة”.

 

إعداد: ربى نجار