أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كانت للحرب ما بين إسرائيل وحركة حماس تأثير كبير على تصاعد العنف في سوريا، وتبادل عمليات القصف ما بين فصائل مسلحة تطلق على نفسها اسم “المقاومة” والقوات الأمريكية والتحالف، فيما صعدت إسرائيل من عمليات استهدافها للمواقع الإيرانية وذلك كنوع من “ردع الهجمات التي من الممكن أن تُشن عليها من الجنوب السوري” والحال نفسه لقوات التحالف.
2023.. الأعنف في إطار الصراع الإسرائيلي الأمريكي الإيراني في سوريا
ومع نهاية العام، يعتبر 2023 هو العام الأكثر عنفاً من ناحية تعرض القواعد والمواقع الإيرانية للقصف سواءً من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وهو ما أدى لخسائر كبيرة في صفوف القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها ودمار كبير في البنية العسكرية لهذه القوات، فيما زاد العنف بشكل واضح بعد الحرب في غزة.
وخلال الساعات الـ48 الماضية، قتل وأصيب العشرات من القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها جراء ضربات أمريكية إسرائيلية على مواقع في مدينتي البوكمال والميادين، إضافة إلى قصف طال مواقع عسكرية في ريف حلب.
حصيلة خسائر هي الأكبر للقوات الإيرانية خلال 2023
وفي التفاصيل ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 25 عنصراً من المسلحين العاملين مع إيران قتلوا خلال 24 ساعة، وهو التصعيد الأعنف من قبل إسرائيل.
وذكر المرصد في تقرير نشره، مساء السبت، 25 عنصراً على الأقل قتلوا في أقل من 24 ساعة خلال 3 ضربات إسرائيلية على مناطق متفرقة من سوريا، حيث طال القصف مقرات ومستودعات ونقاط تمركز عسكرية في كل من القنيطرة والبوكمال وحلب.
وتفاصيل عمليات الاستهداف الإسرائيلية كانت كالتالي:
الاستهداف الإسرائيلي الأول، مساء الجمعة، لسرية تلة قرص النفل ومحيط بلدة حضر في ريف القنيطرة، رداً على إطلاق صواريخ من سورية على الجولان المحتل.
الاستهداف الثاني، بعد منتصف ليل الجمعة-السبت، نفذته طائرات إسرائيلية على نقاط تابعة للمسلحين الإيرانيين في المربع الأمني الإيراني قرب دوار الهجانة، ونقاط في الفوج 47 في بادية مدينة البوكمال، بالإضافة إلى قافلة تابعة للمسلحين بعد دخولها الأراضي السورية قادمة من العراق، ومقرات وشحنة عسكرية ومستودع للذخيرة وآليات في مدينة البوكمال وريفها قرب الحدود السورية – العراقية.
أما الاستهداف الثالث، مساء السبت، حيث استهدفت صواريخ إسرائيلية مزارع بين قريتي الذهبية والشيخ سعيد في منطقة مطار النيرب العسكري التي يتواجد فيها مستودعات ومقرات للقوات الإيرانية، كما سقط صاروخ في منطقة مطار حلب الدولي والنيرب العسكري، دون حدوث أضرار بالمطار.
مقتل وإصابة نحو 300 عسكري بـ76 هجوم إسرائيلي في 2023
وفي إحصائية نشرها المرصد السوري، فإن القتلى هم عنصران من أصول فلسطينية ينتميان لمجموعات تابعة “للمقاومة السورية لتحرير الجولان” المعاملة مع “حزب الله” اللبناني، إضافة إلى 19 آخرين، وهم 4 من الجنسية السورية، و 15 من جنسيات غير سورية من بينها عراقية.
كما شملت الخسائر البشرية للمجموعات العاملة مع إيران، بـ4 عناصر من جنسيات غير سورية نتيجة استهداف جوي لمزارع بين قريتي الذهبية والشيخ سعيد في منطقة مطار النيرب العسكري بحلب.
ووفق المرصد السوري، فإن عدد الهجمات التي شنتها القوات الإسرائيلية على المواقع العسكرية السورية منذ بداية 2023، وصلت إلى 76 هجوم، منها 51 جوية و 25 برية، وأسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير 154 هدفاً ما بين مستودعات للأسلحة وذخائر ومقرات ومآليات ومراكز.
وتسببت تلك الضربات بمقتل 145 من العسكريين بالإضافة لإصابة 154 آخرين منهم بجراح متفاوتة، من بينهم 40 من قوات الحكومة السورية بينهم ضباط – 56 من المسلحين الموالين لإيران من جنسيات أجنبية – 7 من الحرس الثوري الإيراني بينهم مستشار كبير – 12 من المسلحين من جنسيات سورية – و اثنين من “المقاومة السورية لتحرير الجولان” – 24 من “حزب الله” اللبناني – عنصران من الجهاد الإسلامي – عنصران مجهولي الهوية.
دمشق وريفها والمناطق الجنوبية.. الأكثر تعرضاً للقصف
كما تسببت الهجمات الإسرائيلية خلال 2023، بفقدان سيدة لحياتها و 3 مواطنين وسقوط جرحى في صفوف المدنيين، جراء عمليات الاستهداف التي طالت “دمشق وريفها والقنيطرة و حماة وطرطوس وحلب و السويداء ودرعا وحمص ودير الزور”، فيما تصدرت دمشق وريفها الحصيلة بـ30 هجوماً، تلاها القنيطرة وريفها بـ 18، و درعا 13، و 3 على دير الزور.
التحالف يشن ضربات هي الأعنف على المواقع الإيرانية
استهدفت قوات التحالف الدولي بالصواريخ محيط مدينة الميادين بالقرب من الحدود السورية العراقية، ومنطقة بالقرب من قلعة الرحبة بريف دير الزور، وذلك رداً على استهداف قاعدتين أمريكيتين في شمال البلاد.
ونفذت طائرات حربية أمريكية غارتين على موقعين للمجموعات المسلحة الإيرانية في جبل العمال والمطار القديم في مدينة ديرالزور، دون ورود معلومات عن حجم الأضرار. وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
عشرات الصواريخ تطال قواعد التحالف وقلق أممي
وجاء ذلك، بعد تعرض قاعدتين أمريكيتين لهجوم مزدوج بالصواريخ والطائرات المسيرة أطلقتها المجموعات المسلحة الموالية لإيران، حيث دوت انفجارات في قاعدتين أمريكيتين بريف دير الزور، ناجمة عن هجوم برشقات صاروخية وطائرات مسيرة أطلقتها المجموعات الموالية لإيران، على قاعدتي حقل العمر النفطي وحقل كونيكو للغاز بريف دير الزور.
وسقط قرابة 40 صاروخ داخل القاعدتين وخارجهما، فيما حاولت الدفاعات الأرضية التابعة لـ”التحالف الدولي” التصدي للهجوم الأعنف منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
ونتيجة الحرب الدائرة في قطاع غزة، تعرضت قواعد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في شمال شرقي سوريا لأكثر من 66 عملية استهداف من قبل فصائل مسلحة تطلق على نفسها اسم “المقاومة” تقول واشنطن أنها موالية لإيران، وأن طهران هي من تديرها.
وفي السياق، وعشية رأس السنة لعام 2023، دوت انفجارات في مدينة الميادين بريف دير الزور، ناجمة عن صواريخ أطلقتها قوات “التحالف الدولي” في محيط المدينة وبالقرب من قلعة الرحبة.
فيما شنت طائرات حربية أمريكية غارتين جويتين على موقعين للقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لها في جبل العمال والمطار القديم في مدينة ديرالزور، دون ورود معلومات عن حجم الأضرار.
وجاءت عمليات القصف من قبل التحالف بعد تعرض قاعدتين أمريكيتين لقصف صاروخي وعبر الطائرات المسيرة، هو الأعنف منذ بداية الحرب في غزة، حيث تعرضت قاعدتي حقل كونيكو و حقل العمر النفطي لاستهداف بأكثر من 40 صاروخاً وطائرات مسيرة أطلقتها القوات الإيرانية، فيما حاولت دفاعات التحالف التصدي للهجوم الأعنف، دون معلومات عن خسائر بشرية أو إصابات.
وكانت الأمم المتحدة عبرت عن قلقها إزاء تصاعد العنف بين قوات التحالف ضد تنظيم داعش وإسرائيل من جهة مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من جهة أخرى في سوريا، وأشارت إلى أن التقارير الواردة باستهداف قواعد التحالف هناك مقلقة للغاية وسط دعوات للتهدئة.
إعداد: ربى نجار