أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل استمرار التطورات المتسارعة في مناطق شمال غرب سوريا، من حيث إرسال أطراف الصراع هناك لتعزيزات عسكرية إلى مواقعهم من جهة، والاجتماعات المتتالية لضباط من القوات الروسية والتركية في مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” من جهة أخرى، تتواصل المخاوف من “تطبيع للعلاقات” بين دمشق وأنقرة، وأن يؤدي ذلك إلى بيع تركيا لمناطق جديدة للروس ودمشق.
بعد تصريحات السوداني.. الاجتماعات تسارعت بين الروس والأتراك
الأمور كلها بدأت بعد تصريحات لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي قال أن بلاده تعمل على إعادة التطبيع بين دمشق وأنقرة، معتبراً أن ذلك يصب في مصلحة الجميع في البلدين والمنطقة، وأعاد الحديث قبل أيام قليلة مضت، عن أنهم في مراحل متقدمة لإعادة العلاقات بين الحكومتين السورية والتركية.
تلا ذلك أنباء عن اجتماعات عقدت بين ضباط سوريين وأتراك وروس في القاعدة الروسية “حميميم” قبل أيام، والحديث عن نقاط 3 منها الأوضاع في منطقة “خفض التصعيد”، ووفق صحيفة “آيدينيليك” التركية، “كان هذا أول اجتماع من نوعه بشأن القضايا الأمنية على الأراضي السورية. ويبدو أن العلاقات السورية التركية تصبح أكثر قربا”.
وذكّرت الصحيفة بأن المفاوضات، جرت في اليوم التالي للقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان في موسكو، وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء الدوري المقبل بين وفدي تركيا وسوريا، سيعقد في العاصمة العراقية بغداد.
اجتماع في أبو الزندين وآخر “سري” في تل أبيض
قبلها، جرى اجتماع آخر في معبر أبو الزندين بالقرب من مدينة الباب، ضمن مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” بين وفود عسكرية روسية وتركية، وجرى الحديث عن إعادة فتح المعبر، وهو ما أدى لموجة غضب شعبية.
ومع استمرار الاجتماعات، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن انعقاد اجتماع سري بين ضباط روس وأتراك في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وأشار المرصد السوري إلى أن رتلاً روسياً ضم عدة عربات توجه من القامشلي ودخل تل أبيض، بينما شهدت المنطقة عقب الاجتماع استنفار وحالة تخبط بين الفصائل وسط مخاوف من قبل الأخير من تسليم المنطقة باتفاق روسي – تركي للحكومة السورية.
وقال المرصد أيضاً، إن العناصر العاملين ضمن “الجيش الوطني” الذين عارضوا الاجتماع تعرضوا للاعتقال من قبل “الشرطة العسكرية”، بينما لا تزال تسود حالة التوتر والاستنفار في المنطقة.
العنف يتصاعد “بخفض التصعيد”.. وتعزيزات عسكرية لأطراف الصراع
كل هذه التطورات جاءت في ظل تصعيد عسكري مستمر في منطقة “خفض التصعيد”، والذي ترافق مع قيام أطراف الصراع باستقدام تعزيزات عسكرية لمحاور القتال.
وحول ذلك، كشف المرصد السوري، عن استقدام الجيش التركي لتعزيزات عسكرية لليوم الثاني توالياً ضم 22 آلية عسكرية بينها مدرعات ودبابات واتجه نحو المواقع التركية العسكرية في جبل الزاوية جنوب إدلب، وجاء ذلك بعد 24 ساعة من جلب القوات التركية أنظمة تشويش ألكترونية لمواقعها في تلك المناطق، بعد هجوم بالمسيرات استهدف نقاط عسكرية لفصائل المعارضة.
“لا جديد في ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة”
ومع التوترات القائمة في الشمال والشمال الغربي من إمكانية وجود أي اتفاقيات أو مقايضات بين طرفي مسار آستانا، روسيا وتركيا، والتي جاءت بعد حديث عن قرب تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، قال “تلفزيون سوريا” الموالي للمعارضة، نقلاً عن وسائل إعلامية تركية “أنه لا توجد محادثات جارية بين أنقرة والنظام السوري على مستوى أجهزة الاستخبارات برعاية روسية إيرانية”. وفق ما أفادت المصادر.
ووفق موقع (Star) التركي الذي نقل عن مصادر (لم يسمها) بأنه “لا توجد محادثات جارية على مستوى الاستخبارات بين أنقرة ودمشق” وذلك بعد توقف سلسلة الاجتماع الرباعية التي تضم الطرفين إلى جانب روسيا وإيران، وذلك بعد طلب دمشق من أنقرة الانسحاب الكامل من الأراضي السورية، وهو ما رفضته تركيا باعتبارها “أن تواجدها مرتبط بحماية أمنها القومي”.
“تركيا ترفض الشروط المسبقة وتضع شرطاً على دمشق”
وأوضحت المصادر للموقع أن أنقرة أخبرت موسكو وطهران أنها “لن تجري محادثات مع سوريا إن جاء الأسد بشروط مسبقة”، وذلك بعد أن نقل الروس طلباً من إيران إلى أنقرة لعقد اجتماع رباعي في الأسابيع الأخيرة الماضية.
وتقول هذه المصادر أن الرد التركي على الطلب الإيراني تضمن “البدء بدون شروط مسبقة”، مع شرط تركي “ضمان عودة اللاجئين وإيقاف التعاون ضد حزب العمال الكردستاني”.
بدوره نقل “تلفزيون سوريا” عن “مصادر مطلعة على مجريات الحوار” بأنه لا جديد بين تركيا والحكومة السورية، والأمر مقتصر في الوقت الراهن على رسائل غير مباشرة يجري تبادلها عن طريق الجانب العراقي.
ماذا يريد الطرفان ؟
ووفق المصادر فإن دمشق ترغب بعقد اتفاق متكامل يلتزم من خلاله الجانب التركي بتحديد موعد للانسحاب، وعدم التدخل بالشأن الداخلي، والتعامل مع النظام فقط، الأمر الذي أخر فيما يبدو حدوث تطورات بين الجانبين.
فيما تضع تركيا 3 شروط حتى الانسحاب العسكري، “أولها استكمال المفاوضات السياسية لكتابة دستور جديد وإجراء انتخابات، ثم إعادة الاستقرار إلى سوريا”.
إعداد: علي إبراهيم