أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل عمليات الترحيل القسرية بحق اللاجئين السوريين، في لبنان وتركيا، بدأ اللاجئون السوريون في الأردن بالخوف من ملاقاة المصير نفسه لأخوتهم في لبنان وتركيا، خاصة وأن الأردن يسعى بالتنسيق مع الحكومة في دمشق، لحل ملف اللاجئين المقيمين في المخيمات وبأسرع وقت ممكن، خاصة بعد ما تم الحديث عنه بتوقف الدعم الأممي للسوريين في المملكة اعتباراً من أيلول/سبتمبر القادم.
السوريون في الأردن خائفون من الترحيل القسري
وقبل أشهر استضافت الأردن محادثات إقليمية بهدف إنهاء عزلة سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب والنزاع المسلح على السلطة بين الحكومة في دمشق والمعارضة الموالية لتركيا، وهو ما أدى بالملايين من السوريين للهجرة واللجوء خارج البلاد.
وعلى الرغم من تأكيدات السلطات الأردنية المستمرة بأن عودة اللاجئين ستكون طوعية فقط، إلا أن الخوف يتملك السوريين في المملكة من امكانية اعادتهم قسرياً كما يحصل في لبنان وتركيا، وهو ما يمكن أن يعرض حياتهم للخطر.
مواطنة سورية: أفضل الموت في الأردن على العودة إلى سوريا
موقع “الحرة” نقل عن مواطنة سورية تبلغ من العمر 37 عاماً، بأنها قد هربت إلى عمان مع أطفالها الخمسة، وزوجها الملاحق نتيجة تخلفه عن الخدمة العسكرية في سوريا، وشقيقتها التي قالت إنها مطلوبة للسلطات لتركها وظيفتها في الخدمة المدنية.
وتقول “دبدوب” في مقابلة مع “الحرة”، “نحن خائفون من أن تقوم الحكومة الأردنية، ولو بشكل غير مباشر، بالضغط علينا من أجل الرحيل”.
وتضيف، المواطنة السورية التي دمر منزلها في مدينة حمص في غارة جوية، أنها “تفضل الموت في الأردن على العودة إلى سوريا”.
وعلى الرغم من حالة عدم القبول التي يواجها اللاجئون السوريون في العديد من دول الشرق الأوسط المستضيفة، التي تعاني من أزمات اقتصادية، إلى إن القليل منهم يرغب بالعودة لبلده الأم.
عمليات الترحيل القسرية من لبنان وتركيا تنتهك القوانين الدولية
وخلال العام الجاري، أقدمت تركيا ولبنان على ترحيل الآلاف من اللاجئين السوريين، تحت “مسمى الطوعية” بينما أكدت تقارير إعلامية ومنها تقارير تابعة لمنظمات دولية، على رأسها منظمة “هيومن رايس ووتش” بأن السوريون خائفون من العودة إلى بلدهم، وامكانية ترحيلهم من لبنان وتركيا، مشيرين إلى أن العشرات من السوريين تعرضوا للاعتقال والتعذيب والتعنيف والانتهاكات من قبل السلطات التركية واللبنانية خلال عمليات الترحيل غير الإنسانية، والتي هي بالأساس “مخالفة للقانون الدولي”.
وسبق أن أعلن الأردن عن مبادرة لحل الأزمة السورية، بينها بند حول ملف اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى بلادهم بالتعاون مع السلطة في دمشق، وهو ما أثار قلق ومخاوف السوريين هناك من عمليات ترحيل قسرية إلى سوريا.
رايس ووتش: خطاب الأردن تحول لدعم عودة السوريين وهذا أمر مقلق
يقول نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، آدم كوغل، إن “الأردن لطالما قال إن اللاجئين موضع ترحيب، لكن الخطاب الرسمي تحول الآن نحو دعم عودتهم وهذا أمر مقلق جدا”.
وتحذر جماعات حقوق الإنسان من أن عودة اللاجئين السوريين لبلدهم لا تزال غير آمنة بالنظر إلى مخاطر احتمال تعرضهم للاحتجاز التعسفي والاختفاء والقتل خارج نطاق القضاء، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية في البلاد وانهيار العملة ونقص الطاقة.
مواطن سوري: لم يتبقى لنا شيء في سوريا للعودة إليه
ونقلت “الحرة” عن مواطن يدعى “محمد” وهو نجار 34 عاما فر من سوريا في عام 2013، وافتتح متجرا للأثاث الخشبي المنحوت يدويا في عمان، إن عائلتي أخبرتني أن الحرب انتهت بالتأكيد، لكن لم يتبق شيء أيضا”.
ويأمل محمد، الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط لأسباب أمنية، ألا يعود أبدا، مستشهدا بقصص عن اعتقال قوات الأمن السورية للعائدين من أجل دفع رشاوى بآلاف الدولارات من عائلاتهم.
ترحيل العشرات من السوريين من الأردن خلال الأشهر الماضية
ويستضيف الأردن حالياً ما يقدر بنحو 1.3 مليون من أصل 5.2 مليون لاجئ سوري منتشرين في جميع أنحاء المنطقة، وفقا للأرقام الحكومية.
وعلى الرغم من أن قوات الأمن الأردنية لم تكثف من حملات المداهمة الرامية لترحيل اللاجئين السوريين في الأشهر الأخيرة، إلا أن السلطات طردت بالفعل عشرات الآلاف من السوريين خلال السنوات الماضية، معظمهم بسبب ارتكاب جرائم أو لعدم التسجيل لدى السلطات.
ويبين التقرير أن ارتفاع معدلات البطالة والتضخم في الأردن يؤجج المشاعر المعادية للاجئين السوريين في البلاد.
وبينت “الحرة” أن وزارتا الخارجية والإعلام الأردنيتين رفضتا التعليق على قضية عودة اللاجئين السوريين، مشيرة فقط إلى التصريحات الرسمية الأخيرة.
الأردن: مستقبل السوريين في بلادهم
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال في مؤتمر عقد حول سوريا ببروكسل الشهر الماضي إن عدد اللاجئين السوريين يفوق طاقة البلاد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، زار الصفدي دمشق وأجرى محادثات مع الأسد وقال: “ما نحن على يقين منه هو أن مستقبل اللاجئين يكمن في بلدهم”.
ووفقا لأرقام أممية فإن عددا قليلا فقط من اللاجئين السوريين في الأردن عادوا طواعية إلى ديارهم، وبلغ 4013 شخصا في عام 2022، مقارنة بـ5800 في عام 2021.
إعداد: ربى نجار
(المصادر: الحرة + أوغاريت بوست + وكالات)