أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أن تسببت تصريحاته بموجة غضب وتظاهرات حاشدة رفضاً “للصلح” مع الحكومة السورية، جدد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو دعوته للصلح بين “الحكومة والمعارضة”، يأتي ذلك بعد لقاءات بين أجهزة الاستخبارات السورية والتركية، وما تلاها من حديث عن امكانية أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين لتمهيد الطريق أمام لقاء الرئيسين.
“الاتفاق على الدستور والانتخابات”
وفي وقت تشهد المناطق الشمالية السورية تصعيداً عنيفاً سواءً من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا على منطقة “خفض التصعيد” ضمن مناطق النفوذ التركي، و بعض مناطق “الإدارة الذاتية” التي تعتبر تحت النفوذ الروسي، جدد وزير الخارجية التركي دعوته للحوار بين الحكومة والمعارضة، وقال إنه “يجب أن تتفق المعارضة والحكومة على دستور وخارطة طريق بما في ذلك الانتخابات، من أجل تحقيق استقرار دائم في سوريا”.
ولا يقصد الوزير التركي بالمعارضة السورية، كافة أطياف المعارضة في سوريا، إنما المعارضة الموالية لأنقرة فقط، وهي المشاركة والمتواجدة ضمن اللجنة الدستورية السورية و مسار آستانا واجتماعات سوتشي بين (روسيا وتركيا وإيران).
رؤية تشاويش أوغلو للقرار 2254.. وأنقرة ضد تقسيم سوريا
واعتبر الوزير التركي أن الحوار بين الحكومة والمعارضة هو ما نص عليه قرار مجلس الامن الدولي ذات الرقم 2254. بينما نسي أن هذا القرار ينص على أن تكون كافة أطياف الشعب السوري مشاركين في العملية السياسية والحوار.. الشعب السوري الذي شدد محللون سياسيون أن غُيب عن “الحل في سوريا” خاصة ضمن المسارات التي استفردت فيها (روسيا وتركيا وإيران)
وحول العلاقات مع الحكومة السورية، أشار الوزير التركي أن بلاده “ضد تقسيم سوريا” وبلهجة اعتبرها الكثيرون “تهديداً” قال “لضمان وحدة الأراضي السورية فلا بد من اتفاق وتفاهم”. وكأن الوزير التركي يهدد دمشق أنه في حال عدم التفاهم معها والمعارضة الموالية لها فإن مصير الأراضي السورية ستكون التقسيم.
وتسيطر تركيا مع فصائل المعارضة على 7 مدن سورية رئيسية، وهي (إدلب و الباب و جرابلس وإعزاز وعفرين ورأس العين وتل أبيض)، وتهدد بشن عمليات عسكرية جديدة لتوسيع رقعة سيطرتها، بحجة إنشاء منطقة آمنة لإعادة اللاجئين السوريين، بينما تحذر أوساط سياسية من أن هذه المنطقة لو طبقت على الأرض فإن مصيرها سيكون مصير لواء اسكندرون، ولم يستبعدوا أن يحصل ذلك بالاتفاق مع الحكومة السورية.
الحوار موجود في الإطار الاستخباراتي
وقال الوزير التركي أن “الحوار مع النظام السوري مستمر حالياً على صعيد أجهزة الاستخبارات التابعة للبلدين”. ولم تخفي أنقرة ودمشق تعاونهما واجتماعاتهما خلال سنوات “القطيعة السياسية” في الإطار الاستخباراتي في مجال ما يسمونه “مكافحة الإرهاب”.
كما أشار تشاويش أوغلو خلال حديثه إلى احتمال عقد لقاءات فيما بينه وبين نظيره السوري في المستقبل، ولفت إلى أنَّ بلاده تواصل كفاحها ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، التي تعتبرها تركيا خطراً على أمنها القومي.
واعتبر أنَّ الدول الداعمة لهذه الحركات في شمال سوريا، تسعى لتقسيم البلاد – حسب قوله – في إشارة واضحة للولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.
يشار إلى أن التصريحات الأخيرة للوزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو حول الصلح بين الحكومة السورية والمعارضة، لاقت تنديداً كبيراً في الشارع المعارض مع احتجاجات ومظاهرات عارمة خرجت في مناطق الشمال، إلا أن فصائل المعارضة قمعت هذه الاحتجاجات باستخدام القوة ومنعت خروج مثيلاتها، بينما لايزال أهالي هذه المناطق يرفضون “الصلح”.
الرئيس التركي يهدد من جديد “قد نأتي ذات ليلة”
يشار إلى أنه بالتزامن مع تصريحات الوزير التركي، كان الرئيس رجب طيب أردوغان هدد الشمال السوري مرة أخرى، وقال أنهم قد يأتون على حين غرة وذات ليلة، وهي جملة عادة ما يستخدمها أردوغان في تهديداته لمناطق “الإدارة الذاتية”.
بدورها تشدد “الإدارة الذاتية” أن أي اتفاق بين دمشق وأنقرة لن يكون في مصلحة السوريين، ولن يطول، كون هناك خلافات كبيرة وعميقة بين الطرفين.
إعداد: ربى نجار