دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع تصعيد عسكري عنيف شمال البلاد.. الأسد ينتظر مكالمة هاتفية من أردوغان للتنسيق في محاربة “قسد”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن إعادة العلاقات بين تركيا والحكومة السورية واقعة لا محالة، ولكن روسيا تريدها شيئاً فشيئاً أمام الرأي العام الدولي، فبعد حديث وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن احتمال عودة العلاقات مع دمشق، كشفت صحيفة تركية مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أنه هناك ترجيحات بأن يتصل أردوغان بالأسد.

وانقطعت العلاقات بين الرئيسين السوري والتركي بعد دعم الأخير “للثورة السورية” ومده فصائل المعارضة المسلحة بالدعم اللوجستي والعسكري، وهذه القطيعة الدبلوماسية مستمرة “إعلامياً وظاهرياً” على الأقل منذ أكثر من 10 سنوات، بينما لم يخفي الطرفين أن هناك علاقات استخباراتية للتنسيق في ملفات أمنية مشتركة.

قد نرى حصول مكالمة هاتفية بين أردوغان والأسد

وذكرت صحيفة تركية مقربة من دوائر السلطة، نقلا عن مصادرها، أن الأسد وأردوغان قد يجريان محادثة هاتفية بناء على اقتراح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأشارت الصحيفة لحديث أردوغان عند العودة من سوتشي والذي قال فيه أنه تبادل وجهات النظر مع بوتين بشأن سوريا، وأن الأخير اقترح عليه أنه إذا كان يفضل حل مخاوف تركيا الأمنية فعليه حل هذا الأمر مع الحكومة السورية حيث سيكون ذلك أكثر دقة.

وكتبت الصحيفة، المعروفة بقربها من الدوائر الحكومية، أن الرئيس الروسي دعا للاجتماع لإجراء مناقشات بين الجانبين التركي والسوري، إلا أن المصادر أضافت أن أنقرة من جهتها أكدت أن “الوقت مبكر” لعقد هذا الاجتماع، لكنها لم تستبعد أن تتم محادثات هاتفية بين أردوغان والأسد.

“تحالف عسكري رباعي” ضد قسد

ولفتت الصحيفة إلى أنه في سياق إجراء التفاوض بين تركيا وسوريا، يتم العمل على تشكيل لجنة مشتركة بين أنقرة ودمشق، من الخبراء الذين يعرفون المنطقة جيدا، لأن التوترات في المنطقة، ولا سيّما في الشمال السوري، تؤثّر على البلدين وعلى كل المنطقة والعالم.

ورجحت الصحيفة وفق المصادر بشنّ عملية عسكرية مشتركة بين (تركيا وروسيا وايران وسوريا/دمشق) ضدّ قوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري.

وسبق أن أكدت أوساط سياسية أن الرئيس التركي لم يكن ليقبل بعودة العلاقات مع دمشق لولا ملف قوات سوريا الديمقراطية، حيث أن إضعاف أو القضاء على هذه القوات هدف مشترك للأطراف المذكورة ويصب بمصلحة الجميع، مشيرين إلى أنه بعد المواقف الدولية الرافضة لأي عملية عسكرية تركية ضد قسد وتعزيز روسيا والحكومة السورية لتواجدها العسكري في مناطق شمال البلاد وفق تفاهمات مع قسد تعود لـ 2019، دفع الرئيس التركي للتفكير في هذا الأمر.

التقارب التركي السوري “سيف ذو حدين”.. وهل كانت هناك قطيعة من الأساس ؟

لكن السؤال الكبير الآخر الذي ينتظر الإجابة عليه، ما الذي ستحصل عليه روسيا وحكومة دمشق من هذا التقارب والعمل معاً ضد قسد، حيث تقول تقارير إعلامية أن القضاء على المعارضة العسكرية والسياسية هو المقابل، أو إجراء مصالحات وتسويات على شاكلة الجنوب السوري، وعودة الدولة للسيطرة على كامل المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، مع إعادة السوريين في تركيا للمخيمات والمنازل البدائية المصنعة في الشمال بالتنسيق مع روسيا ودمشق، دون أن يتعرض اللاجئون إلى ملاحقات أمنية.

وهناك بعض الآراء التي تقول بأن العلاقات لم تنقطع أصلاً بين الحكومتين السورية والتركية، وإن ما حصل خلال العقد الماضي، هو مجرد تمثيلية واتفاقية لتستلم تركيا المعارضة السورية وتقوم بإضعافها شيئاً فشيئاً وتسلم المناطق التي سيطرت عليها خلال سنوات الحرب، للحكومة في دمشق منطقة بمنطقة.

وتعتبر تلك الآراء أن من كان وراء تسليم درعا والغوطة وسراقب ومعرة النعمان وغيرها، لن يتوانى في تسليم مناطق جديدة للحكومة السورية وروسيا كون مصلحته تقتضي ذلك، وكون أيضاً الرئيس التركي وقع على بند “عودة سوريا لسيطرة الدولة بشكل كامل” في “سوتشي” و “طهران”.

تصعيد عسكري عنيف مع حديث عن قرب العملية العسكرية

ميدانياً، تصاعدت عمليات الاستهداف عبر القذائف والغارات الجوية للطائرات المسيرة على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا، خاصة مدينة القامشلي وريفها وبلدات عامودا والدرباسية والقحطانية، وهي مناطق تشهد لأول مرة تصعيداً عسكرياً مثل الذي حصل خلال يوم الثلاثاء، ويتزامن هذا التصعيد مع تصريحات جديدة تركية بقرب شن العملية العسكرية وبعد انتهاء قمة سوتشي بأيام قليلة.

وتتهم السلطات المحلية في شمال شرق سوريا، روسيا والولايات المتحدة، بعض النظر عن انتهاكات القوات التركية لاتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في 2019، وسط تساؤلات عن خيار قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية للمرحلة المقبلة.

إعداد: علي إبراهيم