دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع الحديث عن “تفاهمات أمريكية روسية” للحل في سوريا.. رهان تركي على إفشالها بالتقرب من موسكو

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت يتم الحديث عن “تفاهمات أمريكية روسية” للحل في سوريا لإنهاء الصراع المسلح على السلطة الممتد منذ أكثر من 10 سنوات، تحاول تركيا منع حدوث أي اتفاق قد يقبل بوجود “كيان كردي” في الشمال الشرقي من البلاد. في إشارة إلى “الإدارة الذاتية”.

زيارات لموسكو وواشنطن .. والتأكيد على الحل السياسي

وخلال الفترة الماضية، زار وفود من مجلس سوريا الديمقراطية و الإدارة الذاتية العاصمة الروسية موسكو، وجرى اللقاء مع مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف، وجرى الحديث حينها عن مشاركة مسد في الحلول السياسية السورية بما في ذلك “اللجنة الدستورية”، والحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.

بعد ذلك توجه وفد مسد والإدارة الذاتية برئاسة “رئيسة الهيئة التنفيذية لمسد” إلهام أحمد، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، ولقاءهم بمسؤولين أمريكيين في البيت الأبيض و أعضاء بارزين من الكونغرس، والتأكيد على بقاء الولايات المتحدة حتى إرساء الاستقرار طويل الأمد في مناطق الإدارة الذاتية و القضاء على الإرهاب، وقالت واشنطن انها تدعم الحوار بين القامشلي ودمشق. موقف يعتبر الاول من نوعه منذ بداية الأزمة.

تركيا تراقب الوضع في الشمال السوري عن كثب

التحركات الأخيرة واستقبال أعظم دولتين في العالم لوفد مسد والإدارة الذاتية، حركت المخاوف التركية من وجود “تفاهمات أمريكية روسية” حول قبول شكل الإدارة الذاتية الحالي في الدستور السوري، وبذلك تصبح سلطة شرعية قانونية موجودة في الدستور السوري الجديد، باعتراف أمريكي روسي، وهذا ما لا تحبذه أنقرة على الإطلاق، حيث قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار خلال اجتماع مع ضباط من الجيش التركي أن أنقرة “تراقب الوضع في الشمال السوري عن كثب”. وهنا يؤكد محللون أن أكار يقصد الشمال الشرقي وليس منطقة “خفض التصعيد”. حيث تحدث عن التواجد الأمريكي و الدعم لقوات سوريا الديمقراطية.

تقارير إعلامية قالت أنه خلال لقاء القمة الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي أردوغان، يمكن أن يتطرق أردوغان إلى مايجري الحديث عنه حول “تفاهمات مع واشنطن” لحل الأزمة السورية، ورجحت بأن تقوم تركيا ببعض التنازلات لروسيا في إدلب أو سواها في سبيل نقض الاتفاقات مع واشنطن، بما في ذلك تسليح الجيش التركي بأسلحة روسية وشراء دفعة جديدة من أنظمة الصواريخ إس-400 للدفاع الجوي.

“روسيا الخاسر الأكبر” لو تم نقض التفاهمات مع واشنطن

وأكدت المصادر ذاتها، أن روسيا في حال قبول التنازلات التركية و نقض التفاهمات مع الولايات المتحدة، وإفساح المجال للهجوم على مناطق سورية أخرى في الشمال الشرقي، يمكن أن يؤدي إلى إفشال التنازلات الأمريكية السابقة بما يخص تمرير الغاز المصري و الكهرباء الأردنية عبر سوريا إلى لبنان، إضافة إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على الحكومة السورية في إطار “قانون قيصر”، والتي أبدى الرئيس الامريكي في وقت سابق استعداده لتعليقها، ولفتت إلى أن روسيا هنا ستكون الخاسر الأكبر لو سمحت بدخول تركيا لمناطق سورية أخرى تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

الرضا التركي مهم جداً في تطبيق أي تفاهمات أمريكية روسية في سوريا، كون تركيا من اللاعبين الأساسيين في سوريا، بحسب متابعين، ولها تواجد عسكري لا يستهان به على الإطلاق، لذلك فإن روسيا ستحاول هنا طمأنة أنقرة بأن أي تفاهمات للحل السياسي في سوريا لن يمس أمنها القومي، ويمكن كذلك أن تقدم واشنطن وموسكو ضمانات لأنقرة حول ذلك.

وسبق لقاء القمة بين الرئيسين الروسي والتركي، الذي بات يفصلنا يوم واحد فقط عنه، تصعيد عسكري كبير لكلا الطرفين على مناطق سيطرتهم في الشمال السوري، مع حدوث أمر نادر وهو قصف روسي على نقاط عسكرية لفصائل المعارضة الموالية لأنقرة في ريف عفرين بالقرب من خطوط التماس مع قوات تحرير عفرين، واستهداف القوات التركية لمروحيتين عسكريتين روسيتين في سماء ناحية تل تمر أثناء تحليقهما. ما يشير إلى أن المحادثات بين الطرفين لن تكون سهلة أبداً.

 

إعداد: ربى نجار