دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مع “استمرار التجاهل والتقاعس الدولي”.. نشاط داعش في شمال سوريا يثير مخاوف جدية على “مخيم الهول”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق الشمالية السورية نشاطاً مكثفاً لتنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة، وسط تحذيرات جدية من خطر هذا النشاط على مراكز الاحتجاز التي يتواجد فيها عناصر التنظيم و المخيمات؛ خاصة مخيم الهول، الذي يعتبر أخطر بقعة على سطح الأرض، وحذرت منظمات محلية وأممية من أنه تحول لبؤرة إرهابية ومركزاً لتلقين الفكر المتطرف للأجيال القادمة من قبل أمهاتهم.

الهدف وراء هجوم سجن الصناعة ؟

وسبق أن قام تنظيم داعش الإرهابي بأكبر هجوم له في سوريا وربما المنطقة منذ إعلان هزيمته الجغرافية في 2019، وطال هذا الهجوم سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة، حيث كان الهدف من هذا الهجوم تهريب قادة وعناصر داعش الأجانب المحتجزين في السجن، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمنية أفشلوا هذا الهجوم الذي وصف “بالدامي” وأسفر عن مقتل العشرات من الطرفين.

هجوم الحسكة كان الهدف الآخر منه بحسب “قسد” التي نقلت عن اعترافات بعض الخلايا التي شاركت في الهجوم وألقي القبض عليها، أن الهدف كان احتلال مدينة الحسكة وبعد ذلك الاتجاه نحو مخيم الهول لإطلاق سراح عوائل التنظيم منه مع كل مراكز الاحتجاز المتواجدة في الحسكة، وجعل المدينة مركزاً لانطلاق الهجمات نحو مناطق أخرى.

“ناقوس الخطر”.. وخنادق لداعش داخل “الهول”

اعتراف خلايا التنظيم دق ناقوس الخطر لدى قسد والقوى الأمنية، حيث بات معروفاً لديهم اليوم أن لداعش مسعى للهجوم على مخيم الهول، الذي يشهد أيضاً نشاطاً كثيفاً لخلايا التنظيم، التي تقوم بجرائم واغتيالات بحق قاطني المخيم ممن يرفضون اعتناق الفكر المتطرف والاقتداء به.

وفي تطور لافت وخطير، كشفت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” أنها عثرت على “خنادق” يستخدمها عناصر لتنظيم داعش الإرهابي في مخيم الهول.

وفي بيان نشره “المركز الإعلامي للأسايش” الأربعاء، فإنهم عثروا على خنادق يختبئ فيها عناصر لتنظيم داعش الإرهابي وذلك بعد أن حصلوا على معلومات حول أماكن اختباء هؤلاء في مخيم الهول، ولفت البيان إلى أن تلك الخنادق كانت تستخدم للاختباء من قبل التنظيم بعد قيامهم بتنفيذ جرائمهم داخل المخيم.

بمساندة منظمات تركية وفصائل المعارضة.. عمليات تهريب لعوائل داعش

سبق ذلك إحباط “الأسايش” لمحاولة تهريب العشرات من أفراد عائلات التنظيم من المخيم، حيث كشف بيان لها، أنه تم إحباط عملية تهريب لـ 56 فرداً من عوائل داعش من مخيم الهول، ونشرت مشاهد مصورة للعملية والتي كانت ستجري عبر شاحنة كبيرة محملة بالأخشاب، ولفتت إلى أن من بين من كان سيتم تهريبهم 39 طفلاً كانوا ضمن الشاحنة المحملة بالأخشاب، دون ذكر أي تفاصيل أخرى.

قسد والإدارة الذاتية تتهم تركيا ومنظمات تعمل على أراضيها وفي مناطق سيطرتها في شمال سوريا، بالوقوف وراء عمليات تهريب عوائل تنظيم داعش الإرهابي، وتؤكد بأن هذه العمليات تعرض أمن واستقرار سوريا والدول المجاورة للخطر، كونه يهدف لإعادة إحياء التنظيم من جديد.

وحول ذلك، نشرت “الأسايش” قبل أكثر من شهر اعترافات نسوة لداعش من جنسيات مغربية وروسية، تحدثن عن وجود امرأة تسمى “أم ميساء” تواصلت معها لإخراجها من المخيم عبر أحد عناصر فصائل المعارضة، وهؤلاء كانوا من مدينة إدلب.

وكشفت إحداهن أن منظمة هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) التركية، هي كانت وراء مساعدتهن للهروب من المخيم وتكفلت بكل المصاريف، وأقرت أن هذه المنظمة نساء المخيم عبر تأمين المهربين أو عبر تأمين السيولة المادية، حتى وصولهن إلى المناطق التي تسيطر عليها تركيا و”الوطني السوري” في الشمال.

“التجاهل الدولي قد يعيد إحياء داعش من جديد”

وتعتبر الإدارة الذاتية أن التجاهل الدولي وعدم التزام دول الاتحاد الأوروبي؛ التي هي أصلاً جزء من التحالف الدولي ضد داعش، هي وراء تصاعد العنف والفلتان الأمني في مخيم الهول ومناطق شمال شرق سوريا. حيث هناك الآلاف من المواطنين الأجانب المحتجزين في المراكز والمخيمات قاتلوا لجانب داعش خلال سنوات سيطرته على شمال البلاد واستسلموا في نهايات معركة الباغوز لقسد.

ومنذ سنوات تطالب الإدارة الذاتية بتشكيل محكمة دولية لمقاضاة عناصر داعش من تلطخت أيديهم بدماء السوريين، و استعادة الدول لرعاياها ومحاكمتهم وفق قوانينها، وعدم الاكتفاء باستعادة أطفال وعدد من النسوة في كل مرة.

وتشير أوساط سياسية محلية أن استعادة الدول لبعض من رعاياها ما هي إلا بمثابة بروباغندا إعلامية أمام المجتمع الدولي، لتظهر تلك الدول على أنها تلتزم بمسؤولياتها حيال ملف داعش في سوريا، مشددين على أن استمرار تجاهل هذه المعضلة سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في المخيم ومراكز الاحتجاز وبالتالي عودة داعش وتعريض الأمن الإقليمي والدولي للخطر من جديد.

إعداد: رشا إسماعيل