دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مطلب “هيئة التفاوض” بدعم دولي وأممي لاسئتناف المفاوضات مع دمشق يعني أن “المعارضة خسرت المعركة”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لا شك في أن تراجع الدعم الدولي والأممي والعربي السياسي وغير ذلك من الأسباب، كان وراء موقف “هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية” بالدعوى لاستئناف المفاوضات المباشرة مع الحكومة السورية، كما أن لتطورات الملف السوري التي حصلت خلال الفترة الماضية من عودة علاقات أغلب الدول العربية من بينها تلك التي دعمت المعارضة خلال سنوات، كان له التأثير والدور الأبرز لهذا الموقف.

طلب استئناف المفاوضات مع دمشق يدل على “خسارة المعارضة للمعركة”

الخوف من فقدان كل شيء وعدم الخروج بأي مكاسب من الصراع على السلطة في سوريا التي كانت “هيئة التفاوض” الواجهة السياسية للمعارضة (خصم النظام الحاكم) أمام المجتمع الدولي، هو ما دفعها لطلب أن يكون هناك عمل دولي وأممي لتطبيق القرار 2254، الذي يدعو لحكومة انتقالية تشارك فيها جميع الأطراف السورية، والتي ستمهد الطريق لأن تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية وبالتالي تحدث تغيراً جذرياً في النظام الحكم داخل البلاد.

هل ستوافق دمشق على طلب المعارضة ؟

هذا المطلب لا تعتقد أوساط سياسية سورية ومتابعة أن توافق عليه الحكومة السورية، خاصة بعد آخر التطورات التي حصلت، وعودة دمشق للجامعة العربية وإعادة العلاقات مع العرب وخاصة، السعودية، التي كانت الداعم الأول “لهيئة التفاوض”، وتركيا الساعية لعودة العلاقات مع الأسد، التي تحتضن أحدى مكونات هذه الهيئة (الائتلاف)، حيث أن دمشق في السابق لم تكن تهتم لأمر هذه الأطراف وكانت تنظر إليها “نظرة الخارجين عن القانون”، فما بالكم الآن وبعد كل هذه التطورات.

وبعد غياب دام 3 سنوات نتيجة خلافات حادة بين أطرافها، اجتمعت “هيئة التفاوض لقوى المعارضة السورية”، يوم الاحد، في جنيف، والهدف “وضع رؤية وموقف سياسي موحدة” من أجل استئناف المفاوضات المباشرة مع الحكومة السورية، وأن تكون هذه المحادثات تحت إشراف أممي.

“هيئة التفاوض” تطالب بتطبيق 2254

وذكرت “فرانس برس” أن هيئة التفاوض دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة لفعل كل ما يلزم لتطبيق القرار 2254 حول سوريا، باعتباره خارطة طريق دولية للتوصل الى حل سياسي، واعتبرت الهيئة التي تضم عدداً من منصات وجهات معارضة سورية، أن تطورات الملف السوري الأخيرة ستؤمن ظرفاً مناسباً لاستئناف المفاوضات.

وكانت هيئة التفاوض اعتبرت أن عودة حكومة دمشق إلى الجامعة العربية قد تجعلها “ترفض المضي بالحل السياسي”، كما نددت في بيان لها، بخلو “إعلان جدة” (بيان قمة الدول العربية) من الإشارة صراحة إلى حل الأزمة السورية وفق القرارات الأممية.

ماذا قدم هؤلاء للشعب السوري ؟

وترى أوساط سياسية، أن موقف “الهيئة” بات ضعيفاً أكثر من أي وقت مضى، سواء على الصعيد العربي والدولي والأممي، والسبب مكونات هذه الهيئة نفسها، التي حينما كان الشعب السوري بحاجتها لتمثلهم في المحافل الدولية لم تفعل ذلك، بل كانت الخلافات هي سيدة الموقف، وهذه الخلافات أدت لانقطاع اجتماعات الهيئة رغم كل ما حصل للسوريين منذ 2019.

كما أن فقدان هذه الهيئة التي باتت شبه معزولة، للدعم الدولي وترك الجهات الداعمة وانفضاضها عنها، مع فقدانها التأثير السياسي على الساحة السورية، لن يخدمها في مسألة الضغط على دمشق وحلفاءها من قبل الأمم المتحدة والأطراف التي تدعم وكانت تدعم المعارضة في أن تدخل دمشق بمفاوضات معها، وبالتالي يمكن اعتبار هذا الكيان “فشل وخسر المعركة” على الصعيد السياسي والعسكري أيضاً.

فشل المعارضة بتحقيق أي انجاز كان السبب في “العودة إلى دمشق”

ومن الداعمين أيضاً، قطر، التي لا تزال ترفض التطبيع مع دمشق، إلا أنها وقفت عاجزة أمام عودة دمشق للجامعة العربية، وحضور الرئيس بشار الأسد للقمة في جدة، حيث أن قطر نفسها اعترفت في وقت سابق أنها فشلت في الرهان على المعارضة السورية التي وصفتها “بالمخترقة من قبل الاستخبارات الحكومية”.

كما أن الموقف التركي ليس بالأفضل بالنسبة لهذه الهيئة، حيث تعمل أنقرة اليوم بالتعاون مع موسكو، لعودة العلاقات مع دمشق، وقد يكون ذلك تمهيداً لحل كل ما تبقى من كيانات المعارضة التي فشلت في تحقيق أي شيء للثورة الحقيقية التي انطلقت في آذار/مارس 2011، والتي حينها طالب الشعب بالتغيير والحرية، وليس تحريف هذه الثورة عن أهدافها وتسليحها وأسلمتها لتخريب مؤسسات الدولة وإضعافها وجلب الاحتلالات، كما فعلت هذه المعارضة ومكوناتها وقواتها العسكرية.

يشار إلى أن ممثل كتلة المستقلين المنتخبة في الرياض، مهند الكاطع، قال في تصريحات “للعربي الجديد” حول أسباب فشل وانقطاع اجتماعات الهيئة طيلة 3 سنوات، حمل “بالائتلاف السوري” مسؤولية تعطيل هيئة التفاوض ونشاطها، إضافة لفقدانها لشرعيتها أمام المجتمع الدولي وخاصة أمام السوريين، وذلك كون “الائتلاف” اهتم وانزلق نحو مواقف وأجندات الأطراف الإقليمية (تركيا) وليس المصلحة السورية الوطنية”.

 

إعداد: ربى نجار