دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مصوِّر عملية إعدام السياسية “هفرين خلف” يروي اللحظات الأخيرة قبل إعدامها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – انتشرت مشاهد مصورة لجثة الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، هفرين خلف، في أعقاب العملية العسكرية التركية وفصائل المعارضة السورية “الجيش الوطني” شرقي الفرات، وسط ذهول وسخط لعملية الإعدام الميدانية التي قامت بها فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض. ويروي المصور الذي رافق الفصائل والتقط مشاهد عمليات الإعدام الميدانية، اللحظات الأخيرة قبل إعدام السياسية هفرين خلف وعدد آخر من مرافقيها والمارة المدنيين على الطريق الدولي بين حلب ـ القامشلي، في 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.

الحارث الرباح صور الإعدامات الميدانية في 12 أكتوبر على الطريق الدولي حلب ـ القامشلي

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن الحارث الرباح الذي يعمل مصوراً مع فصيل “أحرار الشرقية” في “الجيش الوطني السوري” أن عناصر من فصائل مختلفة هي التي قتلت السياسية هفرين رمياً بالرصاص وأن العملية لم تكن مخططاً لها، حسب زعمه.

وكانت هفرين خلف 35 عاماً التي تم إعدامها ميدانياً في 12 أكتوبر الجاري، في طريقها إلى مدينة الرقة عندما وقع الهجوم، والذي قتل فيه أيضاً سائقها وأحد مساعديها، بحسب بيان صدر عن حزب سوريا المستقبل.

وانتشر مشهد مصور لجثة امرأة مغطاة بالحجارة والتراب وملطخة بالدماء، مرفق بصوت أحد عناصر فصائل الجيش الوطني يقول أنه تابع لفصيل “السلطان مراد” وهو يضع قدمه على الجثة. وسبق ذلك مشهد آخر على الطريق الدولي لعدد من عناصر “الجيش الوطني” محاطون بسيارة سوداء وعليها آثار طلقات نارية؛ تأكد فيما بعد أنها لـ”هفرين” بينما سائقها ممدد على الأرض، فيما يصدر صوت نسائي من داخل السيارة تقول “أنا رئيسة الحزب”، وبعد ساعات انتشرت صور لمتزعم “تجمع أحرار الشرقية” حاتم أبو شقرا متوسطاً اثنين من مرافقي “هفرين” وهما على قيد الحياة. وإضافة إلى ذلك انتشرت مشاهد مصورة أخرى لعمليات إعدام ميدانية لأشخاص آخرين على الطريق ذاته.

صحيفة “شرق الأوسط” تحدثت إلى أحد الأشخاص ممن قاموا بتصوير أحد تلك المقاطع، ويدعى الحارث الرباح

ويروي الرباح أن العناصر المسلحة التي ظهرت في الفيديوهات، تابعة لعدة فصائل تقاتل في “الفيلق الأول” ضمن “الجيش الوطني السوري” المعارض. ويضيف “تقدمت قوات من الجيش الوطني بتاريخ 12 أكتوبر في مناطق وقرى شمالي سوريا، ووصلت إلى الطريق الدولي الذي يربط حلب بالقامشلي”.

وبحسب الرباح، فإن قوات سوريا الديمقراطية لم تكن قد علمت بعد بهذا التقدم، واستغل ذلك عناصر “الجيش الوطني” ونصبوا كميناً على الطريق الدولي. ويضيف “عناصر (الجيش الوطني) قاموا بإيقاف السيارات واعتقال من فيها، أما من كان يرفض التوقف بسيارته ويحاول الهروب، فقد كانوا يطلقون الرصاص عليه”.

وفي تلك الأثناء، بحسب الرباح تصادف مرور سيارة «تويوتا» سوداء مصفحة، بداخلها “هفرين” مع سائقها الخاص، وترافقها سيارتان من نوع “بيك أب”. ويتابع “تم توقيف سيارتي (البيك أب) واعتقال من فيها، أما سيارة هفرين فرفضت التوقف، ولاذت بالفرار، وخلال هروبها – يقول الرباح – قام مقاتلون بإطلاق النار على السيارة مما أدى لانحرافها عن الطريق العامة “لم يكن حينها أحد يعلم أن بداخل السيارة امرأة، وتم إطلاق الرصاص بغزارة على السيارة” كما يقول المصور.

وبرر الرباح للصحيفة تصويره لمقطع الفيديو بقوله “مهمتي تغطية المعركة ميدانياً مع الفصائل” لكنه نفى قيامه بتصوير جثتها، واكتفى بالقول إنه صور مقطع فيديو للعناصر على الطريق الدولي، ويضيف “المقاطع التي انتشرت تم تسريبها من هاتف أحد عناصر الفصائل، ولم أتمكن بعد من تحديد هويته.

أوساط سياسية وحقوقية اعتبرت هذه الحادثة “جريمة حرب”

ولاقت فيديوهات عمليات الإعدام الميدانية هذه استهجاناً بين الأوساط الحقوقية والسياسية عبر العالم؛ والذين يتابعون سير معارك العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا أولاً بأول.

ووصفت بعض الأوساط السياسية والحقوقية هذه العملية بـ”جريمة حرب” أبرزهم المبعوث السابق للبيت الأبيض في التحالف الدولي، بريت ماكغورك.

فيما دفعت هذه الحادثة عدة منظمات حقوقية دولية فضلاً عن الأمم المتحدة إلى الاعتقاد بإرتكاب “جرائم حرب” في العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش التركي برفقة فصائل “الجيش الوطني السوري” المعارض.

بينما قالت منظمة العفو الدولية (أمنستيمشسنيتب) بأن لديها أدلة دامغة بارتكاب الجيش التركي ومجموعات المعارضة المسلحة لجرائم حرب في مناطق الشمال السوري، التي دخلها الجيش التركي والفصائل الموالية له.

تقرير الطب الشرعي: هفرين تعرضت للسحل من شعرها وكسور في ساقها وجمجمتها نتيجة ضربها بأدوات حادة

وفي وقت لاحق، كشف تقرير الطب الشرعي عن “جثة” هفرين خلف، أنها لم تتعرض لإطلاق الرصاص فحسب؛ بل تم سحلها من شعرها واقتلاعه، وضربها بأدوات صلبة وحادة أدى إلى كسور في ساقها وجمجمتها.

ويقول الطبيب في التقرير الشرعي الصادر عن سبب الوفاة “كانت هفرين حجي خلف ترتدي قميصاً أحمر اللون وبنطالاً أسود، كان جسدها دافئاً حين وصلت المشفى، وقد ظهرت الأجزاء السفلية من جسدها باللون الأرجواني” ويضيف “لقد كان جسدها وحتى رأسها مليئاً بالجروح التي سببتها طلقات الرصاص، وإضافة إلى ذلك فقد تعرض جسدها في مناطق مختلفة للكسور، إضافة لكسور في الفك السفلي، والعظم الصدغي للجمجمة”

ويشير التقرير الصادر عن مستشفى المالكية بتاريخ 15 أكتوبر، إلى “تعرض هفرين للضرب بأداة حادة، وسحلها من شعر رأسها، الأمر الذي أدى إلى اقتلاعه مع الجلد من جهة رأسها الخلفية، وضرب كل من رأسها وساقها اليسرى بجسم صلب، ما ترك آثاراً واضحة في تلك المناطق”.

واختتم الطبيب الشرعي تقريره بالقول “سبب الوفاة نزيف حاد في الدماغ، بعد إصابة الرأس بطلق ناري”.

يشار إلى أن “هفرين خلف” مهندسة كردية من مواليد مدينة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة السورية، وتم انتخابها في مارس/آذار 2018 أمينة عامة لحزب سوريا المستقبل الذي ينشط في المناطق ذات الغالبية العربية شرقي الفرت، وشيعت جثمانها بحضور الآلاف من الأهالي ومناصري حزبها في مسقط رأسها المالكية. ولم تصدر حتى الآن تصريحات رسمية من تركيا أو “الجيش الوطني السوري” ولا تكليف لجنة تحقيق بهذه الجريمة.

إعداد: سمير الحمصي