أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حملت روسيا مجدداً تركيا مسؤولية التصعيد العسكري الذي تشهده محافظة إدلب السورية، بسبب عدم وفائها ببنود سوتشي التي كانت من المقرر ان تقوم تركيا بتنفيذها منذ سنتين، وسط مؤشرات تدل على تأزم الأوضاع بين الطرفين الرئيسيين في الأزمة السورية، بينما نفى مصدر عسكري لشبكة أوغاريت بوست أية نية للقوات الحكومية لإيقاف العمليات العسكرية في إدلب.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، “أن أنقرة لم تف بالتزاماتها بشأن اتفاق سوتشي حول إدلب”، وأن من وصفهم “بالإرهابيين” يحصلون على معدات عسكرية خطيرة جداً، دون ذكر مصدر هذه المعدات، ولكن محللون قالوا “أن تصريحات المسؤول الروسي تدل بشكل كبير على تركيا التي تزود قوات المعارضة السورية بالسلاح”.
إم الاتفاق أو إنهاء كل شيء
ويرى مراقبون أن “روسيا وبعد أن صمتت لفترة طويلة عن دعم تركيا للفصائل المعارضة في إدلب، بدأت تتحدث علناً عن هذا الدعم العسكري، وذلك يحمل رسائل إلى أنقرة أما الاتفاق على خطوات جديدة في إدلب أو إنهاء كل ما تم الاتفاق عليه بشأن هذه المنطقة”.
ودعا ديميتري بيسكوف، في تصريحات لوسائل إعلامية روسية، إلى “تجنب بناء سيناريوهات سلبية” بخصوص تطور العلاقات الروسية – التركية، بسبب توتر الأوضاع في إدلب، موضحاً أن الرئيس الروسي يدعم فكرة عقد القمة الرباعية حول سوريا.
هل تراجعت تركيا عن شن عمل عسكري في إدلب بنهاية شباط ؟
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قمة رباعية بمشاركة فرنسا وروسيا وألمانيا مع تركيا، ستعقد في الـ5 من الشهر الجاري لبحث الأوضاع في إدلب، وإمكانية وقف القتال في تلك المنطقة.
وقال محللون أن في حديث الرئيس التركي وإعلانه عن عقد القمة حول إدلب خلال الشهر القادم، يبدو أنه تراجع عن فكرة القيام بعملية عسكرية ضد القوات الحكومية السورية في إدلب بنهاية الشهر الجاري، إذا لم تنسحب من محيط نقاط مراقبتها في تلك المنطقة، وفق الحدود المرسومة باتفاق سوتشي، وتأجيل الأمر إلى حين رؤية نتائج هذه القمة، التي يعول عليها السوريون في إدلب لوقف القتال.
تزامناً مع ذلك، تحدثت تقارير إعلامية عن نية روسيا والحكومة السورية شن عملية عسكرية في منطقتي جبل الزاوية وجبل شحشبو، حيث بدأت منذ يومين بتمهيد ناري بري وجوي على محاور في تلك المناطق، وسط تحشيدات عسكرية ضخمة في على خطوط التماس.
محاصرة جبل الزاوية
ميدانياً سيطرت القوات الحكومية على عدداً من القرى في محيط جبل الزاوية، وقال مصدر عسكري من القوات الحكومية السورية لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن “وحدات الجيش سيطرت على قرى حنتوتين والشيخ دامس وركايا، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية المسلحة المرتهنة لتركيا” حسب وصفه.
وأشار المصدر العسكري (الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه)، أنه “بسيطرة قواتنا المسلحة على هذه المناطق نكون قد حاصرنا جبل الزاوية من الجهة الغربية”، وأوضح “أن هذه المناطق تعد بوابة لتطبيق حصار والسيطرة على بلدات وقرى مثل كفرنبل الاستراتيجية التي تسمح لنا بالوصول إلى جبل شحشبو وجبل الزاوية أيضاً”.
ولم ينفي المصدر العسكري السوري الأنباء التي تتحدث عن نية القوات الحكومية السورية بدعم من روسيا بشن عملية عسكرية للتوغل في عمق محافظة إدلب والسيطرة على جبل الزاوية وجبل شحشبو الاستراتيجيتين، وقال “الأيام القادمة ستكون كفيلة بالكشف عن صحة هذه الأنباء من عدمها”.
وبخصوص ما إذا كانت العمليات العسكرية في إدلب ستتوقف بعد السيطرة على الطريقين الدوليين M-4 و M-5، نفى المصدر العسكري ذلك وشدد على أن العمليات العسكرية ستتواصل “حتى تحرير كامل محافظة إدلب من الإرهابيين”، وفق تعبيره.
إعداد: ربى نجار