نفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مزاعم أن قرارها بعدم تجديد الإعفاء من العقوبات لشركة الطاقة الأمريكية التي كانت تخطط لاستخراج النفط وتسويقه في شمال شرق سوريا بأن تكون مرتبطة بجهود المحافظة على بقاء ممرات المساعدات الإنسانية عبر الحدود مفتوحة.
كانت هناك مزاعم بأن السبب الأساسي لإلغاء ترخيص شركة دلتا كريسنت إنرجي هو استرضاء روسيا قبل 10 تموز، حيث ينتهي تفويض مجلس الأمن الدولي القاضي بتسليم المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي من تركيا إلى شمال غرب سوريا.
تهدد روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإغلاق آخر معبر للمساعدات. ويأتي ذلك تماشياً مع مطالبها بإيصال جميع المساعدات الإنسانية عبر حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.
نفي أمريكي… ملتزمون بهزيمة داعش فقط
ونفى مسؤولون كبار في إدارة بايدن هذه المزاعم، حيث قالوا إن الولايات المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وجودها في شمال شرق سوريا من أجل ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم داعش الارهابي، الذي يسعى لإعادة تأسيس وجوده بعد هزيمته على الأرض على يد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) عام 2019.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لموقع المونيتور إن قرار عدم تجديد رخصة شركة دلتا كريسنت إنرجي لا علاقة له بالروس، تم اتخاذ هذا القرار قبل أسابيع استناداً إلى سياسات إدارة بايدن، يمكنني أن أؤكد لكم أن لدينا وجودًا عسكريًا في شمال شرق سوريا يركز حصريًا على محاربة داعش، القوات الأمريكية ليست هناك لأي سبب آخر”.
واضاف المسؤول “إنهم ليسوا هناك لحماية النفط، إنهم ليسوا هناك لاستغلال الموارد النفطية، النفط السوري موجود للشعب السوري، ونحن لا نمتلك أو نتحكم أو ندير أيًا من هذه الموارد، ولا نرغب في ذلك”.
وقال في هذا السياق آرون شتاين، مدير الأبحاث في معهد أبحاث السياسة الخارجية: “أعتقد أن فكرة متاجرة الولايات المتحدة بحقول النفط هي واحدة من تلك الأشياء السخيفة”.
حلول وسط .. الروس غير قادرين على تحمل التبعات
بالنسبة إلى المعابر الانسانية، قال المسؤول: “نحن ندعم وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، بما في ذلك الوصول الضروري عبر الحدود الذي أذن به مجلس الأمن الدولي. لن نتحدث عن المناقشات الداخلية، لكني أريد أن أوضح أن وصول المساعدات الإنسانية يجب ان يكون خارج نطاق المقايضة. إن الوصول إلى المساعدة الإنسانية أمر يحتاجه جميع السوريين وهذا حقهم”.
وأضاف المسؤول: “سنضغط من أجل الوصول إلى أكبر قدر ممكن”.
وتوقع شتاين “أعتقد أننا سنحصل على حل وسط، في حال توقف مساعدات الأمم المتحدة، على الروس حينها ان يتحملوا عبء عملية إطعام السوريين”.
واضاف شتاين” إذا استخدموا حق النقض، ففريق بايدن ليس لديه أي مشكلة، أعلم أنهم لا يثقون بروسيا، لكنهم يحتاجون بطريقة ما إلى روسيا لإظهار بعض حسن النية هنا، وخلاف ذلك، فإن السياسة تجاه سوريا ستصبح أكثر صعوبة وستنتقل مرة أخرى إلى العقوبات، وسيصبح من الصعب إجراء حوار حقيقي وبناء مع موسكو إذا ما توقف وصول المساعدات”.
وقال مصدر مطلع على المناقشات إن إدارة بايدن أوضحت للروس أنها تدعم “جميع أشكال المساعدة سواء القادمة من دمشق أو من الحدود، واشنطن تركز على الإغاثة واللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، لا تشارك الولايات المتحدة في مناقشات أوسع مع روسيا بشأن سوريا في هذا الوقت، أولويتها هي معبر المساعدات”.
ومع ذلك قال المصدر “الروس مهووسون بالمساعدات التي سيتم تقديمها عبر دمشق، الولايات المتحدة لا تعارض ذلك وتدعم كل المسارات، إن هذه المساعدات لا يمكن أن تحل محل المساعدات القادمة عبر الحدود”.
بالنسبة لموسكو، المساعدات سلاح حرب، وقال الباحث ماكس هوفمان: “لقد أخضعت روسيا المخاوف الإنسانية تمامًا لأهدافها السياسية المتمثلة في تأمين نفوذها في سوريا من خلال النظام، ودق إسفين بين تركيا وحلفائها في الناتو”.
وقال هوفمان للمونيتور في تعليقات عبر البريد الإلكتروني: “موسكو تنظر إلى آلية الأمم المتحدة عبر الحدود، وقنوات عدم التضارب المرتبطة بها، على أنها مجرد أداة أخرى لتعزيز هذه الأهداف، وتعزيز قبضة الأسد وممارسة ضغوط شديدة على تركيا”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست