دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مصادر رويترز: الأسد وافق على مساعدة منكوبي الزلزال في سوريا بطلب من الإمارات

قالت مصادر إن الرئيس السوري بشار الأسد سمح بتوصيل المزيد من المساعدات إلى شمال غرب بلاده، بطلب من الإمارات، وهو ما يمثل انتصارا دبلوماسيا للدولة الخليجية التي أعادت بناء العلاقات مع دمشق على الرغم من الرفض الأمريكي.

وشكل قرار الأسد الموافقة على وصول قوافل مساعدات من الأمم المتحدة على نطاق أوسع إلى الشمال الغربي قادمة من تركيا تحولا في موقفه بعد معارضته لفترة طويلة تدفق المساعدات عبر الحدود إلى المنطقة، التي تسيطر عليها المعارضة ويعيش بها أربعة ملايين كانوا يعتمدون بالفعل على المساعدات.

وجاءت موافقته بعد نحو أسبوعين من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 49 ألف شخص.

وقالت أربعة مصادر في المنطقة إن دور الإمارات في إقناع الأسد يوحي بأن الدولة الخليجية بدأت تمارس قدرا من النفوذ في دمشق وإن ظلت روسيا وإيران اللاعبين الأجنبيين المهيمنين هناك.

ودعمت الإمارات العربية المتحدة ذات يوم متمردين قاتلوا للإطاحة بالرئيس السوري. لكن أبو ظبي أعادت بناء العلاقات في السنوات القليلة الماضية. والإمارات واحدة من عدة دول عربية ترى في إعادة التعامل مع الأسد وسيلة لمواجهة نفوذ إيران، من بين اعتبارات أخرى.

وتسارعت مثل هذه التحركات منذ وقوع كارثة الزلزال.

وقال مصدر رفيع المستوى على دراية بتفكير الحكومة السورية ومصدر دبلوماسي كبير إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ناقش مسألة المعابر مع الأسد في دمشق يوم 12 شباط أي قبل يوم واحد من إعلان موافقة الأسد.

وأضاف المصدر المطلع على تفكير الحكومة السورية أن “وزير خارجية الامارات طلب من الأسد أن يقدم بادرة حسن نية تجاه المجتمع الدولي وقال له هذه فرصتك لإظهار التعاون بموضوع المعابر، الكل الآن يتطلع إلى فتح المعابر أمام المساعدات وهذه ستكون نقطة مفصلية، ووعده الأسد خيرا وهذا ما حصل”.

وقال المصدر الدبلوماسي الكبير “إحدى النقاط الرئيسية التي أثارها كانت الحاجة الملحة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية من أي طريقة كانت بحاجة إلى الوصول إليها”.

وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى أن مارتن جريفيث، منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة كان من المقرر أن يزور دمشق في اليوم التالي.

وأعلنت الأمم المتحدة قرار الأسد بعد ساعات من لقاء جريفيث بالرئيس في دمشق.

وقال المصدر رفيع المستوى القريب من تفكير الحكومة السورية إنه يجب عدم الاستهانة بدور الإمارات في إقناع الأسد.

وقال مصدر سوري مقرب من الخليج إن الإمارات استخدمت “قوتها الناعمة” مع الأسد، وقال مسؤول تركي أيضا إن الإمارات لعبت دورا في إقناعه.

ثلاث نقاط عبور

فقد الأسد السيطرة على معظم الحدود السورية مع تركيا منذ سنوات، ومنذاك عبرت قوافل مساعدات من جانب واحد من منظمات غير حكومية أو دول مفردة إلى الشمال الغربي.

لكن وكالات الأمم المتحدة التي تدير واحدة من أكبر عمليات الإغاثة في العالم في سوريا لن تعبر الحدود دون موافقة الحكومة أو تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وبعد وقوع الزلزال، حصلت وكالات الأمم المتحدة على تصريح من مجلس الأمن باستخدام معبر واحد توقف مؤقتا عن العمل. ومكنتها موافقة الأسد من استخدام معبرين آخرين لمدة ثلاثة أشهر.

وجاءت موافقة الأسد في وقت كانت الولايات المتحدة تضغط لإصدار قرار من مجلس الأمن للسماح بإمكانية دخول أكبر وهو ما لم تكن روسيا حليفة الأسد تعتقد أنه ضروري.

ولطالما احتدم الجدل بين موسكو ودول غربية في مجلس الأمن بشأن تقديم المساعدات عبر الحدود إلى سوريا بحجة أن هذا ينتهك سيادة الدولة.

وقال مصدر دبلوماسي روسي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، إن موسكو كانت ستمنع صدور قرار يسمح بتوسيع وصول المساعدات من تركيا.

لكن دبلوماسيا غربيا ومسؤولا بالأمم المتحدة ومصدرا سوريا على دراية بالمناقشات قالوا إن روسيا أبلغت الأسد بأنها لن تكون في وضع يمكنها من استخدام حق النقض ضد مثل هذا القرار في ظل الضغط الدولي من أجل إدخال المساعدات.

وقال المصدر الدبلوماسي الروسي إن موسكو لم تتحدث مع الأسد بشأن كيفية تصويتها إذا طُرح مثل هذا القرار.

دبلوماسية الزلزال

قال مسؤول إماراتي في بيان لرويترز إن الإمارات قدمت مساعدات لسوريا منذ وقوع الكارثة، مرسلة 88 طائرة محملة بنحو ثلاثة آلاف طن من المساعدات في تجل لتدفق أكبر للدعم العربي.

وتحركت دول عربية أخرى منها دول حليفة للولايات المتحدة لاستعادة العلاقات مع الأسد.

وبعد الزلزال، زار وزير الخارجية الأردني دمشق للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب عام 2011، وأجرى الأسد أول مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري وذهب الرئيس السوري بعد الزالزال أيضا في زيارة رسمية لسلطنة عمان.

وقال مصدر خليجي إن الكارثة خلقت “دبلوماسية الزلزال” التي دفعت نحو الانفتاح مع دمشق والتعاون بشأن الأزمة الإنسانية.

وأضاف المصدر “لقد أمضى الأسد السنوات الإحدى عشرة أو الاثنتا عشرة الماضية موليا وجهه شطر موسكو وطهران والآن عاد إلى التواصل مع جيرانه العرب”.

وعبرت واشنطن عن معارضتها لأي تحركات تجاه إصلاح أو عودة للعلاقات مع الأسد محتجة بوحشية حكومته خلال الصراع وضرورة رؤية تقدم نحو حل سياسي. وتشكل العقوبات الأمريكية عقبة كبيرة أمام الدول التي تسعى إلى تعزيز العلاقات التجارية.

وقالت السعودية التي ما زالت على خلاف مع الأسد إن اتفاق الآراء يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لم يكن مجديا وأنه يتعين إجراء حوار مع دمشق في مرحلة ما لمعالجة القضايا الإنسانية على الأقل.

وقال المسؤول الإماراتي إن هناك “حاجة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا”.

المصدر: وكالة رويترز

ترجمة: أوغاريت بوست