أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع مواصلة تركيا السعي لتنفيذ عملياتها العسكرية في شمال سوريا، تمهيداً لإنشاء ما تسميها “بالمنطقة الآمنة” وذلك بهدف “إعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري إليها”، اعتبر مسؤول كردي رفيع؛ التصريحات التي صدرت عن الحكومة السورية حيال التهديدات التركية الأخيرة “إيجابية”.
جولات تفاوضية عدة.. فما يريد الطرفان من بعضهما ؟
ولطالما تحدثت تقارير إعلامية ومسؤولو الحكومة السورية والإدارة الذاتية عن جولات من الحوار والمفاوضات بين الطرفين لحل الخلافات الثنائية، لكن دون أن تحرز أي تقدم أو أي اتفاق، باستثناء “التفاهم العسكري” بين القيادات العسكرية للطرفين والذي حصل بعد “الغزو التركي” لشمال وشرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019، والذي أفضى بنشر وحدات عسكرية لقوات الحكومة على طول الحدود مع تركيا.
“الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”، تسعى للحصول على اعتراف من دمشق ككياناً سياسي شرعي في الشمال السوري، وهذا لا يعني أنها تسعى للانفصال عن البلاد (بحسب تصريحات مسؤوليها)، وتؤكد أنها جزء لا يتجزأ من البلاد، وأنها مستعدة للحوار منذ بداية الأزمة مع الحكومة وكافة الأطراف، وهذا ما أكده العشرات من البيانات التي صدرت منها، وكذلك خلال مشاركات مسؤولي الإدارة ومجلس سوريا الديمقراطية مع شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية.
الحكومة السورية بدورها لا تزال ترفض ما تريده الإدارة الذاتية، وتقول إنها ضد أن تكون هناك “حكم ذاتي” وقوات عسكرية أخرى في البلاد، إضافة لرفض ما تصفه “محاولات خلق واقع جديد وحكم ذاتي أو انفصال”، وأنها تعمل لإعادة كامل الأراضي السورية لسيطرة الدولة. وبذلك يمكن تلخيص المشاكل والخلافات العالقة بين دمشق والقامشلي.
“مواقف ايجابية” .. ومن واجب المؤسسة العسكرية حماية أمن البلد
ومع معاودة تركيا تهديداتها لشمال سوريا، وإعلانها عن قرب شن عملية عسكرية هناك، على غرار ما حصل في عفري ورأس العين وتل أبيض، أصدرت الحكومة السورية، بيانات أدانت فيها المساعي التركية وتهديداتها لسوريا، واعتبرت دمشق أن ما تنوي تركيا فعله في الشمال يعتبر “استعمار واحتلال وتطهير عرقي وتغيير ديمغرافي” وأكدت على “المقاومة والقتال في وجهها”.
هذه التصريحات رغم تأخرها، اعتبرها مسؤول كردي رفيع أنها “ايجابية”، وذلك على الرغم من ان الحكومة السورية حين سيطرة القوات التركية على عفرين ورأس العين وتل أبيض، أيضاً كانت تصدر بيانات تدين ذلك، لكن هذه المرة “هناك اختلاف” بحسب ما يرى “عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD” آلدار خليل.
ويقول خليل في تصريحات إعلامية، أن “هناك بعض المؤشرات الإيجابية في موقف الحكومة السورية هذه المرة”، مشيراً إلى أن موقف دمشق في السابق كان خجولاً بعض الشيء، لكن “هذه المرة لديهم موقف ضد الاحتلال”، وقال أنه من واجب المؤسسة العسكرية السورية حماية حدود البلد، ولفت إلى أنهم بدأوا بالمبادرة بالحوار وإيجاد حلول وهذا العمل مستمر”.
وتابع المسؤول الكردي أن هناك أمل في أن يتم اتخاذ خطوات كبيرة في هذا الاتجاه (الحوار)، مشدداً أن ما تمر به سوريا ككل والمنطقة الشمالية الشرقية هي “مرحلة حساسة وليست كما كانت من قبل”، وأضاف “سيتم اتخاذ بعض الخطوات الإيجابية لإنجاح الحوار”، وأردف أنهم لن ينتظروا الحكومة السورية لتدافع عنهم، وفي حال إظهار موقف جيد فلا مشكلة لديهم.
وطالب “عضو الهيئة الرئاسية لـ PYD”، من الحكومة السورية بموقف أكثر وضوحاً ضد الدولة التركية، وشدد على أنهم يعولون على قواتهم العسكرية ودعم المجتمع والشعب في الشمال الشرقي.
روسيا داعمة لأي حوار.. وسياسيون يعولون على الاتفاق لإنهاء الأزمة في البلاد
وسبق أن أعلنت روسيا مراراً أنها تدعم الحوار بين دمشق والقامشلي، وأنها مستعدة لفعل أي شيء لذلك، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد لمح لاحتمالية تطبيق تجربة إقليم كردستان العراق في سوريا، وقال أنها “تجربة لا بأس بها لحل القضية الكردية”.
وترى أوساط سياسية سورية، أنه يمكن التعويل في إنهاء الأزمة في البلاد وإنقاذ ما يمكن انقاذه في حال اتفقت الحكومة السورية والإدارة الذاتية على حل خلافاتهم، وأن تنخرط قوات سوريا الديمقراطية في المؤسسة العسكرية السورية؛ الأمر الذي سيعطيها قوى أكبر، مشيرين إلى أن موقف القامشلي واضح حيال ذلك منذ سنوات وأن الكرة في ملعب الحكومة الآن.
إعداد: ربى نجار