دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مسؤول كردي: مناطق الإدارة الذاتية أصبحت منكوبة.. ويبدو أن هناك صفقة ومقايضة بين دمشق وأنقرة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “مناطق شمال شرق سوريا تحولت لمناطق منكوبة”.. بهذه الجملة علقت مصادر مسؤولة في “الإدارة الذاتية” على الهجمات التركية المستمرة منذ الـ3 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، والتي تستهدف قرى وأرياف الحسكة والرقة وحلب، عبر الطائرات المسيرة والحربية والمدافع والصواريخ وقذائف الهاون، والتي أسفرت عن تدمير 80 بالمئة من البنى التحتية في هذه المناطق.

التصعيد في الشمال و الاجتماعات الرباعية

ولم تستبعد أوساط سياسية سورية أن هذه الهجمات تأتي في إطار اتفاق وضع بين أطراف الاجتماعات الرباعية، روسيا وإيران وتركيا والحكومة السورية، وذلك في سلسلة الاجتماعات التي عقدت بين هذه الأطراف خلال الأشهر الماضية، على مستوى وزراء الخارجية والدفاع والاستخبارات، ودائماً ما كانت البيانات التي تصدر من قبلهم تحمل نوايا الحرب والتصعيد في مناطق الشمال الشرقي.

وحول هذا التصعيد العسكري تحدث “الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية” في الإدارة الذاتية بدران جيا كرد، وقال أن مناطق الإدارة الذاتية أصبحت منكوبة، وذلك في إشارة منه إلى الخسائر الكبيرة التي تسببت بها الغارات الجوية التركية على البنى التحتية والمنشآت والمرافق العامة في هذه المناطق، والتي يعتمد عليها أكثر من 5 ملايين نسمة.

“مناطق الإدارة الذاتية منكوبة”.. والمواقف الدولية لم ترتقي للمستوى المطلوب

وخلال تصريحات له، قال المسؤول الكردي، “مناطق الإدارة الذاتية تحولت لمناطق منكوبة جراء الهجمات التركية”، وأضاف أن ما جرى كان بشكل “ممنهج ومدروس”، ولفت إلى أن العدوان التركي استهدف “كل مقومات الحياة وسبل العيش”، معتبراً أن ما حصل يهدف إلى “تشريد الملايين من سكان المنطقة وتحويلهم إلى لاجئين”.

وسبق أن قال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، في حديث خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن تركيا تعمدت استهداف البنى التحتية في مناطقهم بهدف إفراغ المنطقة وإشغال قسد بهموم ومشاكل الداخل، وذلك في إشارة إلى أن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ستتأثر أيضاً جراء هذه الهجمات.

ولم يستبعد أن ما حصل خطط له في أروقة الاجتماعات الرباعية بين موسكو وطهران وأنقرة ودمشق، لافتاً إلى أن صمت دمشق وحلفائها لا يعني إلا أنهم متواطئون مع تركيا، مؤكداً أن الأطراف الدولية والضامنة لوقف إطلاق النار كـَ “الولايات المتحدة” التي تقود التحالف الدولي؛ وقسد شريكة لها على الأرض، بقيت مواقفها خجولة ولم ترتقي للمستوى المطلوب.

“لا علاقة بالإدارة الذاتية بهجوم أنقرة”.. “استهداف البنى التحتية انتهاك للقوانين واتفاقية جنيف”

وبالعودة لتصريحات “المسؤول في دائرة العلاقات الخارجية” جيا كرد، أوضح أيضاً، بأن تركيا تخلق الأعذار لشن الهجمات على مناطقهم، ورفض الاتهامات التي وجهتها أنقرة للإدارة الذاتية بضلوعها بانفجار أنقرة، الذي نفذه عنصران من “حزب العمال الكردستاني” واستهدف مقر الأمن العام في وزارة الداخلية التركية قبل أسبوعين تقريباً.

واعتبر في حديثه أيضاً أن استهداف البنى التحتية ينتهك المعاهدات والقوانين الدولية، وخاصة اتفاقية جنيف التي ترفض تدير الأطراف المتحاربة للبنية التحتية والإضرار بالمدنيين، وتركيا نفسها وقعت على هذه الاتفاقية وأبدت التزامها عليها.

“الصمت الدولي شجع الاحتلال”.. “ودمشق ترى فائد في تدمير مناطق الإدارة الذاتية”

وفيما يتعلق بالصمت الدولي حيال ما يجري في الشمال الشرقي السوري، اعتبره جيا كرد بأنه “يخدم ويشجع الاحتلال (تركيا) على المضي قدماً في حملة تدمير المنطقة وتشريد أهلها”، موضحاً أن الهجمات “خلقت واقعاً كارثياً وحرمت المواطنين من الخدمات الأساسية”، وأكد “أن الملايين باتوا يعيشون في كارثة حقيقية”.

وأضاف “أن المواقف الاميركية والدولية حيال الهجمات التركية ضعيفة، ولا تشكل ضغطاً حقيقياً على تركيا، “وهو ما يساهم في تمادي الحكومة التركية في هجماتها، والمضي قدماً في القصف والقتل”.

أما بخصوص موقف دمشق، قال جيا كرد إنها لم تبدي أي موقف حيال الهجمات التركية رغم استهداف هذه الهجمات مواقع القوات السورية من قبلها، وأشار إلى أنه من الواضح أن “النظام السوري يرى في تدمير تركيا لمناطقنا، فائدة له من جهة لأنه يريد أن يرى تدمير تجربة الإدارة الذاتية”.

“صفقات ومقايضات بين أنقرة ودمشق”.. والخسائر بعشرات الملايين الدولارات

ولم يستبعد المسؤول الكردي وجود “صفقة مقايضة” بين كل من تركيا ودمشق، وقال “أن صمت الحكومة السورية على الهجمات التركية، قد يساهم في قبول تركيا لهجماته على إدلب، يبدو ان هناك تفاهماً ومقايضة “.

وتقدر الإدارة الذاتية الخسائر المادية جراء الهجمات الجوية التركية المركزة على البنى التحتية بعشرات الملايين من الدولارات، في وقت تحذر فيه أوساط سياسية محلية من أن الفترة المقبلة ستكون كفيلة في إظهار مدى حجم الكارثة التي حلت بالمنطقة من نقص في الخدمات وشلل في الاقتصاد التي ستفاقم معاناة أكثر من 5 ملايين نسمة يعيشون في هذه المناطق.

إعداد: علي إبراهيم