أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي تكافح فيه دول العالم للقضاء والحد من انتشار وباء كورونا، وبداية ظهوره في سوريا مع تسجيل 16 حالة إصابة، وعزل مناطق في ريف دمشق بسبب انتشار الوباء فيها، وردت تقارير إعلامية عن امكانية استغلال تنظيم داعش الإرهابي لانتشار الوباء واعادة تنظيم صفوفه من جديد.
وتعمل الجهات المسيطرة على الأراضي السورية على احتواء وباء كورونا وعدم انتشاره، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد استمراراً للحرب الدائرة منذ مايقارب الـ10 سنوات، حيث تضع تلك الجهات جهودها لاحتواء المرض وعدم تفشيه بين المواطنين والنازحين في المخيمات.
داعش يستغل “كورونا” ويعيد نشاطه
بينما يعمل داعش حسب تقارير من “مجموعة الأزمات الدولية” عن زيادة نشاطه في المناطق السورية، وخاصة الشمالية الشرقية منها، وغيرها من الدول.
حيث نقلت مصادر إعلامية عن “مجموعة الأزمات الدولية” تحذيراتها من أن التنظيم الإرهابي يسعى لاستغلال فرصة انتشار وباء كورونا لاستعادة نشاطه والقيام بعمليات عسكرية ضد القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية، منتهزًا بذلك انشغال تلك الأطراف بمواجهة كورونا.
وحذرت المجموعة من أن داعش يعمل على تنفيذ هجمات في مدن عدة حول العالم، إضافة إلى تكثيف هجماته في المناطق السورية، وأشارت إلى الانتباه جيداً لما يسعى التنظيم فعله في عواصم العالم، ومنها تلك التي ارهقها الفيروس.
الأمم المتحدة: البشرية تواجه عدواً مشتركاً
الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، قال أنه في الوقت الذي تواجه البشرية عدواً مشتركاً “فيروس كورونا”، فإن هناك عدو آخر يتمثل بتنظيم داعش أيضاً يشكل خطراً على البشرية، محذراً من أن يقوم عناصر التنظيم باستغلال مبادرته لوقف إطلاق النار في سوريا للقيام بعمليات إرهابية، “لأن داعش يرى الأشياء بشكل مختلف”.
وأشارت المجموعة الدولية إلى رؤية التنظيم لفرصة انتشار كورونا في عدده الجديد الذي نشرته جريدة “نبأ” التابعة له، وتأكيده على استمرار الحروب الشاملة رغم انتشار فيروس كورونا.
وتخشى أوساط سياسية وخبراء في مجال التنظيمات المتطرفة من أن يستغل داعش الوباء في البلدان التي تحاربه، وقيامه بالتالي بعمليات إرهابية فيها، محذرين من أن التنظيم سيستفيد من هذه الفرصة لأقصى حد، لذا على العالم الانتباه جيداً.
مشددين على ضرورة أن لا تغفل تلك الدول الحرب على كورونا بحربهم على داعش.
داعش يضع على قائمته “الدول الضعيفة صحياً”
وحذرت المجموعة الدولية في تقرير لها، أن داعش يضع على قائمته “الدول ذات القطاع الصحي الضعيف” لشن هجمات فيها. كسوريا مثلاً التي يعاني قطاع الصحة فيها من انهيار شبه تام بعد سنوات طويلة من الحرب. وطالب داعش عبر جريدته، أنصاره حول العالم “باستغلال الفوضى في الدول التي تقاتلها”.
وأبدت أوساط خبيرة في مجال التنظيمات المتطرفة، مخاوفهم من أن يقوم التنظيم باستغلال الأوضاع في العراق أيضاً، بعد انتشار وباء كورونا، وانسحاب قوات التحالف الدولي من عدة قواعد عسكرية وتسليمها للقوات العراقية، مشيرين إلى أن التنظيم يرى في ذلك الفرصة لاسترجاع مناطق خرجت من سيطرته واعادة قوته من جديد، خصوصاً وأن العرق مليء بالخلايا النائمة التي ستساند عناصر التنظيم في حربهم القادمة.
مراكز احتجاز داعش في سوريا بخطر
وخص الخبراء أيضاً بالذكر، العناصر المحتجزين بالآلاف في سوريا، ضمن مناطق سيطرة قوات قسد، وقالوا “خطورة الأوضاع في مراكز الاحتجاز التي تؤوي عناصر التنظيم كبيرة، وداعش تعمل الآن على استغلال انشغال قسد والسلطات السياسية في منع انتشار كورونا لشن هجمات على مراكز احتجاز عناصرها والعمل على فرارهم”، مشيرين إلى أن سوريا أيضاً مليئة بالخلايا النائمة التي يجب الانتباه منها.
وبينما لا تحبذ الدول الغربية الموبوءة التي تعد الطرف الرئيسي في قتال التنظيم، مشاهدة التنظيم يعود من جديد، مما قد يضطرها لإرسال المزيد من جنودها لمواجهة داعش، يرسل داعش عبر معرفاته الإعلامية بأن على عناصره المنتشرين في كل من سوريا والعراق العمل على إطلاق سراح “إخوانهم” من السجون وألا يرحموا “الكفار والمرتدين” لزيادة قدرة التنظيم الهجومية وإعادة ما وصفوه “بدولتهم” المزعومة.
إعداد: ربى نجار