أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أكدت مصادر إعلامية مقربة من المعارضة السورية، أن تركيا أجلت عمليتها العسكرية المرتقبة ضد قوات سوريا الديمقراطية، والتي كان الرئيس التركي صرح عنها قبل أسبوع وقال مجلس الأمن القومي التركي أنها “ضرورة أمنية”، وذلك بسبب المواقف الدولية الرافضة لهذه العملية خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران.
منذ البداية.. “لم تكن هناك مؤشرات تدل على شن عملية عسكرية جديدة”
وكان محللون سياسيون قللوا من شأن التصريحات التركية الأخيرة بشأن عمليتها العسكرية، وقالوا أن المناخ الدولي لا يسمح للرئيس التركي هذه المرة بشن عمل عسكري جديد في سوريا، وذلك بعد رفض الاتحاد الأوروبي لمخطط أنقرة في شمال سوريا بشأن إعادة مليون لاجئ وإنشاء منطقة آمنة خلال مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل.
إضافة للموقف الأمريكي الرافض والذي أكد أن داعش سيستفيد من العملية العسكرية التركية في حال شنتها أنقرة، كون قوات “قسد” ستترك جبهات القتال مع التنظيم لوقف التقدم التركي في الشمال، كما أكد البنتاغون أن واشنطن لم توافق على المطالب التركية بخصوص “المنطقة الآمنة” الشمال السوري.
وكان الموقف الروسي لا يختلف عن الأمريكي، حيث رفضت موسكو هذه العملية وقالت أنها تثق بأن أنقرة لن تقوم بتغيير خطوط التماس المرسومة في سوريا منذ سنوات، وعلى الصعيد العسكري قامت روسيا بتعزيز نقاط تواجدها في عين العرب “كوباني” وعين عيسى وتل تمر، مع شن غارات جوية منذ يومين على مناطق سيطرة فصائل المعارضة القريبة من خطوط التماس مع قسد.
وجاء الموقف الإيراني أيضاً ليوافق نظيريه الأمريكي والروسي، حيث عبرت طهران عن رفضها لهذه العملية وقالت أنها ستزيد الأمور تعقيداً، وأنها وعلى الرغم من أنها تحترم “المخاوف الأمنية التركية” إلا أنها تعتقد بأنه وخلال الحوار ستزول هذه المخاوف.
بسبب الرفض الدولي.. أنقرة أجلت عمليتها العسكرية
مواقف الأطراف الرئيسية المتدخلة في الأزمة السورية، لا شك في أنها كانت أحد الأسباب الرئيسية التي علقت أنقرة عمليتها العسكرية في سوريا مجدداً، حيث نقل موقع “العربي الجديد” عن مصدر وصفه بالمطلع من فصائل المعارضة، إن الجانب التركي أبلغ قادة الفصائل بتأجيل العملية العسكرية إلى أجل لم يحدد بعد، خلال الاجتماع الذي جرى، مساء السبت، في منطقة حوار كلس على الحدود السورية التركية.
وأكد المصدر، أن تأجيل العملية قد جاء فجأة بعد تحديد مسار العملية ومراحلها خلال اجتماع جرى قبل يوم من التأجيل للعملية التي من المفترض أن تصل في مرحلتها الأولى منطقة ماتسمى “درع الفرات” في ريف حلب الشمالي جغرافياً بمنطقة “نبع السلام”، ويعني ذلك أنها ستنطلق من منطقة عين العرب الحدودية مع تركيا، وتفصل مناطق سيطرة فصائل المعارضة عن بعضها، ما يجعل السيطرة عليها أولوية تركية.
ووفق المصدر، وفي مرحلة ثانية، كان المقرر أن تتوجه العملية ضد قوات الحكومة في ريف حلب الغربي، في مناطق قبتان الجبل وعينجارة والفوج الـ 46 التي تتمركز فيها قوات إيرانية إلى جانب قوات الحكومة.
وتقول أوساط سياسية، أنه وبالإضافة لكل ما ذكر، فإنه لم تكن هناك أي مؤشرات على الأرض توحي بأن هناك عملية عسكرية تركية في سوريا، من جهة عدم وجود تحركات من مناطق سيطرة فصائل المعارضة ولا تعزيزات عسكرية ولا حشودات للعناصر، مشددين أن الحرب موجودة على الصعيد الإعلامي فقط، إنما على أرض الواقع فلا وجود لأي شيء يوحي بوجود حرب مقبلة.
القامشلي تأخذ التهديدات التركية على محمل الجد وتطالب “بنشر قوات حفظ سلام دولية”
ورغم كل التطمينات واعتراف المعارضة بأن تركيا أجلت عمليتها، إلا أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أكدت أنها تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد، وأنها مستعدة للحرب، وذلك خلال بيان لها أصدرته يوم الأحد، وطالبت من خلاله بنشر قوات حفظ سلام دولية على خطوط التماس لردع أي هجوم عسكري تركي.
وجاء في البيان أيضاً، أن تركيا تريد إحياء التنظيمات المتشددة وتقويتها بما فيها تنظيم داعش الإرهابي، وذكر البيان أن مشروع إعادة التوطين الذي أعلنت عنه تركيا مؤخراً، “سيحمل مخاطر حقيقية على سوريا بشكل عام ويهدد النسيج الاجتماعي السوري”.
وقال عبد حامد المهباش، الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، إن التهديدات التركية بعملية عسكرية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ضد المنطقة.
وسبق أن انجبرت تركيا قبل أشهر من تعليق عملية عسكرية قيل أنها ستكون في مناطق ريف حلب، وعندها تم الحديث عن مناطق تل رفعت وعين العرب وعين عيسى ومنبج، لكن الرفض الدولي أيضاً حال دون تطبيق تركيا لما تريد في هذه المناطق، ولكن السؤال يبقى قائماً “إلى متى ؟”.
إعداد: علي إبراهيم