دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ماهي “الرسائل الحازمة” التي حملها وزير الدفاع الروسي خلال زيارته إلى سوريا ؟

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – كشفت صحيفة الشرق الأوسط أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو نقل “رسائل حازمة” للرئيس السوري بشار الأسد  حول إدلب وشمال وشرق سوريا.

وفي زيارة مفاجئة غير معلن عنها، حط شويغو مع وفد عسكري روسي في مطار دمشق، ليلتقي الأسد وعدد من المسؤولين السوريين على رأسه وزير الدفاع، ونقل أفكار أو رؤى لم يكن من المناسب إرسالها على مستوى أقل.

وقال بيان وزارة الدفاع الروسية، إن الوزير بحث مع الرئيس السوري اتفاق الهدنة في إدلب، وآليات تنفيذ الاتفاق الروسي – التركي، والوضع في شمال شرقي البلاد.

شويغو يشدد على منع خرق اتفاق موسكو

وبحسب “الشرق الأوسط” فإن شويغو حمل “رسالة حازمة” من الكرملين، بأنه لن يكون مسموحاً تجاوز الاتفاقات الروسية مع أنقرة، أو محاولة تعريضها للخطر، وذلك بعد أن لوحت الحكومة السورية قبل أيام على لسان القائم بأعمال محافظ إدلب باحتمال استئناف القتال لفتح الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف باسم M-4.

ونقلت الصحيفة بأن موسكو لا تريد “استفزازاً” يفجر آليات عملها المشتركة مع الجانب التركي، خصوصاً أن الوضع مال إلى الاستقرار، وبدأ الطرفان خطوات عملية لتنفيذ الاتفاقات، بعدما كان مهدداً بالانزلاق نحو “السيناريو الأسوأ” بحسب وصف الكرملين.

تعهدات متبادلة

ولوحظ خلال الأيام الماضية تراجع حدة نبرة موسكو اتجاه تركيا، إضافة إلى تخفيف نبرة وسائل الإعلام الروسية لحملاتها القوية على الأتراك، كما بدأت تلك المصادر بوضع أسباب فشل الدوريات الروسية التركية على M-4، على عاتق فصائل المعارضة وهي “غير خاضعة لتركيا”، وبأنها تحاول نسف الاتفاق الروسي – التركي وإفشاله.

ويقول الخبراء، بأن الجانب التركي تعهد على نفسه أن يتخذ إجراءات حاسمة ضد أي فصيل يقوم بمحاولة نسف الاتفاق الروسي التركي، وفي الجهة المقابلة فإن موسكو أخذت على عاتقها “فرملة اندفاع الحكومة السورية وقواتها” اتجاه استئناف المعارك في إدلب، خصوصاً في ظل الحديث عن تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات الحكومية والإيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني لمحاور جنوب إدلب، في مؤشر يشير لرغبة تلك الأطراف استئناف القتال.

ماذا بعد اتفاق إدلب ؟

ولفت الصحيفة إلى أن البيانين “الروسي والسوري” حول الزيارة توقفا عند الوضع في منطقة شمال شرقي سوريا، ولا يستبعد بعض الخبراء أن يكون محور النقاش الأساسي ركز على الخطوات التالية في “ما بعد اتفاق إدلب”، والقلق إزاء تعزيز التواجد الامريكي في مناطق شرق الفرات.

ويشير الخبراء حسب الصحيفة، إلى أن موسكو كانت أعلنت عن جولات حوار مع المكون الكردي لدفعه نحو الاقتراب من دمشق، لكنها التزمت الصمت أخيراً حول نتائجها.

وأعادوا إلى التذكير بأن الأسد أعلن استعداده لمواصلة النقاش مع الأكراد، ولفتوا في الإطار ذاته، إلى أن الأميركيين يواصلون تعزيز وجودهم، عبر نقل وحدات من العراق إلى سوريا. ما يقلق أكثر موسكو وأنقرة.

ووضع الخبراء احتمالاً أن تكون موسكو تعمل على إنضاج رؤية واقتراحات جديدة لدفع المصالحة بين الإدارة الذاتية ودمشق، ووضع ترتيبات تكون مرضية للجميع.

الشق الثاني من الزيارة “وباء كورونا”

كما كشفت الصحيفة إلى أن الجانب الآخر من الزيارة كان متعلقاً بانتشار فيروس كورونا في سوريا، وتزايد مخاوف موسكو من أن تكون الأرقام المقدمة من قبل الحكومة الخاصة بالوباء غير صحيحة، وتخفي حقائق مقلقة بالنسبة للروس، وما يتعلق بتأمين سلامة العسكريين الروس في سوريا، ووضع آليات كافية لتجنب انتشار الوباء بين المرافق العسكرية الروسية.

ولايستبعد الخبراء أن تقوم روسيا بسحب “جزء مهم” من قواتها من سوريا حال انتشار “كورونا” في سوريا، لذلك فإن موسكو شددت على تقديم مساعدات واسعة للحد من انتشار كورونا في البلاد، وهذا ما يفسر عبارة “المساعدات الإنسانية وربطها بتعزيز التعاون العسكري التقني”.

 

إعداد: ربى نجار