أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وقفاً لأطلاق النار من جانب واحد “الحكومة السورية” في إدلب، وذلك بهدف تحقيق “الأمن والاستقرار في إدلب”.
ولم يخلو اليوم الأول من “اختراقات” من جانب طرفي الصراع في إدلب، بينما بدأ يوم الهدنة الثاني وسط استمرار غياب الطائرات الحربية والمروحية في سماء المنطقة.
مدة وقف إطلاق النار 8 أيام وطرفي النزاع مجبران على الالتزام به
مراقبون قالوا، أن طرفي النزاع في إدلب هم مجبرين على الموافقة على وقف إطلاق النار، كون الأول “الجيش السوري” مجبر على تنفيذ القرارات الصادرة من موسكو، والثاني لا خيار له سوى القبول بالاتفاق كون قواته تشهد هزائم تلو الأخرى في مناطق جنوب إدلب.
بينما يضيف خبراء عسكريون مطلعون، أن وقف إطلاق النار في إدلب، جرى الاتفاق عليه بين روسيا وتركيا، في زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لنظيره بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، ومدته 8 أيام فقط، وقد تم الاتفاق على فتح طريقي حلب – دمشق و حلب – اللاذقية، أمام الحركة التجارية، بالمقابل فإن روسيا ستحمي نقاط المراقبة التركية في مورك و غيرها.
إعادة فتح طريقي M5 وm4.. وإنشاء منطقة عازلة
مصادر معارضة مطلعة أضافت، انه خلال اللقاء الروسي التركي الأخير، تم الاتفاق على القضاء على هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وإقامة منطقة عازلة بعمق 20 ميلاً في إدلب، تكون خالية من السلاح والمسلحين، وان العاتق الأكبر بذلك يقع على تركيا لتنفيذ الأمر، ومن جهتها فإن موسكو تتعهد بوقف إطلاق النار إلى أن يتم الاتفاق.
الجبهة الوطنية للتحرير قالت، ان لا علم لها بهذه الهدنة، ولم تبدي موقفها منها أو ما إذا ستلتزم بها أم لا.
وهذا ما يضع هذه الهدنة ايضاً حسب خبراء عسكريين، في إطار “الهشوشية” كالهدنات السابقة. ويشار إلى أن هذه هي الهدنة الثانية خلال الشهر الجاري.
خسارة خان شيخون.. وتركيا تخلت عن المعارضة في آستانا
بدورها كتبت الكاتبة السورية رانيا مصطفى في صحيفة العرب اللندنية، عن ما الذي بقي لتركيا في إدلب بعد خسارة خان شيخون والتقدم الكبير للقوات الحكومية هناك، وتقول الكاتبة السورية، “أن روسيا أعلنت عن هدنة في إدلب، فيما تعتزم تركيا إقامة نقاط مراقبة جديدة بالقرب من الطريق الدولي حلب – اللاذقية، تمهيدا لفتح الطريق تحت سيطرة دوريات مشتركة، وربما قبلت بالعرض الروسي بنقل نقاط مراقبتها، فيما سيؤجل ملف الجهادية وإنهاء الحالة الفصائلية إلى خطوة لاحقة، غير بعيدة”.
وأضافت “يمكن القول إن تركيا تخلّت عن دعم المعارضة السورية منذ دخولها في حلف أستانا وقبولها اتفاقات خفض التصعيد، تحت ضغط حماية أمنها القومي من الخطر الكردي، وبالتالي راهنت على حليفين روسي وإيراني يدعمان النظام في السيطرة على كامل سوريا، وخسرت الرهان بفقدانها السيطرة على جزء مهمّ من إدلب، وخضوعها للشروط الروسية، فيما سمح التقارب الروسي الأميركي لروسيا بقضم المناطق بعد تدميرها، مع الصمت الأميركي على المجازر”.
قمة القدس الأمنية
وأشارت الكاتبة ،أنه بقي أمام الروس والأتراك معركة دموية لحسم ملف الجهادية، ولا يُستبعد مشاركة واشنطن فيها، إذا ما توافقت مع روسيا على إخراج تركيا شبه الكلي من سوريا، إضافة إلى إيران، وفق ما نوقش بمشاركة تل أبيب في قمة القدس الأمنية”
إعداد: ربى نجار