دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ماذا هي توقعات جولة أردوغان في ثلاث دول خليجية؟

سيبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قريبًا جولة في دول الخليج تشمل السعودية وقطر والإمارات. تركيا لديها علاقة مختلفة مع كل من هذه البلدان، وتقاسم المصالح الاقتصادية والاهتمامات السياسية.
ومن المرجح أن تكون الزيارة الأولى إلى الإمارات بعد زيارة الشهر الماضي لوزير المالية التركي محمد شيمشك ونائب الرئيس جودت يلماز. كانت الإمارات أول دولة زاروها بعد أن شكل أردوغان حكومة جديدة. ورحب وفد إماراتي رفيع المستوى بالزيارة لتمهيد الطريق لرحلة الرئيس المقبلة، والتي من المرجح أن تسفر عن توقيع العديد من الصفقات بين أنقرة وأبوظبي، لا سيما في مجال التعاون الاستثماري. وكانت آخر رحلة لأردوغان إلى الإمارات في شاط من العام الماضي، بعد التقارب بين البلدين.
تركزت المحادثات التي استمرت يومين بين الوفدين التركي والإماراتي على الطاقة المتجددة والنقل والدفاع والتجارة. قد تكون الإمارات مهتمة بالاستثمار في مشروع مترو اسطنبول والقطار السريع بين اسطنبول وأنقرة.
في آذار، وقعت أنقرة اتفاقية لمضاعفة حجم تجارتها مع الإمارات، مما يؤكد العلاقات الاقتصادية المتنامية بين البلدين. بعد الانتخابات التركية في أيار، صادقت تركيا والإمارات على اتفاق تجاري حر تم توقيعه في آذار لزيادة التجارة بين البلدين إلى 40 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة. قد تستثمر الإمارات ما يصل إلى 30 مليار دولار في تركيا، كما تم تحديد هدف مضاعفة صادرات تركيا إلى الإمارات من 5 مليارات دولار إلى 10 مليارات دولار.
حددت الحكومة التركية هدفًا يتمثل في جذب استثمارات بقيمة 25 مليار دولار من دول الخليج باستخدام أساليب مثل الخصخصة والاستحواذ. قال وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو إن تركيا تتفاوض مع دول الخليج العربية لبيع حقوق التشغيل لميناء Alsancak في مدينة إزمير المطلة على بحر إيجة، في ما سيكون أول صفقة كبيرة في مساعي تركيا للاستثمار الأجنبي في ظل فريقها الاقتصادي الجديد، دون الكشف عن من هي تلك الخليجية.
ومع ذلك، ظهرت دول الخليج كمرشحين محتملين لسد فجوة الاستثمار في تركيا، مما دفع الرئيس إلى زيارة. ومن المرجح أن تعقد بعد قمة الناتو في ليتوانيا يومي 11 و 12 تموز، وقال شيمشك إنه سيحقق بعض الصفقات الاستثمارية بين البلدين، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وصفت زيارته إلى الإمارات بأنها “مثمرة”، وسيتم الانتهاء من الموضوعات التي نوقشت بعد ذلك في زيارة أردوغان.
ورحب المستثمرون الخليجيون بتعيين سيمشك الوزاري، الذين اعتبروه خطوة صديقة للسوق بعد خمس سنوات من استقالته من منصب مماثل. لقد لعب دورًا رئيسيًا في استنباط تنفيذ ما أسماه سياسات “عقلانية” ووعد بإعادة “القدرة على التنبؤ” للاقتصاد التركي، وهو ما تسعى إليه دول الخليج. قبل بضعة أسابيع من موعده، التقيت(الصحيفة) بشيمشك في مركز تجاري في قطر وأجرينا محادثة قصيرة حول زيارته. وكان في رحلة عمل إلى الدوحة بعد زيارته للسعودية والإمارات. يتمتع شيمشك بعلاقات تجارية قوية في دول الخليج، مما يساعد تركيا الآن على إيجاد طريقة للخروج من وضعها الاقتصادي المزعج .. كنتيجة إيجابية، تقدم قطر والإمارات والسعودية العملات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها إلى تركيا البنك المركزي من خلال اتفاقيات المبادلة والودائع المباشرة.
تعتبر تركيا دول الخليج من الشركاء الرئيسيين في مجالات مثل التجارة والاقتصاد والطاقة والدفاع. ومع ذلك، فإن الاستقرار الاقتصادي والفرص التجارية ليسا القوة الدافعة الوحيدة وراء السياسة التركية لتعزيز علاقاتها: فقد دفعت المخاوف الأمنية الإقليمية ومناخ التطبيع الدبلوماسي أنقرة إلى إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح.
على الرغم من وجودهما على صفحات متناقضة على مدى عقد من الزمان بشأن بعض القضايا الإقليمية، لا يزال لدى تركيا ودول الخليج مخاوف بشأن عدم الاستقرار في سوريا واليمن وليبيا والعراق. على الرغم من أن إيران تسعى إلى تواصل دبلوماسي جديد مع دول الخليج، مما يمثل حقبة جديدة في السياسة الإقليمية، إلا أن وكلائها لا يزالون يشكلون تهديدات للمصالح التركية والخليجية في جميع أنحاء المنطقة. والأهم من ذلك، أن مناخ التطبيع الدبلوماسي سمح لتركيا بالتخلص من صورتها كرجل غريب في المنطقة، حيث فتحت الباب أمام إعادة العلاقات مع خصومها الإقليميين السابقين، وخاصة مصر. هذا الأسبوع، تبادلت أنقرة والقاهرة السفراء لأول مرة منذ عقد لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية. ورحبت السعودية والإمارات بهذه الخطوة باعتبارها مهمة للاستقرار الإقليمي.
من المرجح أن تعزز المصالح الاقتصادية والمخاوف السياسية المتبادلة علاقات تركيا مع دول الخليج حيث تسعى إلى تنويع شركائها الاقتصاديين. ومع ذلك، فهي ليست فراش من الورود، سيتعين على أنقرة السير في خط رفيع مع الجهات الفاعلة المتنوعة مع السعي لتحقيق الطموحات الإقليمية والأهداف الاقتصادية المحلية.

المصدر: صحيفة عرب نيوز السعودية

ترجمة: أوغاريت بوست