أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل ما يعيشه اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري “الشتات” من خوف وقلق على مستقبلهم خاصة في ظل تعمد بعض الحكومات ومن بينها التركية واللبنانية والعراقية على ترحيلهم إلى بلادهم، دون الأخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن تشكل عملية الترحيل هذه التي تأتي تحت مسمى “العودة الطوعية” من خطورة على حياتهم وإمكانية تعرضهم للاعتقال والاضطهاد، انطلق مؤتمر بروكسل الثامن لدعم سوريا.
مؤتمر بروكسل لحشد الدعم المالي والسياسي للأزمة السورية
وانطلق يوم الاثنين الاجتماع الوزاري لمؤتمر بروكسل الثامن بشأن دعم مستقبل سوريا والمنطقة ولحشد الدعم المالي والسياسي للازمة والصراع القائم على السلطة منذ أكثر من 13 عاماً.
وشهد الاجتماع الوزاري الذي يتزامن مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، مشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في الاتحاد والدول المجاورة لسوريا، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمات مجتمع مدني سورية، إذ يبدأ الاجتماع بكلمة افتتاحية لرئيس المؤتمر ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل، يليه كلمة عبر الإنترنت للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
“دول الشتات” تؤكد عدم قدرتها على استضافة السوريين
وخلال الجلسة ألقت العديد من الدول المجاورة لسوريا وتستضيف أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، حيث قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن بلاده لا تستطيع استمرار دعم اللاجئين السوريين على أراضيها في ظل غياب الدعم الدولي، وهو ما أكده أيضاً وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره اللبناني عبدالله بو حبيب، والتركي فاروق قايماقجي.
وخلال الفترة الماضية، رحلت السلطات اللبنانية عبر دفعين أكثر من 460 لاجئاً سورياً من أراضيها تحت مسمى “العودة الطوعية” تزامن ذلك مع استمرار ترحيل السلطات التركية لعشرات السوريين من معابر شمال البلاد التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لأنقرة و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، مع قيام السلطات العراقية قبل فترة بترحيل دفعة من السوريين إلى بلادهم ووصولهم إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.
وسبق الاجتماع الوزاري يوم الحوار مع المجتمع المدني، الذي عُقد في 30 نيسان/أبريل الماضي في بروكسل، بحضور أكثر من 600 مشارك ومشاركة، من جميع مناطق سوريا والدول المجاورة، وصاغوا توصيات ملموسة لصانعي السياسات.
العفو الدولية تدعو لحماية اللاجئين السوريين في لبنان
بدورها دعت منظمة العفو الدولية قادة العالم، خاصة دول الاتحاد الأوروبي، إلى حماية اللاجئين السوريين في لبنان، وضمان عدم ترحيلهم قسرياً.
وقالت العفو الدولية، إن الحكومات المانحة في مؤتمر “بروكسل 8” يجب أن تضمن ألا تساهم أي أموال يتم التعهد بها لدعم اللاجئين السوريين في لبنان في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الترحيل القسري إلى سوريا.
وأضافت، أن هناك حاجة ماسة إلى آليات ومراقبة قوية لضمان أن يكون أي تمويل للسلطات اللبنانية لصالح المجتمعات المحتاجة، ولا يساهم في انتهاكات حقوق الإنسان.
“الدعم الأوروبي شجع لبنان على تكثيف ترحيل السوريين قسرياً”
وقالت آية مجذوب، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إن الدعم المالي الأوروبي للبنان شجع السلطات اللبنانية على تكثيف حملتها القاسية التي تستهدف اللاجئين بخطاب الكراهية، والترحيل القسري، والتدابير الخانقة المتعلقة بالإقامة والعمل.
ودعت مجذوب الدول المشاركة في “بروكسل 8” إلى الضغط على السلطات اللبنانية من أجل الوقف الفوري لحملتها القمعية غير المسبوقة ضد اللاجئين السوريين، ورفع الإجراءات التعسفية التي تهدف إلى الضغط عليهم لمغادرة البلاد.
الاتحاد الأوروبي يجمع دعم بـ7 مليارات يورو لدعم اللاجئين السوريين
بدوره، أعلن مفوض الأزمات في الاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش، أن مؤتمر بروكسل الثامن جمع تعهدات مالية بقيمة 7.5 مليار يورو لدعم اللاجئين السوريين في البلاد وفي دول المنطقة المستضيفة للاجئين.
وأكد أن مؤتمر بروكسل 8 جمع تعهدات من المانحين بقيمة 5 مليارات يورو بشكل منح و2.5 مليار يورو بشكل قروض، موضحا أن المجتمع الدولي أثبت مرة أخرى أن الناس في سوريا واللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم ليسوا منسيّين.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء تعهدوا معا بتقديم 3/4 من إجمالي المنح.
“رفض إعادة السوريين في ظل ما تعيشه بلادهم”
وتعهّد الاتحاد الأوروبي الاثنين، بأكثر من ملياري يورو (2.17 مليار دولار) لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة، ورفض أي حديث عن عودة محتملة للاجئين إلى وطنهم لأن ظروف العودة الطوعية والآمنة ليست مهيأة.
وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد “لكن التزامنا لا يمكن أن ينتهي بالتعهدات المالية وحدها”، وذلك عند بدء مؤتمر بشأن سوريا في بروكسل.
وأضاف “على الرغم من الافتقار إلى تقدم في الآونة الأخيرة، لا بد أن نعيد مضاعفة جهودنا لإيجاد حل سياسي للصراع، حل يدعم تطلعات الشعب السوري لمستقبل سلمي وديمقراطي”.
الاتحاد الأوروبي قدم مساعدات للدول المستضيفة بأكثر من 30 مليار يورو
ومنذ بداية الأزمة السورية والصراع المسلح على السلطة، فر الملايين من الشعب السوري إلى دول الجوار ودول الاتحاد الأوروبي بحثاً عن ملاذ آمن ومستقبل أفضل في ظل استمرار الحرب في بلادهم واستمرار اعتبار دول العالم سوريا على أنها غير آمنة.
فيما حشد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء منذ عام 2011، أكثر من 30 مليار يورو من المساعدات الإنسانية ومساعدة الاستقرار، ورغم كل هذه الأموال الطائلة التي جمعت إلا أن اللاجئين السوريين في دول الجوار السوري والشتات يعيشون أوضاعاً معيشة واقتصادية سيئة للغاية، مع موجة كراهية وعنصرية ودعوات لترحيلهم إلى بلادهم خاصة في لبنان وتركيا.
إعداد: رشا إسماعيل