دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“لنقص التمويل والتشديد”.. “برنامج الأغذية العالمي” يصدم ملايين السوريين ويعلن إنهاء عمله في البلاد

 أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسبب الصراع المسلح على السلطة في سوريا بأزمات اقتصادية ومعيشية كبيرة للشعب السوري، الذي بات اليوم يعيش أكثر من 90 بالمئة منه تحت خط الفقر، أغلبهم الساحقة بحاجة ملحة للمساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة ووكالاتها، وتؤكد تقارير أممية أن أكثر من 14 مليون سوري يفتقرون للأمن الغذائي، وما يمكن أن يزيد الوضع سوءاً إعلان برنامج الأغذية العالمي إيقاف مساعداته في البلاد.

“صدمة للسوريين”.. واعتذار أممي

وفي إعلان اعتبر بمثابة “صدمة للملايين” من السوريين والعاملين في المجال الإنساني، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن توقف مساعداته لهم بسبب “أزمة تمويل غير مسبوقة” تواجهها المنظمة.

وفي بيان له، أعرب برنامج الأغذية العالمي عن أسفه من إنهاء عملهم في سوريا، وقال أن السبب الرئيسي لذلك هو “نقص التمويل والتشديد المالي من الجهات المانحة في سوريا”.

وتعتقد الكثير من الدول المانحة في سوريا أن الأموال المدفوعة للمساعدات الإنسانية تذهب إما للحكومة السورية أو لجماعات مسلحة أخرى ولا يستفيد منها السوريون بشكل مباشر، كما أن للحرب في أوكرانيا السبب أيضاً، من حيث أن أغلب الدول المانحة لسوريا؛ الآن هي تدفع لأجل المساعدات العسكرية لأوكرانيا لاستمرارها بالحرب ضد روسيا.

14 مليون جائع.. واستمرار الدعم لفئات معينة

ويعتمد قرابة 14 مليون سوري على السلة الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي، وفقاً لتقرير صادر عن البرنامج خلال العام الماضي 2022، وأشار البرنامج الأممي إلى أن هناك زيادة قدرها 9 بالمئة عن حاجة السكان في عام 2021، وزيادة نسبتها 32 بالمئة عن العام 2020، إلى جانب وجود 90 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، إذ يعاني 60 بالمئة منهم من انعدام الأمن الغذائي.

وبالعودة لبيان البرنامج، فإنه أكد على مواصلة دعمه للأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء سوريا من خلال تدخلات طارئة أصغر موجهة أكثر ومساعدة الأطفال دون سن الـ5 والأمهات الحوامل والمرضعات، والأطفال في المدارس ومراكز التعلم من خلال برنامج الوجبات المدرسية، والأسر الزراعية المدرجة في برنامج دعم سبل العيش.

ولفت البرنامج إلى أنهم وقفوا إلى جانب الشعب السوري طيلة سنوات الحرب، إلا أنهم غير قادرين على مواصلة الدعم بمستوياته السابقة في خضم أزمة تمويل تاريخية خانقة سيكون لها عواقب لا توصف على ملايين الأشخاص، كذلك التشديدات المالية للجهات المانحة، وأوضح أنه بسبب اعتماد بالكامل على المنح الطوعية فإن أزمة التمويل الحالية تجبره على تقليص المساعدات المنقذة للحياة على مستوى العالم.

انعدام الأمن الغذائي.. والشمال الغربي الأكثر تضرراً

وأعرب عن امتنانه العميق للشركاء في سوريا لتعاونهم المستمر في دعم الأسر الأكثر ضعفاً، لافتاً إلى أنه لسنوات عديدة دفعت الأزمات المتتالية لانعدام الأمن الغذائي في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة.

وتظهر أحدث بيانات البرنامج أن سوء التغذية في سوريا آخذ في الارتفاع، مع وصول معدلات التقزم بين الأطفال وسوء التغذية لدى الأمهات إلى مستويات غير مسبوقة.

ولا شك في أن مناطق شمال غرب سوريا هي التي ستكون الأكثر تضرراً جراء إيقاف “برنامج الأغذية العالمي” لعمله في سوريا، حيث الأوضاع الاقتصادية السيئة للغاية والفلتان الأمني والفوضى والحرب والعمليات العسكرية، فيما تشير مصادر رسمية محلية إلى أن 80 بالمئة من السوريين الذين يعيشون في الشمال الغربي هم بحاجة للمساعدات الإنسانية بل ويعتمدون عليها بشكل رئيسي.

وكان برنامج “الأغذية العالمي” قد حذر من توقف عمله وتقديمه للمساعدات الإنسانية في سوريا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حيث أرجع السبب في ذلك لنقص التمويل المادي من قبل الدول المانحة أيضاً، وجاء في تقريره الذي نشر في شهر أيلول من 2023، أن متوسط سعر سلة الأغذية على المستوى الوطني ارتفع بنسبة 13% في أيلول الماضي، مقارنة بشهر آب، في حين تضاعفت أسعار المواد الغذائية مقارنة بشهر كانون الثاني 2023، وتضاعفت ثلاث مرات تقريباً خلال عام واحد.

أكثر من 6 ملايين سوري بحاجة للمساعدات في 2023

وأكّد على أن 6.8 ملايين نازح داخلياً بحاجة إلى الاحتياجات الإنسانية لعام 2023، وأن 12.1 مليون شخص يعاني من انعدام الأمن الغذائي في سوريا، وأنه بحاجة لـ134 مليون دولار للحفاظ على المستوى المنخفض الحالي لتنفيذ المساعدات الإنسانية للفئات الأكثر ضعفاً البالغ عددها 3.2 ملايين شخص.

وكان البرنامج أعلن، نهاية آب/أغسطس الماضي، أنه بحاجة إلى ما لا يقل عن 155 مليون دولار لاستئناف المساعدات الغذائية الطارئة الشهرية لـ2.5 مليون شخص.

 

إعداد: علي إبراهيم