أوغاريت بوست (مرحز الأخبار) – تستمر المعارك على جبهة بلدة الكبانة في منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بين القوات الحكومية والمعارضة، وذلك مع استمرار الهجمات العنيفة من قبل القوات الحكومية على البلدة ذات الموقع الاستراتيجي.
أسلوب جديد للقوات الحكومية
وأفادت وسائل إعلامية معارضة، أن الاشتباكات لاتزال مستمرة على هذا المحور، في سعي الجيش السوري للسيطرة عليه، في حين تقاوم فصائل المعارضة بشراسة لكي تبقي الكبانة تحت سيطرتها.
يأتي ذلك وسط شن الطائرات الحربية السورية والروسية قصفاً جوياً عنيفاً على نقاط تمركز المعارضة داخل البلدة، بمئات من الغارات إضافة لآلاف الصواريخ والقذائف المدفعية، لكن الفصائل أعلنت عن إفشالها لكل الهجمات التي شنتها القوات الحكومية منذ يومين.
تقارير أفادت، بأن القوات الحكومية بدأت باستخدام “تكتيك جديد” لإحراز تقدم على محور البلدة، مؤكدة أن هذا التكتيك يعتمد على إدخال “تركسات” ضخمة مصفحة تصفيحاً عالياً، لردم الأنفاق فوق المقاتلين، وأشارت إلى أن التصفيح الكبير لـ”التركسات”، يأتي في محاولة لعدم تأثرها بالقذائف.
ولفتت التقارير إلى فشل الجيش السوري بالتكتيك الجديد، بعد تمكن مقاتلي المعارضة من عطب “تركسين” سدا الطريق على الآليات الثقيلة التالية لهما.
مشاركة 200 عنصر من القوات الخاصة الروسية في معارك الكبانة
مصادر خاصة قالت لأوغاريت بوست، “ان روسيا زجت في معارك الكبانة أكثر من 200 عنصر روسي من القوات الخاصة، مجهزين بعتاد كامل ومناظير ليلية، وقناصات حرارية تعمل على كشف الهدف المعادي فور وقوعه في المدى الخاص بها، وذلك لمساندة الجيش السوري، وأشار المصدر، أن هذا يأتي بعد فشل الجيش بالتقدم في هذا المحور بعد 9 محاولات هجوم فاشل تحت غطاء جوي وبري من القوات المساندة، الاثنين.
موقع الكبانة الاستراتيجي
وفي السياق تحدث العميد الركن المعارض أحمد الرحال لأوغاريت بوست عن أهمية بلدة الكبانة وإصرار القوات الحكومية للسيطرة عليها، وقال “بالنسبة لبلدة الكبانة هي أعلى قمة بعد قمة نبي يونس في جبل الأكراد، وأهميتها أنها تطل على كامل جبل الأكراد، وتعطي فسحة وإطلالة على سهل الغاب، ومن يسيطر عليها فإنه يسيطر على السرمانية وكامل منطقة سهل الغاب نارياً”.
ويرى الرحال أن سيطرة “النظام على الكبانة تعني القدرة على الرصد الناري حتى جبال شحشبو وجسر الشغور بريف إدلب”، وبالتالي إذا تقدم “النظام باتجاه الكبانة فإنه سيطر على المنطقة كاملة، سيطرة بالقوة العسكرية والقوة النارية”.
وتابع، من هنا تأتي أهمية الكبانة، التي شنت القوات الحكومية عليها أكثر من 28 هجوماً عنيفاً، وكشف ان القوات الحكومية هاجمت البلدة 9 مرات متتالية الاثنين لكنه فشل، وقد تم استخدام “تريكس” ضخم لاختراق صفوف الفصائل.
وأردف قائلاً “الكبانة أهميتها بأطلالتها النارية على سهل الغاب من جهة وعلى جبل الأكراد من جهة أخرى”، منوهاً أن الكبانة قرية صغيرة وقد أقام فيها طويلاً عندما كان قائداً لجبهة الساحل، وكان لديهم كتيبة تسمى “أم الثوار” (امرأة كانت تقدم الملاذ للفصائل في القرية وتخبئهم في منزلها)، عندما كانت منطقة جبل الأكراد تحت سيطرة القوات الحكومية في 2012، وأشار إلى أن تلك المرأة كانت زوجة “أبو أحمد الزعيم” أحد قياديي الفصائل العسكرية.
إعداد: علي إبراهيم