أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تنشغل فيه الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة في الأزمة السورية، بملفات ونزاعات وصراعات أخرى حول العالم، مددت الأمم المتحدة “آلية العمل بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا” مدة 6 أشهر إضافية، دون إجراء تصويت في مجلس الأمن الدولي، حيث كان تاريخ الـ 10 من شهر كانون الثاني/يناير الجاري آخر أيام التمديد الأخير.
“مصائب قوم عند قوم فوائد”
ومع السنة الجديدة 2022، بدأت أزمات وصراعات أخرى بالظهور في العالم، والتي جعلت على ما يبدو الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة في الأزمة السورية تنسى هذا الملف قليلاً.. هذا النسيان أو بالأصح “التدخل حسب الأولويات” أسفر عن إبعاد الملف الإنساني السوري مجدداً عن الاستغلال والتسييس في أروقة مجلس الأمن، وأسفر ذلك عن تمديد إرسال المساعدات لأشهر أخرى.
وأكدت الأمم المتحدة، أن المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، من دون تصريح من الحكومة السورية، تظل “ضرورية” لمساعدة السوريين، وذلك مع تمديد الإجراء بحكم “الأمر الواقع” لمدة ستة أشهر من دون تصويت جديد في مجلس الأمن.
وكان المجلس قد جدد في تموز/يوليو تفويض نقل المساعدات “لمدة ستة أشهر حتى 10 كانون الثاني/يناير 2022” عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية التي تسيطر عليها القوات التركية و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”. ونصّ القرار على “تمديد لستة أشهر إضافية حتى 10 تموز/يوليو القادم”، رابطاً ذلك بتقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً حول المسألة.
واعتبر الغرب أن التمديد حتى تموز/يوليو 2022 تلقائي عندما أثارت روسيا إمكان طلب تصويت جديد في مجلس الأمن، وهو أمر امتنعت عنه حتى الآن.
“المساعدات الإنسانية في سوريا” لم تعد أولوية روسية
واعتبر محللون سياسيون أن انشغال روسيا بالملف الأوكراني والمخاوف من توسع حلف شمال الأطلسي “الناتو” شرقاً وامكانية انضمام أوكرانيا للحلف، مع الأزمة والاحتجاجات التي حدثت في كازاخستان وإرسال موسكو لقوات حفظ سلام لهذا البلد، الذي يعتبر خط أمان على حدودها الجنوبية، جعلت من موسكو تنسى ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، كون الملفات المذكورة هي “أولوية قصوى” بالنسبة لروسيا كونها “ملفات أمن قومي”.
وقدم الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريش كانون الأول/ ديسمبر الماضي تقريره حول إرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا وشدد خلاله، على استحالة استبدال الآلية العابرة للحدود في هذه المرحلة بآلية المرور عبر خطوط الجبهة من دمشق، والتي ترغب موسكو في تعزيزها للاعتراف الكامل بسيادة سوريا على أراضيها.
وتخدم الآلية العابرة للحدود بشكل أساسي نحو ثلاثة ملايين شخص يعيشون في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، والتي هي خارج سيطرة قوات الحكومة السورية، وتعتبر من مناطق سيطرة المعارضة والقوات التركية.
واشنطن تعلق على تمديد إرسال المساعدات
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الاثنين، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إن “إيصال المساعدات عبر الحدود أمر ضروري”.
وأضاف، “نحن بحاجة إلى نقل المساعدات عبر الحدود وخط الجبهة. هذه عناصر أساسية بالنسبة إلينا لنكون قادرين على تلبية الحاجات الإنسانية لجميع السوريين”.
ولدى سؤاله عن عدم حصول تصويت جديد في مجلس الأمن، أجاب أنه يرحب “بأي قرار” يسمح للأمم المتحدة “بمواصلة هذه المساعدة الحيوية عبر الحدود”.
معبر اليعربية لايزال مغلقاً .. ودمشق تضع شروطاً على القامشلي لإعادة فتحه
ومع هذا التمديد الجديد، يبقى معبر اليعربية في ريف الحسكة والمعروف باسم (تل كوجر) مغلقاً، بقرار من مجلس الأمن، وهو الذي كان “الضحية” في تمديد إيصال المساعدات عبر الحدود التركية إلى سوريا في السنوات الماضية. وسط أنباء متجددة بمحاولة فتح المعبر باتفاق بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية برعاية روسية.
ولكن وفق تقارير إعلامية، فإن الحكومة السورية تشترط لفتح معبر اليعربية؛ السيطرة الكاملة عليها، بينما اقترحت الإدارة الذاتية رفع العلم السوري والتشارك في إدارة المعبر، وسط ترجيحات بعدم التواصل لتفاهمات في ظل الشروط التي قدمتها دمشق للقامشلي.
بينما تلقت جهات سياسية وعسكرية ومجتمعية في شمال شرق سوريا، وعوداً روسية أمريكية، بالعمل على فتح المعابر وإنهاء الأزمة الإنسانية التي سببتها إغلاق كل المعابر داخلياً وخارجياً مع مناطق شمال شرق البلاد.
إعداد: علي إبراهيم