أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد خبر لقاء القمة الذي من المفترض أنه سينعقد خلال قمة شنغهاي، بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، بدعوة الرئيس الروسي لهما لحضور القمة، نشرت وكالة “تسنيم” المقربة من السلطات الحاكمة في إيران، أن تركيا وفي إطار تقاربها مع الحكومة السورية طالبت من “الائتلاف المعارض” مغادرة أراضيها.
“أنقرة تطلب من الائتلاف الرحيل”
ووكالة “تسنيم” هي من أولى الوكالات التي تحدثت عن أن أنقرة ستسعى لإعادة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، وأن هناك لقاء قمة سيعقد بين الرئيسين الأسد وأردوغان في حال ايجابية الزيارات التي ستقوم بها وفود تركية إلى دمشق للتباحث حول تطبيع وإعادة العلاقات.
وبالفعل تم التأكيد على أن رئيس “حزب الوطن” التركي دوغو برينجك بصدد إجراء زيارة قريبة إلى دمشق على رأس وفد سياسي ودبلوماسي، يلتقي فيها الأسد، في إطار المساعي لعودة العلاقات المقطوعة منذ أكثر من 10 سنوات.
بينما خرج مسؤولين أتراك كبار، نفوا وجود أي خطط للقاء بين الرئيس السوري والتركي، وأنهما لم يستدعيا أصلاً إلى قمة شنغهاي.
وفي جديدها، نشرت الوكالة الإيرانية تقريراً أكدت فيه أن أنقرة طالبت خلال اجتماع مع قادة “الائتلاف” السوري المعارض الرحيل من تركيا. وذلك على ما يبدو في حال صحة المعلومات فإن أنقرة لا تريد تسليم أعضاء “الائتلاف” كونه مطلب للحكومة السورية لإعادة العلاقات.
“الائتلاف” يوافق ووجهات عربية محتملة
ونقلت “تسنيم” عن مراسلها، أن بعض المصادر أكدت أنه خلال اللقاء الذي جرى الاسبوع الماضي بين أحد المسؤولين الاتراك مع “سالم المسلط ” رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، قال هذا المسؤول التركي ان أنقرة عازمة تماماً على اعادة العلاقات مع دمشق، ويجب على المعارضة السورية أن تتكيف مع هذا الواقع.
وبحسب المصادر فإن المسؤول التركي أبلغ أنه يجب على المعارضة السورية أن تسعى وراء العثور على بلد بديل للهجرة إليه ووقف جميع أنشطتها السياسية والإعلامية داخل تركيا.
وأشارت الوكالة إلى “تغيير سياسة القنوات الإعلامية المعارضة ولهجتها” اتجاه تركيا و “عنصرية الأتراك ضد السوريين” في إشارة على ما يبدو أن هذه الوسائل الإعلامية لم تعد توالي تركيا كما في السابق، خاصة وأنها عائدة للتطبيع مع الحكومة السورية ووافق الرئيس التركي خلال اجتماعات “طهران وسوتشي” تسليم إدلب ومناطق “الجيش الوطني” إلى الحكومة السورية، وتفكيك المعارضة المسلحة أيضاً.
وبالعودة إلى مسألة “طرد الإئتلاف” من تركيا، أضافت الوكالة أن “الائتلاف” وافق على طلب أنقرة بمغادرة الاراضي التركية، بينما اقترح سالم المسلط “رئيس الائتلاف” الهجرة الى السعودية، إلا أن عبد الرحمن مصطفى “رئيس الحكومة المؤقتة” اقترح الأردن؛ وعلى الرغم من انه اعترف بأن أنشطتهم ستكون محدودة أيضا في الأردن.
لماذا سيعيد أردوغان علاقاته مع الأسد ؟
وبعد فشلها بإقناع الولايات المتحدة وروسيا، بعمليتها العسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، بدأت تركيا بالتقارب مع الحكومة السورية بدافع روسي، وذلك لتشكيل حلف موحد ضد “قسد”، بينما لهذه التحركات ثمن على تركيا أن تدفعه بحسب شروط وضعتها دمشق، ومنها “الانسحاب من كامل الأراضي السورية – تسليم مطلوبين سياسيين وعسكريين من المعارضة للحكومة – تفكيك جبهة النصرة و الجيش الوطني وحراس الدين – السيطرة على إدلب وجميع مناطق المعارضة وإجراء تسويات أسوة بباقي المناطق السورية التي عادت لسلطة دمشق – إعادة اللاجئين السوريين”، وغيرها من الشروط، التي يبدو أن تركيا ستوافق عليها مقابل عودة العلاقات مع دمشق.
ويعيش التحالف الحاكم في تركيا، أزمات عديدة، تكاد تطيح بحكمه المستمر منذ 15 عاماً، خاصة مع وجود معارضة شرسة يمكنها أخذ كرسي الرئاسة، إضافة لانخفاض كبير في شعبية التحالف الحاكم بسبب الأزمات الاقتصادية والمجتمعية، والتدخل في الصراعات خارج الحدود التركية، واستضافة اللاجئين السوريين.
إعداد: رشا إسماعيل