أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل تصاعد نشاط تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في مختلف المناطق السورية وخاصة المناطق التابعة للبادية، بدأت عمليات أمنية تستهدف خلايا التنظيم في المناطق الشمالية الشرقية، من قبل قوات سوريا الديمقراطية بالتشارك مع التحالف الدولي، فيما شن التنظيم خلال الساعات الـ48 الماضية هجمات أسفرت عن خسائر كبيرة لقوات الحكومة السورية، التي لم تطلق أي عملية أمنية ضد التنظيم في الآونة الأخيرة.
تزايد هجمات داعش هل هو دليل على العودة ؟
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر في آخر إحصائية له حول هجمات التنظيم الإرهابي في البادية السورية، أنه خلال الأيام الـ100 الأولى من العام 2024، الذي بات يعد الأكثر عنفاً ونشاطاً للتنظيم في البلاد، شن التنظيم 108 هجمات طالت مواقع عسكرية وعمال لجمع الكمأة في مختلف مناطق البادية.
وأسفرت هذه العمليات عن مقتل أكثر من 300 شخص، وهم مدنيون وعسكريون، ولم تدفع كل هذه الهجمات الدموية؛ قوات الحكومة السورية، من إطلاق أي عملية عسكرية أو أمنية ولا حتى عملية تمشيط في هذه المناطق للحد من هجمات التنظيم والخسائر البشرية الكبيرة التي تسفرها هجماته.
وشن التنظيم الإرهابي خلال الساعات الـ48 الماضية، هجومين على مواقع وقوات للحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها والمدعومة من روسيا، أسفرت عن عشرات القتلى، حيث بات التنظيم يعتمد على استراتيجية “المباغتة” في هجماته على المواقع العسكرية القريبة من القرى والمناطق المأهولة.
“مقتل 38 من العسكريين وأسر آخرين بهجمات لداعش ببادية حمص ودير الزور”
وفي هذا الإطار، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنه حصيلة قتلى قوات الحكومة السورية و “لواء القدس” المدعوم من روسيا أثر هجوم شنه التنظيم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة استهدف حافلة مبيت عسكرية بالقرب من قرية الطيبة بريف حمص الشرقي ارتفعت إلى 32 عنصراً، هم “19 من لواء القدس و 7 من قوات الحكومة السورية”.
وكانت خلايا التنظيم الإرهابي قد نفذت هجوماً آخر على مقرات عسكرية تابعة لقوات الحكومة السورية في قرية حسرات بريف مدينة البوكمال شرق ديرالزور، أسفر عن مقتل 6 عناصر بالإضافة إلى أسر عنصرين.
2024.. 333 قتيلاً في البادية بـ117 عملية لداعش
وفي آخر حصيلة للمرصد السوري، للعمليات العسكرية ضمن البادية السورية، فقد بلغت حصيلة القتلى ضمن هذه المناطق 333 شخصاً منذ مطلع 2024، ومنهم “24 من عناصر داعش” – “272 عنصراً من قوات الحكومة السورية والمجموعات الموالية لها والمدعومة من روسيا وإيران” قتلوا في 117 عملية للتنظيم الإرهابي في مناطق متفرقة من البادية، عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص، بينما فقد 37 مدنياً بينهم طفل وسيدة حياتهم نتيجة هجمات التنظيم الإرهابي.
“قسد تتدارك الخطر.. وعمليات أمنية ضد داعش”
أما في مناطق شمال شرقي سوريا، فقد بدأت قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة من قوات التحالف الدولي، عمليات أمنية ضد خلايا ومتعاونين مع التنظيم الإرهابي في ريفي الحسكة ودير الزور.
وفي هذا الإطار، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، تنفيذ عملية أمنية واسعة في ضواحي مدينة الحسكة الجنوبية، تم خلالها القبض على 38 مشتبهاً من خلايا التنظيم، وفق بيان نشرته قسد على موقعها الرسمي، وأشارت إلى أن العملية جاءت بمساندة قوات أمنية وعسكرية.
“القبض على عناصر إرهابيين كانوا يخططون لشن هجمات ضد السكان”
وأكد البيان على أن العناصر الإرهابيين الذين تم القبض عليهم من “خلايا داعش” كانوا يحاولون القيام بعمليات إرهابية مختلفة ضد سكان المدينة، وأشارت إلى أن القوات المشاركة في العملية ضبطت كمية من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزة المقبوض عليهم.
وفي السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره، الأماكن التي نفذت فيها العملية الأمنية، وهي ضواحي الحسكة الجنوبية ومحيط سجن الصناعة، الذي يحوي آلاف المحتجزين من التنظيم الإرهابي.
دير الزور.. القبض على عنصرين لداعش
وفي عملية أمنية أخرى، ألقت قوى الامن الداخلي “الأسايش” القبض على عنصرين من تنظيم داعش الإرهابي في ريف دير الزور.
وأفادت مصادر إعلامية محلية، إن قوى الأمن “الأسايش” وبمساندة “وحدات التدخل السريع” و “جهاز الامن العام” ألقت القبض على شخصين ينتميان للتنظيم كانا يعملان في جمع الزكاة لصالح داعش في المنطقة، كما عثر بحوزتهما على أسلحة وذخائر.
قائد قسد: داعش قادر على العودة والحرب في غزة عززته
وسبق أن قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إن الحرب في غزة عزز تنظيم داعش، محذراً من أن الظروف باتت مهيئة لعودة التنظيم إلى قوتها السابقة، وذلك في مقابلة حصرية مع “المونيتور”.
وتتمركز الخلايا النائمة في المنطقة الشمالية الشرقية السورية، حيث يُحتجز حوالي 9000 مقاتل أجنبي في السجون. ويتم احتجاز زوجات المقاتلين وأطفالهم، أي أكثر من 40 ألف منهم، في معسكرات يصعب السيطرة عليها بشكل متزايد. ويخطط داعش لإطلاق سراحهم وكاد أن ينجح في عملية هروب دموية من سجن الصناعة في عام 2022.
قائد قسد: جهات إقليمية تقف وراء نشاط داعش في سوريا
وقال قائد قسد، أن داعش يستغل الفوضى لزيادة هجماته، مع الهجمات التي تشنها المجموعات المسلحة الموالية لإيران بالتعاون مع قوات الحكومة السورية خاصة في دير الزور، وأشار إلى أن هناك “قوى إقليمية” (لم يسمها) تقف وراء نشاط داعش الكبير في سوريا، محذراً من خروج الأمور عن السيطرة في مراكز احتجاز التنظيم والمخيمات التي تؤوي عوائله في حال الانسحاب القوات الأمريكية.
ولفت إلى أنه بعد الهجوم الذي نفذه داعش خرسان على موسكو، تواصل قادة عسكريين روس مع قسد وقاموا بتبادل المعلومات، مشيراً إلى أن عمليات تبادل المعلومات تأتي بشكل روتيني، حيث أن القناة الخاصة مع الروس منفصلة عن الشراكة مع التحالف التي تقوده واشنطن، لافتاً إلى أن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” تأمن الملاذ الآمن للتنظيم وعناصره، وهو ما يعطي قوة كبيرة لداعش للعودة إلى سابق عهده.
إعداد: علي إبراهيم