دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قسد تعلن الثأر لمعركة “سجن الحسكة”.. وموسكو تعلن دعمها لجهود واشنطن “بالحرب ضد داعش”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ضربة جديدة تلقاها تنظيم داعش الإرهابي بمقتل زعيمه (خليفة أبو بكر البغدادي) إبراهيم الهاشمي القريشي في بيت متواضع ببلدة أطمة شمال إدلب والقريبة من الحدود التركية، وذلك إثر عملية خاصة لقوات التحالف الدولي بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

قسد تشارك في ثاني عملية ضد داعش.. والهدف “زعماء التنظيم”

وتعتبر عملية اغتيال رأس داعش المكنى “بعبدالله قرداش” هي الثانية لقوات سوريا الديمقراطية والتي شاركت قوات التحالف بعملية اغتيال “الخليفة الأول” للتنظيم المدعو أبو بكر البغدادي، في تشرين الأول/أكتوبر 2019، ويدل ذلك بحسب سياسيين، على مدى التنسيق الاستخباراتي بين التحالف وقسد، حيث شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن القوات السورية بمساندتها في هذه العملية، واعتبرها نصراً جديداً على الإرهاب.

وتأتي هذه العملية بعد نحو أسبوع من إعلان قسد السيطرة الكاملة على سجن الصناعة بحي غويران بمدينة الحسكة، مع استمرار عمليات التمشيط في أحياء مدينة الحسكة بحثاً عن خلايا وعناصر فارين من السجن، تمكنوا من الهرب بعد هجوم داعش العنيف ليلة الخميس الـ20 من كانون الثاني/يناير الماضي.

قسد تعلن الانتقام لمن سقط في معركة “سجن غويران”

هجوم داعش على سجن الصناعة أسفر عن سقوط 121 عنصراً لقوات قسد من بينهم 4 مدنيين و 77 من العاملين وحراس السجن، إضافة لمقتل نحو 400 من عناصر التنظيم المهاجمين من بينهم سجناء شاركوا في الاشتباكات، فيما لاتزال عمليات البحث جارية في السجن ومحيطه للبحث عن جثث جديدة، ما يرجح ارتفاع تعداد قتلى داعش.

القيادة العامة لقوات قسد علقت على مقتل “عبدالله قرداش” بلغة الانتقام، حيث غرد قائد قسد مظلوم عبدي عبر حسابه في تويتر، وقال “نشكر الشعب الأمريكي على دعمه المتواصل والرئيس الأمريكي على الضربة الأخيرة في ادلب، والتي قضت على زعيم تنظيم داعش القريشي”.

وتابع “من خلال شراكتنا القوية، نجحنا في ضرب داعش في الصميم مجددا.  ليرقد الشهداء 121 الذين استشهدوا في هجوم تنظيم داعش على الحسكة بسلام”.

بايدن شكر قسد أكثر من مرة .. ونهايات متشابهة لزعماء التنظيم

وفي حديث له، ذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن قسد ثلاث مرات، مثمناً وشاكراً دورها “الفعال” في عملية اغتيال قرداش في ريف إدلب، حيث أكدت تقارير إعلامية بأن وحدات مكافحة الإرهاب الخاصة في قسد والمعروفة بـ “YAT”، شاركت في العملية.

وأشار بايدن إلى أن العملية كانت تخطط لها منذ شهور، مشدداً أن واشنطن ستواصل دعم قسد والحلفاء في العراق بما فيها قوات “البيشمركه” الكردية، في الحرب ضد التنظيم.

وتشابهت نهاية عبدالله قرداش بسلفه أبو بكر البغدادي، حيث أقدم زعيم التنظيم عند بدء العملية على تفجير قنبلة أودت بحياته داخل المنزل الذي كان يسكنه، وهي منطقة تبعد مسافة 24 كيلومتراً عن قرية باريشا التي قتل فيها البغدادي.

وأكّد الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي، أنّ القوات الأميركية منحت قرداش فرصة لتسليم نفسه، قبل أن يختار في نهاية المطاف تفجير نفسه مع عائلته، في وقت كانت القوات العسكرية تدعوه إلى تسليم نفسه ومنحه فرصة للنجاة.

وكان من شأن إلقاء القبض على قرداش، (الذي سبق وأن وصف “بالخليفة الواشي” كونه وشى للقوات الأمريكية عن معلومات خطيرة تتعلق بعشرات القيادات المتطرفة في العراق عام 2008)، أن تحصل الولايات المتحدة على معلومات أوفر عن تحركات التنظيم وشبكاته المالية والجهات الداعمة له، إضافة إلى إمكانية معرفة السبب وراء تخفيه في منطقة تعتبر من مناطق “الاستخبارات التركية” وقريبة من الحدود أيضاً. حيث طفت على السطح الكثير من علامات الاستفهام حول مكان تواجد زعيمي داعش في منطقة تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة السورية.

روسيا تعلن دعمها لعملية مقتل زعيم داعش

روسيا أيضاً كان لها تعليق على مقتل “قرداش”، حيث أكدت روسيا، دعمها لجهود مكافحة الإرهاب التي تبذلها واشنطن، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “ندعم جهود الدول الأخرى، وبينها أعضاء التحالف الدولي على صعيد مكافحة الإرهاب”، مؤكدة “استعداد موسكو للتعاون مع جميع الدول المعنية للتصدي لهذا الخطر”.

“الزعيم الغامض”

ومنذ تسلمه قيادة التنظيم خلفاً للبغدادي، لم يظهر قرداش علناً أو في أي من إصدارات التنظيم المتطرف، ولا يُعرف الكثير عنه أو عن تنقلاته.

وعند تعيينه بعد اغتيال البغدادي، أثار ذلك جدلاً في أوساط التنظيم، كون قرداش ليس محل ثقة واصفين إياه “بالخليفة الواشي”، حتى أن بعض الخبراء في مجال التنظيمات الإرهابية شددوا على أن طرح اسم “قرداش” لخلافة البغدادي كان “وهمياً” حتى أن مسؤولون أمريكيون حينها قالوا أن قرداش “شخص مجهول تماماً”.

ويبقى السؤال قائماً، كيف ستؤثر عملية اغتيال “عبدالله قرداش” بنشاط التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، خاصة وإن واشنطن اكدت أن قرداش أشرف بنسفه على مخطط الهجوم على سجن الصناعة في الحسكة، وكان وراء نشاط التنظيم الخارجي واستقطاب عناصر جدد للقتال في صفوفه، وربما الأيام القادمة ستكون كفيلة للإجابة على هذا السؤال.

إعداد: علي إبراهيم