دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قسد تبدأ بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وسط فرملة روسيا للتحركات الحكومية وحديث واشنطن عن صفقة لشمال وشرق سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط تراخي الحكومة السورية إزاء “العدوان” التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، ورغم الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية القاضي بنشر قوات حكومية على الحدود مع تركيا لإسقاط العدوان، يبدو ان قسد اضطرت للمضي قدماً بالاتفاق الامريكي التركي لوقف إطلاق النار في شمال سوريا.

قسد تنسحب من رأس العين التزاماً بوقف إطلاق النار

حيث نفذت القوات، الأحد، أول خطوات وقف إطلاق النار في شمال سوريا، بالانسحاب الكامل من مدينة رأس العين (سري كانيه) شمال الحسكة، وذلك بعد 11 يوماً من العمليات العسكرية والقصف الجوي والبري العنيف، والذي لم تتمكن تركيا والآلاف من الفصائل الموالية لها من التقدم والسيطرة عليها، حتى بالرغم من استخدام تركيا للأسلحة المحرمة دولياً (حسب تقارير طبية ومنظمات دولية) في سعيها للسيطرة على رأس العين.

وقالت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، أن قواتهم انسحبت كلياً من رأس العين، وذلك تنفيذاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الولايات المتحدة وتركيا (والذي تنتهي مدته مساء الثلاثاء). بدوره أكد القائد العام لقسد مظلوم عبدي، أن المنطقة الواقعة بين تل أبيض ورأس العين، فقط تشملها الاتفاق الأمريكي التركي، مشيراً إلى أن المناطق الأخرى لا يشملها الاتفاق.

روسيا تفرمل التحركات الحكومية لصد “العدوان” التركي

ومن جهة أخرى، يبدو أن روسيا فرملت التحركات الحكومية باتجاه الانتشار على الحدود الشمالية من سوريا مع تركيا، وذلك بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي الثلاثاء، وأشارت أوساط سياسية إلى أن ” قسد تنفذ التزاماتها بوقف إطلاق النار، في ظل ضبابية الموقف الروسي، الذي وإن أعطى بداية ضوء أخضر للجيش السوري للتقدم في بعض المناطق شمال سوريا، إلا أنه سرعان ما فرمل هذا التحرك بانتظار ما ستسفر عنه المباحثات مع تركيا”.

يشار إلى أنه عندما اجتاحت تركيا مدينة عفرين العام الماضي، قالت دمشق انها ستتوجه إلى المنطقة للتصدي “للعدوان التركي” بيد ان الموقف الحكومي تراجع بعد ذلك بسبب، “الفيتو الروسي” الذي ابرم اتفاقاً حينها مع تركيا لاجتياح عفرين وجعلها مركزاً “لنازحي الغوطة” الذين تم ترحيلهم في وقت لاحق من العام ذاته إليها.

صفقة أمريكية لشمال سوريا تلوح في الأفق

وفي غضون ذلك، تحدث السيناتور الامريكي ليندسي غراهام المقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، عن “تفاؤله” بما يمكن للولايات المتحدة ان تحققه من حلول تاريخية طال البحث عنها في سوريا، إذا لعبت أوراقها بشكل صحيح.

وقال غراهام، “أن ترامب أوضح له، أهداف واشنطن في سوريا، هي منطقة منزوعة السلاح بين تركيا والأكراد”، مؤكدا أن “المنطقة منزوعة السلاح التي من المزمع إنشاؤها في شمال سوريا ستسيطر عليها قوات دولية وليس أمريكية، ولكن واشنطن ستوفر الغطاء الجوي. الرئيس ترامب يقدر ما فعله الأكراد، وأعتقد أننا سنظل حلفاء لهم، حتى لا يعود داعش للظهور من جديد من أجل حماية أمننا القومي، وهو ما ندين به للأكراد”.
وتابع “الرئيس ترامب يضع حقول النفط نصب عيناه، ونحن لا نسعى فقط إلى منع الإيرانيين والنظام من السيطرة عليها، بل إننا في طريقنا لخطة عمل مشتركة مع قسد لتحديث حقول النفط تلك، وضمان أن تكون عائداتها لقسد، وبهذا سيكون بإمكانهم المساهمة ماديا في هذا الالتزام مستقبلًا. سنتمكن من تحقيق أهدافنا والإبقاء على هزيمة داعش من خلال مجموعة صغيرة من الجنود، وإذا تخلينا عن الأكراد فأن داعش سيعود”.

حديث السيناتور الامريكي يفتح الباب امام سيناريوهات متعددة للمنطقة، قد تعيد خلط الأوراق من جديد، وتأمين مناطق مستقرة لحلفاء واشنطن ووقف التدخل العسكري التركي أيضاً، إذا ما تم بالفعل نشر قوات فصل دولية على الحدود بين تركيا وقسد، الامر الذي سينهي الحرب لسنوات وربما لعقود، وقد تذهب بدون رجعة.

 

إعداد: علي إبراهيم