أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد جبهات القتال في المناطق الشمالية السورية قبيل قمة رؤساء إيران وروسيا تركيا في العاصمة طهران، في الـ19 من تموز/يوليو الجاري، تصعيداً عسكرياً عنيفاً من قبل جميع الأطراف، وفي كلا الجانبين سوءً شمال شرق سوريا أو منطقة “خفض التصعيد”، ما يدل على أن الخلافات بين هذه الأطراف على أشدها بحسب محللين سياسيين.
التصعيد العسكري دلالة على عمق الخلافات
وقبيل أي قمة بين ضامني “آستانا”، عادة ما تشهد المناطق السورية الشمالية تصعيداً عسكرياً على الأرض بين وكلاء الأطراف الرئيسية، حيث يدل ذلك بحسب محللين سياسيين على عمق اختلاف الآراء والرؤى في الملف السوري، وأن كل طرف يسعى لتعزيز نفوذه على حساب الآخر، وأن المحادثات القادمة لن تكون سهلة وقد تعمق الصراع بشكل أكبر.
تصعيد عسكري في الشمال الغربي
وخلال الساعات الـ24 الماضية، شهدت مناطق “خفض التصعيد” محاولتي تسلل لقوات الحكومة السورية إلى نقاط تمركز فصائل المعارضة في منطقة “معارة النعسان” في محاولة من قبل قوات الحكومة التقدم لتلك المناطق، حيث دارت اشتباكات عنيفة وسط قصف متبادل بين الطرفين، ولا تغيير في خريطة السيطرة العسكرية.
وتشهد منطقة “خفض التصعيد” منذ الإعلان عن قمة رؤساء روسيا وتركيا وإيران في طهران، تصعيداً عسكرياً كبيراً من جانب القوات الروسية والحكومية السورية، حيث وبعد غيابها لأشهر، عاود سلاح الجو الروسي قصفه لمناطق متفرقة من المنطقة، بالإضافة لاستهداف محيط وداخل نقاط عسكرية تركية من قبل قوات الحكومة في أكثر من مناسبة.
ويقول محللون سياسيون أن التصعيد الروسي يحمل رسالة مضادة للنوايا التركية في الشمال السوري، والتي تهدد منذ أكثر من شهر بشن عمليات عسكرية في مناطق “الإدارة الذاتية”، ضمن مناطق النفوذ الروسي، وحددت تركيا مدينتي منبج وتل رفعت ومن المحتمل أن تمتد عملياتها لكوباني و عين عيسى أيضاً، وأشارت تلك الأطراف إلى أن التصعيد الروسي قد يكون جواباً شافياً للرئيس التركي بعدم سماح موسكو وطهران أيضاً بأي عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا.
تركيا تصعيد عسكرياً وترسل التعزيزات لخطوط التماس
الجانب التركي أيضاً يعمل على تعزيز قواته العسكرية بإرسال أكثر من 10 أرتال من شاحنات تحمل مواد عسكرية ولوجستية منها دبابات و مدافع ثقيلة وراجمات صواريخ والمئات من الجنود إلى خطوط التماس مع التشكيلات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ضمن مناطق النفوذ الروسي والإيراني، وذلك في رسالة من تركيا لموسكو وطهران أن أنقرة جادة ومصممة على الدخول في حرب جديدة، ولعل الموقف التركي يأتي من بوابة أخذها “للدعم من الناتو” في حال تعرضت قواتها لأي تهديد.
يتزامن ذلك مع قصف صاروخي ومدفعي بشكل يومي من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها على أرياف تل تمر و عين عيسى ومنبج وتل رفعت وكوباني.
وسبق أن رفضت روسيا وإيران أي عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا، كما أن موسكو أكدت أنها لن تقاتل الأتراك في حال دخولهم في حرب جديدة ضد قوات قسد، ولكن ماذا عن قوات الحكومة السورية التي أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة ونوعية للمناطق المهددة وانتشرت فيها لجانب قسد في إطار التفاهم العسكري للدفاع عن التراب السوري 2019.
قسد: ننظر بأهمية لقمة طهران وسنتصدى لأي هجوم تركي
وكان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، تحدث في مؤتمر صحفي له يوم الجمعة بمدينة الحسكة، أن تركيا تحضر لغزو جديد لسوريا، وقسد مستعدة لمواجهتها وأن هناك جهود من جانب روسيا لوقف هذه الهجمات، مشيراً إلى أنهم ينظرون بأهمية للاجتماع الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران في الـ19 من تموز الجاري، ولفت إلى أن الأطراف الأخرى لن تسمح للقوات التركية بتنفيذ هجماتها حسب ما يعتقدون.
واعتبر أن أي هجوم تركي سيعيد داعش إلى الحياة من جديد، مشدداً أنهم لا يستطيعون القتال على جبهتين ضد تركيا وداعش ، وأن الأخير يحضر لتنفيذ هجوم على مخيم الهول بالتزامن مع العملية العسكرية التركية المحتملة.
وأضاف عبدي “قبلنا بتعريز نقاط الجيش السوري في كوباني ومنبج وكذلك مناطق حدودية لتقوم بمهمتها في حماية الحدود السورية وسنقوم بما يلزم لتجنيب الحرب على مناطقنا”.
إعداد: ربى نجار