دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قبيل قمة ترامب أردوغان.. رسائل تصعيدية بين الطرفين، وأنقرة أمام فرصة أخيرة لاسترجاع علاقتها الجيدة مع الحلفاء الغربيين

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قبيل زيارة القمة التي يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القيام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الأسبوع الجاري، يمارس كل طرف ضغوطات على الآخر للحصول على تنازلات تخص الملفات العالقة بين البلدين العضوين في حلف الناتو.

رسائل تصعيدية قبل لقاء القمة.. وملفات عدة على الطاولة

وفي الوقت الذي تهدد أنقرة بتوسيع رقعة سيطرتها وتدخلها العسكري في شمال وشرق سوريا، لقولها أن الأطراف التي اتفقت معها على وقف إطلاق النار في شمال سوريا (من بينهم الولايات المتحدة)، لم تلتزم ببنوده، وأن عمليتها العسكرية مستمرة في تلك المنطقة حتى تحقيق أهدافها، خرجت واشنطن، الأحد، ولوحت بفرض عقوبات على تركيا بسبب اقتنائها المنظومة الروسية إس-400، واعتبار أن هذه المنظومة لا مكان لها في حلف شمال الأطلسي.

ملفات أخرى عالقة بين البلدين غير الذي تم ذكرها، منها اعتراف مجلس النواب الأمريكي بالإبادة الأرمنية على يد الإمبراطورية العثمانية، الأمر الذي أثار حفيظه أنقرة، وقالت أن الاعتراف بهذا الأمر لا يعني شيئاً، إضافة لذلك فإن ملف الطائرات الأمريكية إف-35 وطرد تركيا من برنامجها من بين الملفات الساخنة التي من المتوقع أن يناقشها زعيما البلدين.

وبخصوص الخطوة الأمريكية الجديدة، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، أن على تركيا التخلص من منظومة الصواريخ الروسية، أو أنها ستكون عرضة لعقوبات قوية سيقرها الكونغرس بأغلبية ساحقة حال طرحها على التصويت، مشيراً إلى أن بلاده محبطة للغاية من اقتناء تركيا للمنظومة الروسية.

فيما قال مسؤولين في الكونغرس سابقاً، أن العقوبات التي أقرها المجلس على تركيا بسبب تدخلها العسكري في شمال سوريا، ستتأجل إلى حين نهاية زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة، وستسعى إدارة الرئيس ترامب حث تركيا على وقف حربها في شمال سوريا، وذلك بعد ضغوطات كبيرة تعرض لها ترامب، حتى وصل الحال لتهديده بالعزل.

واشنطن لا تريد خسارة أنقرة.. ومرونة اتجاه التعاون التركي الروسي

ورغم كل التوترات الحاصلة بين العضوين في الناتو، إلا أن الولايات المتحدة ليست بوارد خسارة تركيا، (أحد أكبر مستوردي الأسلحة الأمريكية إلى جيشها)، لصالح الحلف الروسي، الذي يشهد تقارباً غير مرحب به من قبل واشنطن والحلفاء الأوروبيين.

وفي الوقت ذاته أكد المستشار الأمريكي خلال تصريحاته، أن الولايات المتحدة ستبذل “أقصى” ما في وسعها للحفاظ على تحالفها مع تركيا، وقال، “تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي. إنها تؤدي دورا بالغ الأهمية. خسارة تركيا كحليف لن تكون تاليا أمرا جيدا لا بالنسبة إلى أوروبا ولا بالنسبة إلى الولايات المتحدة”.

ويقول محللون أمريكيون، ان الولايات المتحدة لم يسبق لها أن أبدت “مرونة” اتجاه أي دولة تقوم بالتعاون مع روسيا، خصوصاً في المجال العسكري، وهذا يشير إلى أن الإدارة الأمريكية مستعدة لمساعدة انقرة في تجاوز العقوبات التي سيفرضها الكونغرس الأمريكي (المعدة مسبقاً)، بشرطين ذكرهما أحد كبار مسؤولي البنتاغون، “أحدهما أن تعيد تركيا المنظومة الروسية إلى موسكو وفسخ العقد)، (والثاني، أن تقوم تركيا بعدم تشغيل المنظومة وتدميرها).

الفرصة الأخيرة

وبحسب وسائل إعلام أمريكية التي نقلت بدورها عن مصادر “مقربة من البيت الأبيض”، فإن الاجتماع القادم يجب أن يحل المشاكل العالقة بين البلدين، على رأسهم “التدخل العسكري التركي في شمال سوريا – شراء تركيا للمنظومة الروسية”، وقالت تلك المصادر، أن “واشنطن تجهز حلولاً وسطاً ستعرض على الرئيس التركي لإرضاء الطرفين، وإظهار كل طرف أنه المنتصر، وأن سياسته قد نجحت”، مشيرين إلى أن ذلك يعد الفرصة الأخيرة لتركيا في أن تعيد علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي، الذي من المزمع عقد اجتماع قمة مع بعض الدول المنضوية فيه، على رأسهم (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لبحث سبل التعاون والتدخل العسكري في شمال سوريا وإنهاءه، إضافة إلى ملف معتقلي داعش الذين يتواجدون لدى القوات التركية.

وهددت تركيا الدول الأوروبية بإعادة هؤلاء إلى بلدانهم، سواءً الذين لايزالون يحملون جنسيات بلدهم أو أُسقط عنهم الجنسية، وهذا ما سبب مخاوف لدى الحلفاء الأوروبيين الذين انضم مواطنيهم لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وأكد المسؤولين الأمريكيين، أن هذا الملف أيضاً سيتم مناقشته بين ترامب وأردوغان، والأمور ستتضح أكثر بعد اللقاء.

 

إعداد: ربى نجار