دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

فوضى وتوتر بين المسؤولين الألمان، هذا ما تسببت به المنطقة الدولية الآمنة في شمال سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتواصل ردود الأفعال المستنكرة “للمنطقة الآمنة”، التي تسعى تركيا لأقامتها في شمال وشرق سوريا، وسط تباينات في المواقف الدولية حيالها، والتي شكلت نقطة خلافية حتى في الأوساط السياسية الألمانية.
وتحدثت وزير الدفاع الألمانية عن إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا الاسبوع الماضي، وسط ترحيب كبير من الحلفاء، وقالت الوزيرة أن ألمانيا مستعدة لفعل ما يلزم جراء نجاح هذه المنطقة التي لا يجب أن تبقى بين يدي روسيا وتركيا.

خلاف داخلي وتوتر بين المسؤولين الحكوميين

وبحسب أوساط مقربة من الحكومة الألمانية، فإن اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية اثار مشاكل مع بعض المسؤولين الحكوميين وفاقمت التوتر بين التحالف الهش (المحافظين والاشتراكيين والديمقراطيين).
ومنذ اسبوع، يدور جدل علني حول المسألة بين وزيرة الدفاع أنيغريت كرامب-كارنباور التي تتزعم حزب المستشارة الألمانية والساعية إلى خلافة ميركل في 2021 ووزير الخارجية هايكو ماس المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
وبلغ الجدل أوجّه السبت بمواجهة وزير الخارجية الألماني مقترح زميلته من تركيا.

مقترح غير واقعي.. وخلافات حكومية ألمانية إلى العلن

وصنّف وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو بينما كان إلى جانبه نظيره الألماني، المقترح بغير الواقعي ودعا الألمان إلى البدء بالتوافق فيما بينهم.
ووافق الوزير الألماني على هذا التصنيف، ذاهباً إلى انتقاد فكرة زميلته بشكل أكبر. وقال “لا نملك الكثير من الوقت للحديث بأشياء نظرية لأنّ الناس في سوريا ليس لديهم الوقت لنقاشات نظرية”.
وأشارت أوساط سياسية ألمانية أخرى إلى أنه من النادر حدوث وخروج خلاف من هذا النوع إلى العلن في ألمانيا حيث تمثّل مسائل السياسة الخارجية نقاط توافق بالعادة. وأشار مقرّب من أنغيلا ميركل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان (البوندستاغ) روبرت روتغن، في تصريح صحافي، إلى “لحظة حرجة للدبلوماسية الألمانية”.
وفي ضوء هذه الخلفية، أعلنت المستشارة الألمانية الأحد أنّها اتصلت بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لنجدة وزيرة دفاعها على ما يبدو بعد زيارة هايكو ماس.
ويقوم مقترح كرامب-كارنباور الذي تناولته خلال الأسبوع الجاري على هامش الاجتماع الوزاري لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، على إنشاء بعثة حماية دولية في نهاية المطاف، تكون على شاكلة القبعات الزرق، في شمال سوريا.
ويهدف ذلك إلى منع الاشتباكات بين قوات سوريا وتركيا.

ألمانيا تتهم تركيا بانتهاك القانون الدولي

وقالت الوزيرة الألمانية لا نزال نواجه التحدي المتمثل في أنّ بلداً، تركيا، وهو شريكنا في حلف شمال الأطلسي ضمّ أرضاً في انتهاك للقانون الدولي، وأنّ سكاناً جرى ترحيلهم، ولا يمكننا ترك الأمور على هذه الحال”.
وبحسب محللين سياسيين فإن ألمانيا باتت تجد نفسها في وضع حساس إذ إنّها لا تستطيع حتى ضمان أنّه سيكون بمقدورها إرسال جنود إلى هذه المهمة التي تقترحها.
ويتوجب أن يوافق البرلمان على البعثات العسكرية إلى الخارج، وهي غير محبذة بالعموم في هذا البلد ذي التقليد السلمي منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن في ظل عدم التوافق بين قطبي التحالف الحكومي يبدو الحصول على ضوء أخضر غير محتمل.

فوضى وتوتر بين المسؤولين الألمان، هذا ما تسببت به المنطقة الدولية الآمنة في شمال سوريا