أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحتفل كافة دول العالم بقدوم عيد الام, إلا أن هناك اختلاف في يوم الاحتفال، فنجد مثلاً أن دول الشرق الأوسط تحتفل بيوم الأم في الحادي والعشرين من شهر أذار / مارس، بينما تحتفل فرنسا في يوم الأحد الأخير من شهر أيار / مايو وتحتفل معظم الدول الغربية مثل أمريكا وكندا وألمانيا والدنمارك في الأحد الثاني من شهر أيار / مايو ومعهم أيضاً تحتفل تركيا والهند والصين واليابان في نفس اليوم، أما النرويج فتحتفل في يوم الأحد الثاني من شهر شباط / فبراير.
وتتعدد الطقوس المتبعة على امتداد دول العالم والمتعلقة بعيد الأم ومواعيده المختلفة الى جانب تاريخ تطوره وبداياته … ففي تايلاند يتم الاحتفال بعيد الأم في 12 اب / أغسطس، الذي يوافق عيد ميلاد الملكة سيريكيت، والدة الملك الحالي لتايلاند ماها فاجيرالونجكورن، ويعتبر اليوم عطلة رسمية في البلاد.
حيث تقام الاحتفالات صباح عيد الأم من خلال تقديم عروض الطعام للرهبان البوذيين، وتستضيف المدارس عادةً حفل عيد الأم من خلال قدوم الأمهات إلى مدرسة أطفالهن حيث يركع كل طفل أمام أقدام أمه، امتناناً لها على كل ما فعلته من أجلهم.
أما في يوغسلافيا يتم الاحتفال بعيد الأم في كانون الأول / ديسمبر من كل عام، كجزء من سلسلة أيام العطلات التي تكون في أيام الأحد الثلاثة قبل احتفالات عيد الميلاد المصادف في 25 من الشهر ذاته.
وتتمثل هذه الطقوس في يوم الأحد الأول وهو ما يسمى يوم الطفل، وفيه يتم ربط الأطفال وعدم إطلاق سراحهم حتى يعِدوا بأن يكونوا جيدين، أما الأحد الثاني هو عيد الأم، يتسلل الأطفال على غرفة الأم ويربطونها على السرير، ولا يمكنها النهوض حتى تقدم لأطفالها هدايا.
فيما يكون الأحد الثالث، عيد الأب، وبالطبع يُربط الأب، ويجب أن يقدم الهدايا التي عادة ما تكون هدايا عيد الميلاد للعائلة كي يطلق أفراد العائلة سراحه.
جذور فرعونية واغريقية لعيد الأم
ووفقاً لباحثين في التاريخ، فان عيد الام يحمل جذورا فرعونية واغريقية، وهو ما أظهرته الرسوم على جدران معابد دندرة وسمنود في مصر، وكانت إيزيس رمزاً مصرياً للاحتفال بالأم ورمزاً للأمومة.
حيث كان الاحتفال بعيد الأم من خلال مواكب من الزهور تطوف المدن احتفال، ومن ثم انتقلت بعد ذلك فكرة الاحتفال بعيد الأم إلى الحضارات الأخرى كالرومانية واليونانية، في حين يرى بعض المؤرخين أن فكرة الاحتفال ظهرت عند الحضارة اليونانية “الاغريقية”.
كذلك يعتقد الكثيرون، أن الاحتفال بعيد الأم يتزامن مع عيد الربيع، وذلك لأن تفتح الأزهار يرمز إلى الحياة التي تمنحها الأم لأبنائها.
عيد الأم بدأ في أمريكا
ومع نهاية القرن الـ 19، فكرت الناشطة الأمريكية، جوليا وورد هاو، في تخصيص يوم للاحتفال بالأم، إلا أن اعتراض بعض القساوسة حال دون ظهور الفكرة على أرض الواقع.
وفي بدايات القرن الـ 20 وتحديداً عام 1908، نادت الناشطة الأمريكية، آنا غارفيس، بتحديد يوم للاحتفال بعيد الأم، لتكريم الأمهات لما يقدّمن من تضحيات لأبنائهن، بعد وفاة والدتها عام 1905، وعلى عكس سابقتها، تمكّنت غارفيس من تنفيذ فكرتها عام 1914، ليوقِّع الرئيس وودرو ويلسون يوم الأحد الثاني من أيار/ مايو عيداً للأم، حيث انتش بعد ذلك في بعض دول العالم وأوروبا مع اختلاف يوم الاحتفال.