أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال السنوات الماضية تعرض السوريون سواءً اللاجئين في تركيا والمقيمين داخل بلادهم لظلم كبير، سواءً من قبل قوات الجيش ومن بينهم “حرس الحدود” (الجندرما) وبعض العنصريين الذين تغذوا على الحقد والكراهية ويرفضون أي تواجد للسوريين في تركيا ويحملونهم مسؤولية ما تعانيه بلادهم من أزمات اقتصادية وسوء في الأوضاع المعيشية.
وبعد تقارير دولية وأممية سلطت الضوء على “جرائم حرب” ضد السوريين في المناطق التي تسيطر عليها تركيا وفصائل المعارضة المسلحة شمال البلاد، وتحميل المسؤولية لأنقرة كونها “قوة احتلال”، قالت منظمتان دوليتان تعملان في الشأن الإنساني، أن سوريون تعرضوا للتعذيب على يد قوات تركية خلال كارثة الزلزال التي ضربت سوريا وتركيا في شباط/فبراير الماضي.
اعتداءات وتعذيب للسوريين خلال كارثة الزلزال
وقالت منظمتا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، إن مسؤولي إنفاذ القانون في المناطق التي ضربها الزلزال جنوبي تركيا، ارتكبوا خلال الأيام الأولى عقب الكارثة اعتداءات وتعذيب طالت مدنيين، بينهم لاجئون سوريون، بعد اتهامهم بسرقة الممتلكات.
وأكدت المنظمتان في تقرير، أن شخصاً واحداً توفي في الحجز بعد تعرضه للتعذيب، وأشار التقرير المشترك بين المنظمتين إلى فشل مسؤولي إنفاذ القانون في التدخل لمنع الأفراد من الاعتداء بعنف على أشخاص آخرين، يزعم أنهم من المشتبه في ارتكابهم جرائم.
الدافع “عنصري”.. وإفلات من العقاب
ونقل التقرير شهادات 34 شخصاً، إضافة إلى توثيق لقطات مصورة تتعلق بـ13 حالة عنف ارتكبتها الشرطة أو الدرك أو الجنود المنتشرون في المنطقة، واستهدفت 34 ضحية، ولفت التقرير إلى أن من بين الضحايا 4 لاجئين سوريين، حملت الهجمات ضدهم علامات على دافع إضافي لكراهية الأجانب.
وقال مدير أوروبا وآسيا الوسطى في “هيومن رايتس ووتش” هيو ويليامسون، إن مسؤولي إنفاذ القانون في تركيا تعاملوا مع حالة الطوارئ للكارثة الطبيعية على أنها “ترخيص للتعذيب وسوء المعاملة، وحتى القتل مع الإفلات من العقاب”.
قرارات تحمل آثار سلبية بحق السوريين بعد كارثة الزلزال
وكان تقرير لمنظمة “هيومن رايس ووتش” سلط الضوء على “الآثار السلبية لقرار تركيا بقرار تحديد فترة السماح للاجئين المتضررين بفعل الزلزال بمغادرة ولايتهم لمدة 60 يوماً فقط”، وحذرت من “الآثار السلبية لهذا القرار”.
وقالت المنظمة إنه يجب على تركيا رفع القيود الزمنية المفروضة على إعادة التوطين طويلة الأجل للاجئين المسجلين في 10 مقاطعات متضررة من الزلزال خارج منطقة الزلزال بحيث يتمكن اللاجئون التخطيط لإعادة بناء حياتهم خارج منطقة الزلزال دون الحواجز التعسفية والإضافية التي لا يتعرض لها ضحايا الزلزال الآخرون.
تحريض على القتل.. وعنصرية بالتعامل مع المتضررين
وخلال الأيام الأولى لكارثة الزلزال، خرج بعض العنصريون الأتراك من بينهم رئيس حزب النصر التركي المعارض أوميت أوزداغ، بدعوات تحريضية عنصرية تدعو للقتل ضد اللاجئين السوريين، وجاءت بعض التغريدات على “تويتر” تدعو “لإطلاق الرصاص على السوريين في هاتاي”، وتكررت هذه العبارات التحريضية في أحد المباريات الدوري التركي لكرة القدم تدعو لقتل اللاجئين السوريين.
كذلك قالت تقارير إعلامية أن السوريون في تركيا تعرضوا للعنصرية حتى خلال عمليات الإغاثة والإنقاذ وتوزيع المساعدات، امتدت هذه الممارسات لداخل الأراضي السورية أيضاً، حيث دفعت مواقف تركيا “الحكومة المؤقتة” الموالية لأنقرة لرفض المساعدات الإنسانية للمتضررين جراء الزلزال في المناطق المنكوبة، وهو ما أسفر عن زيادة في أعداد الضحايا.
وعانى اللاجئون السوريون في تركيا الأمرين خلال سنوات إقامتهم هناك، خاصة من العنصرية والكراهية التي باتت تعشعش في المجتمع التركي نتيجة الحكومة والمعارضة أيضاً، كما يتخوف السوريون من امكانية إعادتهم إلى بلدهم بعد الانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أنهم سيكونون ضحية أي اتفاقيات مع الحكومة السورية في حال عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة.
المئات من السوريين فقدوا حياتهم برصاص “الجندرما” التركية
وليس في الداخل التركي فقط، بل على الحدود والداخل السوري، يتعرض السوريون لانتهاكات واعتداءات وحشية من قبل القوات التركية، حيث سبق وأن كشفت إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان حصيلة السوريين الذين قتلوا برصاص “الجندرما” في 2023، حيث بلغت 11 مواطناً بينهم نساء وأطفال.
وخلال سنوات الحرب في سوريا، مارست قوات حرس الحدود التركية “الجندرما” شتى أنواع الانتهاكات بحق المواطنين السوريين، وصلت لحد القتل والقتل تحت التعذيب، وضحايا “الجندرما” هم الفارين من هول الحرب والصراع على السلطة في سوريا وكل من يقترب من الجدار الحدودي، في ظل غياب الرقابة والمحاسبة من قبل السلطات التركية، الأمر الذي أدى لتفاقم هذه الانتهاكات خلال الفترة الماضية.
إعداد: ربى نجار