أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ظن الآلاف من شبان محافظة دير الزور شرق سوريا، أنهم سيعودون لحياتهم الطبيعية بمجرد إجراءهم “للتسويات والمصالحات” مع الحكومة، إلا أن ظنهم لم يكن بمحله، ولم يعلموا أن هذه “التسويات” إما ستنهي حياتهم أو تجعلهم يفرون من مناطقهم وترك أهلهم، أو ستزج بهم في حرب مع تنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة في البادية السورية.
ترويج وتجميل إعلامي .. والحقيقة مرة
وتقوم وسائل إعلامية تابعة للحكومة السورية بالترويج بأن العشرات بل المئات من أبناء محافظة دير الزور يتوافدون لمراكز التسويات من أجل “تسوية أوضاعهم”، وترغب هذه الوسائل عبر تجميل صورة ومشهد “التسويات” إلى خداع الشبان في دير الزور و دفعهم للتسوية، فإما أن يُستفاد منهم بالحرب ضد داعش أو بالتجنيد في صفوف الإيرانيين، أو بالقيام بعمليات عسكرية ضد التحالف وقوات سوريا الديمقراطية تحت مسمى “المقاومة الشعبية”.
إعدام 11 من عناصر “التسويات” بتهمة “الخيانة”
الذي جرى خلال الأيام الماضية لم يكن متوقعاً بالنسبة لأكثر من 4 آلاف شاب أجروا تسويات مع الحكومة السورية، (إحصائية نشرتها وسائل إعلامية حكومية)، حيث فر العشرات من أبناء محافظة دير الزور، ممن أجروا التسويات مع الحكومة بعد استدعاء الأخيرة لهم، لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فيما تمكنت قوات الحكومة من اعتقال البعض ممن حاولوا الفرار على جبهات القتال في البادية.
وفي تطور لافت وخطير، أفادت مصادر محلية من دير الزور، لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، بأن قوات الحكومة أعدمت ١١ شخصاً ممن أجروا تسويات خلال الفترة الماضية في دير الزور وريفها، بتهمة “الخيانة والفرار من ساحات القتال”.
وأكدت المصادر، أن عملية الاعدام جرت ميدانياً بعد فرار مايقارب ٢٠ عنصراً من عناصر “التسويات” عقب نقلهم إلى جبهات البادية لقتال تنظيم داعش الارهابي، حيث استطاعت القوات الحكومية اعتقال ١١ عنصراً منهم فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن الباقي.
فرار العشرات بعد استدعاءهم لقتال داعش في البادية
وسبق أن أكدت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن العشرات من أبناء دير الزور ممن أجروا “التسويات” فروا باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بعد استدعاء قوات الحكومة لـ1000 منهم؛ لإخضاعهم لدورة تدريبية ومن ثم نقلهم إلى البادية السورية للزج بهم في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي.
كما اكدت المصادر الخاصة “لأوغاريت بوست” أن عدد الشبان الذين فروا يصل لـ 130 شاباً، توجهوا جميعاً لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خوفاً من الزج بهم بالحرب ضد داعش، وأضافت، أن قوات الحكومة السورية استنفرت قواتها للبحث عن الفارين ومنع فرار شباناً آخرين، وسط أجواء متوترة وخوف من مصير مجهول ينتظر هؤلاء الشبان بعد تبيان أن هدف استدعاءهم هو نقلهم للبادية وليس اخضاعهم للتدريب فقط.
وتشهد مناطق البادية هجمات كثيرة ومتكررة ودموية لتنظيم داعش الإرهابي وخلاياه النائمة ضد قوات الحكومة السورية والمجموعات الأخرى الأجنبية التي تعمل معها، هذه الهجمات أدت لحصول نقص كبير في العناصر العسكرية اللازمة للاستمرار بعمليات التمشيط، فما كان أمام الحكومة السورية إلا أن بدأت بالترويج “للتسويات” في دير الزور والرقة من أجل سد هذا النقص والاستمرار بحملات التمشيط في البادية لإيقاف هجمات التنظيم على النقاط العسكرية.
“التسويات” تجري عبر وجهاء عشائر معروفة بدير الزور
يشار إلى أن “أوغاريت بوست” نشرت في تقارير سابقة، أن هذه “التسويات” تقف ورائها إيران لتجنيد من تمت تسوية أوضاعه في صفوفها، عبر الدفع بوجهاء عشائر محلية على رأسهم “نواف راغب البشير شيخ قبيلة البقارة في دير الزور” إضافة إلى “مهنا فيصل الفياض شيخ عشيرة البوسريا غربي دير الزور”، “وفيصل الكسار شيخ عشيرة الجغايفة في قرية الهري، وجمال الحردان أحد وجهاء عشيرة الحسون في قرية السويعية في ريف دير الزور”.
وأكدت المصادر أن إيران تغري الشبان بالأموال والسلل الغذائية مستغلة فقرهم وأوضاعهم الأمنية، وذلك لتجنيدهم في صفوفها لاستخدامهم في حماية مصالحها ضد روسيا والتحالف الدولي ومواجهتهم.
إعداد: علي ابراهيم