أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تصاعدت عمليات الاغتيال التي تطال قادة الفصائل المسلحة في محافظة درعا جنوب سوريا، إضافة لعناصر ومقاتلين سابقين، سبق وأن انضموا لاتفاقيات التسويات والمصالحات مع الحكومة السورية خلال سيطرتها على المحافظة في 2018، وذلك على يد مسلحين مجهولين، وسط اتهامات مباشرة لقوات الحكومة وأجهزتها الأمنية وإيران بالوقوف وراء ذلك.
“على يد مجهولين”.. تصفية وعمليات انتقامية للقادة الأوائل
وبشكل شبه يومي تشهد منطقة ما في درعا، عملية اغتيال تطال قيادي أو مقاتل ضمن فصائل المعارضة، حيث أن هذه العمليات باتت تتخذ منحى جديد وتستهدف القادة الأوائل في درعا، في وقت يجري الحديث عن أن هذه العمليات هي “تصفية وعمليات انتقامية للنظام” وإن الأجهزة الأمنية هي التي تقف وراء ذلك.
عملية اغتيال القيادي خلدون بديوي الزعبي، جعلت أهالي درعا يفكرون ملياً في أن ما يحدث من عمليات اغتيال ليست صدفة، أو كما يروج لها أنها تأتي في سياق الفلتان الأمني، بل إنها مدروسة بشكل جيد، وهي من تنفيذ الاستخبارات السورية وقوات إيرانية، تطال رؤوس وقادة الحراك المسلح والشعبي في المحافظة.
خلال 10 أيام.. اغتيال الزعبي والعاسمي
واغتال مسلحون مجهولون القيادي السابق الذي يعتبر من قادة الصف الأول للحراك المسلح في درعا ومن كان يقود المفاوضات مع الحكومة السورية والقوات الروسية، خلدون بديوي الزعبي، وذلك بعد عودته من اجتماع مع رئيس فرع “الأمن العسكري”، وجرى الاستهداف على طريق عام مع عدد من عناصره ما أسفر عن مقتله.
عملية اغتيال الزعبي، جاءت بعد نحو أسبوعين من اغتيال الشيخ فادي العاسمي، وهو أيضاً من قادة الحراك المسلح في درعا، ومن أعضاء الوفد الذي قابل الرئيس السوري بشار الأسد بداية الأحداث في البلاد، ثم شارك في العمل العسكري ضمن “فصيل جيش المعتز” وهو أحد أبرز فصائل الجبهة الجنوبية سابقاً.
القادة الأوائل باتوا أهدافاً.. والأوضاع تتجه نحو الانفجار
ويقول سياسيون من درعا تحدثوا لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية رفضوا ذكر أسمائهم “لضرورات أمنية “، إن اغتيال الزعبي والعاسمي خلال أقل من أسبوعين وبالطريقة ذاتها، يعني أن قادة الحراك المسلح في درعا باتوا هدفاً لعمليات الاغتيال، مشددين على إن الأجهزة الأمنية الحكومية وإيران هم من يقفون وراء هذه العمليات بشكل مباشر.
ورأوا أنه بعد قرار الكثير من القادة والمقاتلين في المعارضة المسلحة في درعا البقاء في مناطقهم وعدم الهجرة للشمال السوري، فإن الحكومة السورية باتت تتخوف من تكرار الحراك المسلح خاصة مع ما تعيشه المحافظة من أوضاع معيشية وأمنية سيئة للغاية، وانتهاكات المجموعات المسلحة الموالية لإيران، لافتين إلى أن هناك مؤشرات على الأرض تدل على امكانية تفجر الأوضاع من جديد، ولذلك فإن دمشق تسعى لتصفية القادة الأوائل في سبيل إفشال أي حراك مسلح أو شعبي ضدها.
ماذا يطلب من “الضامن الروسي” ؟
وحملت تلك الأطراف مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في المحافظة إلى الحكومة في دمشق وروسيا، خاصة وأن الرأي العام بدأ بإدراك إن ما يحدث في درعا من عمليات اغتيال وفلتان أمني وتصفية القادة والمقاتلين تحت بند “على يد مسلحين مجهولين” هو من أفعال الأجهزة الأمنية وأنها تتلقى الأوامر مباشرة من العاصمة باختيار الشخصية المستهدفة.
ورأوا أنه على “الضامن الروسي” تنفيذ وعوده بإبعاد المجموعات الإيرانية وإخراجهم من المحافظة، مع حل معضلة الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال التي تطال القادة والمقاتلين في فصائل المعارضة وعدم ملاحقتهم أمنياً أيضاً إضافة لإطلاق سراح كل المعتقلين وتلبية مطالب الشعب من كل الجوانب، وإلا فإن الأوضاع ذاهبة نحو التصعيد من جديد.
وكان الزعبي من يقود عمليات التفاوض من جهة أهل درعا مع “الأمن العسكري” الذي هدد بعملية عسكرية في مدينة طفس غرب المحافظة، في حال عدم تسليم مطلوبين أنفسهم للجهات الأمنية أو خروجهم إلى الشمال السوري، كما أن “الزعبي” عمل بعد اتفاق “التسوية” ضمن فصيل محلي في طفس، ضم أبرز المطلوبين و”الرافضين للوجود الإيراني وحزب الله اللبناني في درعا”.
درعا.. فلتان أمني و تصاعد بعمليات الاغتيال
وفي حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن درعا شهدت خلال العام الجاري 369 عملية استهداف، قتل فيها 146 من المدنيين و 127 من العسكريين تابعين للحكومة والمتعاونين مع الأجهزة الأمنية وعناصر التسويات”.
إضافة إلى 20 من قادة ومقاتلي المعارضة السابقين ممن أجروا “تسويات” ولم ينضموا لأي جهة عسكرية، و2 عناصر سابقين بتنظيم داعش، و7 مجهولي الهوية و4 عناصر من الفيلق الخامس والمسلحين الموالين لروسيا.
إعداد: علي إبراهيم