دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

طهران تهدد “برد قاسٍ” على أي هجوم على قواتها في سوريا.. وواشنطن تتحاشى استهداف الإيرانيين بالعراق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تتفاقم الحرب القائمة في قطاع غزة يوماً بعد يوم، مع استمرار هجمات إسرائيل وسقوط المزيد من الضحايا ومواصلة تدمير شمال القطاع وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني، واحتمال أن يؤدي هذا النزاع إلى حرب إقليمية شاملة بمنطقة الشرق الأوسط، في وقت تغيب الحلول السياسية والكلمة الآن للساحة والنار.

“الحرب جاءت في وقت التمهيد للسلام”

الحرب في غزة جاءت في وقت كان الجميع يعتقد بأن الأمور ذاهبة للسلام بين إسرائيل وفلسطين، خاصة مع موجة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل، والحديث عن تطبيع العلاقات بين السعودية وتل أبيب، إلا أن ما حصل في صبيحة الـ7  من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حينما استفاق العالم على نبأ “عملية عسكرية” أطلقتها “حركة حماس” على بلدات إسرائيلية أو ما تسمى “بغلاف غزة” نسف كل شي، وتسببت بإشعال هذه الحرب المستمرة والتي حصدت أكثر من 13 ألف قتيل، وإصابة 30 ألف آخرين، مع دمار واسع بالبنى التحتية، إلى جانب تدمير عشرات الآلاف الوحدات السكنية من الجانب الفلسطيني، و 1200 من الجانب الإسرائيلي وأسر 250 آخرين.

وهناك مخاوف دولية جدية من أن تتسبب الحرب الدائرة في غزة في إشعال حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط، بعض مؤشرات هذه الحرب بدأت بالظهور في سوريا والعراق ولبنان واليمن، من خلال قيام جماعات مسلحة تابعة لإيران بقصف قواعد التحالف الدولي، كما تتهمها واشنطن، فيما تنفي إيران ذلك.

“واشنطن مصرة على دعم طهران للهجمات ضدها”

وتشترك فصائل فلسطينية وسورية وعراقية ويمنية معروفة بموالاتها لإيران، إلى جانب “حزب الله” اللبناني، في هذه العمليات، التي حذرت الولايات المتحدة الأمريكية من استمرارها والرد عليها بكل قوة في حال تعريض قواتها ومصالحها وموظفيها لأي خطر، ولاتزال واشنطن تصر على أن طهران هي من تدعم وتساند هذه المجموعات بحسب آخر تصريح لنائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نثيان تك.

إيران التي اتخذت موقف “عدم المسؤولية” عما حصل ويحصل من حرب شنتها حماس على إسرائيل، قالت أنه في حال تعرض قواتها لأي هجوم في سوريا، فإنها سترد بقوة، وجاء ذلك على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبداللهيان، الذي قال إن بلاده “سترد بشكل حازم” على الولايات المتحدة في حال قيام الجيش الأمريكي بالهجوم على القوات الإيرانية.

وسبق أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، استهدافها مصالح ومواقع عسكرية إيرانية شرق سوريا، وذلك رداً على هجمات نفذتها جماعات مسلحة مرتبطة بإيران على قواعد التحالف الدولي.

“إيران تهدد برد قاسي على أمريكا”

وبالعودة لتصريحات عبداللهيان، قال لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن الهجمات الأمريكية الأخيرة في سوريا لم تتسبب بإصابة أي ضابط إيراني، وأشار إلى أنه في حال وقع مثل هذه الهجمات مجدداً، فإن طهران سترد بشكل قاسي، واعتبر أن الأسلحة والأسطول الأمريكي التي وصلت المنطقة هي “استعراض” معتبراً بأن واشنطن “تزيد من احتمال تعرض سفنها الحربية لأضرار كبيرة، وذلك في إشارة لاحتمال استهدافها.

كذلك نفى عبداللهيان، مسؤولية بلاده بدعم حركة حماس أو المشاركة في الحرب على إسرائيل، وقال أن “حزب الله” حركة مقاومة مستقلة ضد إسرائيل، ولا تتلقى أي تعليمات من طهران، بينما هناك علاقات جيدة وودية معها.

“أمريكا ترد على الهجمات في سوريا فقط”

وكان ملاحظاً عدم رد القوات الأمريكية على الهجمات التي تستهدف قواتها داخل الأراضي العراقية، واقتصار ردها على الهجمات داخل سوريا، وفي هذا السياق بينت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تقرير لها، إن تركيز واشنطن على الرد داخل الأراضي السورية على الهجمات الإيرانية، يرجع بشكل أساسي إلى عدم رغبتها بإثارة استياء الحكومة العراقية من خلال توجيه ضربات داخل حدودها.

ولفتت إلى مخاوف داخل الإدارة الأمريكية من أن توجيه ضربات انتقامية يمكن أن يؤدي إلى تصعيد العنف وإثارة المزيد من الهجمات ضد القواعد الأمريكية في المنطقة، وترى وزارة الدفاع الأمريكية أن الضربات أدت إلى إتلاف المخزون العسكري للمجموعات الإيرانية وجعل مواقعها غير صالحة للاستخدام.

وأوضحت أن نحو نصف هجمات المجموعات الإيرانية كانت على قواعد أمريكية في العراق، إلا أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية انتقامية ضد مواقع في سوريا فقط، وهذه الهجمات تهدف بحسب مسؤولين أمريكيين، إلى الضغط على إيران لإخبار هذه المجموعات بوقف الهجمات، مؤكدين أن المواقع المستهدفة تشمل مستودعات أسلحة ومراكز لوجستية تستخدمها المجموعات المرتبطة بإيران، ما يعني أن إخراجها يؤدي إلى تآكل قدراتها الهجومية.

وسبق أن سقطت قذائف صاروخية أطلقت من الأراضي السورية على أجزاء من سوريا تحتلها إسرائيل، كالجولان السوري، وكذلك من الأراضي اللبنانية، كما أعلنت جماعة الحوثي اليمنية الاستيلاء على “سفينة إسرائيلية” وجلبها إلى الميناء، وذلك في تطور جديد اعتبره “الجيش الإسرائيلي” بـ “الخطير للغاية عالميأ”.

“اختطاف سفينة إسرائيلية”

وكانت جماعة الحوثي أكدت، في بيان الأحد، أنها “ستقوم باستهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم إسرائيل، أو التي تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية أو التي تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية”.

وسبق أن قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن حزب الله أطلق أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل منذ بداية الحرب، وأنه تم إحباط هجمات صاروخية عدة وضرب أهدافاً للحزب في لبنان، ولفت إلى أن إسرائيل تخوض حرباً على جبهات متعددة، مشيراً إلى أن محاولات تنفيذ هجمات من ساحات أخرى هي تأتي من قبل “جهات معادية أصلاً لإسرائيل”، وأضاف أنهم حددوا تصاعد للهجمات ضد إسرائيل من سوريا والعراق ولبنان واليمن، وتابع أنهم سيتصرفون في الوقت المناسب.

إعداد: ربى نجار