أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحاول تركيا مرة أخرى توحيد فصائل المعارضة المسلحة وإنهاء “الفصائلية” وما ينتج عن هذه الحالة من خلافات واقتتالات وفلتان أمني وفوضى انتشار السلاح في مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” في الريف الحلبي، ولعل ذلك لن ينجح إلا بأن يكون “لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” تواجد ودور في المرحلة المقبلة، حتى ولو تم الحديث عن إخراجها من مناطق الريف الحلبي.
“توحيد الفصائل” هل تنجح تركيا بذلك ؟
وتشدد أوساط سياسية على أن تحرك “تحرير الشام” منذ البداية من إدلب إلى ريف حلب الشمالي كان بموافقة تركية، وليس بعيداً أن ذلك تمت مناقشته مع الدول الأخرى في مسار آستانا، لافتين إلى أن إنهاء الحالة الفصائلية وتوحيد فصائل المعارضة في “الجيش الوطني” هو هدف تركي منذ سنوات ولكن لم تنجح بسبب الخلافات الكبيرة بين الفصائل، بينما تسعى لإنجاح مساعيها عبر “تحرير الشام”، فإما تطبيق القرارات التركية أو أن “تحرير الشام” ستقضي على أي فصيل يعارض أو لا يطبق هذه القرارات.
وسائل إعلامية موالية للمعارضة السورية كشفت عن “اجتماع لقادة فصائل الجيش الوطني في تركيا” وذلك بهدف توحيد الصفوف تحت قيادة واحدة عسكرية وأمنية، وفقاً لما أكّدته مصادر لموقع “العربي الجديد”، وأضاف الموقع أن الهدف أيضاً أن تكون هناك قيادة واحدة تتلقى كل الفصائل أوامرها منها.
التهديد “بتحرير الشام”
وتم تهديد الفصائل العسكرية في “الجيش الوطني” بأن المنطقة ستوضع تحت سيطرة “النصرة” في حال عدم التوافق، وهذا ما أكده “العربي الجديد”، حيث أنه في حال عدم التوافق فإن الذراع المدنية والأمنية التابعة “لتحرير الشام/النصرة” سوف تدخل المنطقة وتُشرف على مفاصل المنطقة الأمنية والخدمية والمحلية كافة، كما ستُشرف الإدارة الموحدة التابعة للهيئة على عمل مؤسسات الحكومة السورية المؤقتة في ظل الإبقاء عليها ضمن المنطقة.
كما أن هذا التهديد من قبل تركيا أكده موقع “ميدل إيست آي” نقلاً عن مصادر “تركية”، وقالت أن أنقرة ستستغل هجوم “النصرة” على منطقة عفرين لإعادة تنظيم “الجيش الوطني” لإنهاء الحالة الفصائلية والاقتتالات فيما بينهم.
وبحسب المصادر فإن الاجتماع الذي عقد في تركيا حضره كل من “قائد فرقة الحمزة سيف أبو بكر، ومحمد الجاسم المعروف باسم أبو عمشة قائد فرقة سليمان شاه، وحسام ياسين قائد الفيلق الثالث، وفهيم عيسى قائد هيئة ثائرون للتحرير، وبعض القادة العسكريين والأمنيين.
نتائج اجتماع أنقرة
وعن النتائج قال موقع “أورينت نت”، إن “القادة اتفقوا على إحداث صندوق مالي واحد للمنطقة بإشراف تركي، وإخراج جميع الحواجز والمقرات العسكرية من المدن”، إضافة إلى “الاتفاق على إلغاء كافة السجون والمؤسسات الأمنية للفصائل، وحل الفصائل الصغيرة ودمجها في مكونات الجيش الوطني”.
وأشار الموقع إلى الاتفاق ينص على تشكيل “هيئة تنسيق” بين فيالق “الجيش الوطني” و “الحكومة المؤقتة” للتشاور مع تركيا بإدارة المنطقة، وخروج “لتحرير الشام/النصرة من المنطقة”، بحسب ما جاء في “أورينت نيوز”.
انتشار “للنصرة” على خطوط التماس مع قسد
وخلال الأيام الماضية، كشفت تقارير إعلامية بأن العشرات من عناصر “تحرير الشام” باتوا على نقاط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية ومنها في منبج، كما أن العشرات منهم تم إدخالهم لمنطقة تل أبيض تحت أنظار القوات التركية التي لم تحرك ساكناً.
وبحسب المصادر فإن عناصر “لتحرير الشام” انتشروا على جبهتي الياشلي والحمران شمال غرب مدينة منبج، على خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية، كما أن عملية الانتشار جاءت بالتنسيق والتعاون مع فصيل “أحرار الشام” الذي سمح “للهيئة” بارتداء زيها العسكري لمنع كشف تواجدهم في مناطق الريف الشمالي.
كما أن “النصرة” وعبر جهازها الأمني تعتمد على فصيل “الحمزات” التابع “للجيش الوطني” في إرسال عناصر لها إلى رأس العين (سري كانيه) و تل أبيض شمال الرقة عبر حافلات تمر من الأراضي التركية وتحت أنظار الجيش التركي.
وسبق أن حذرت قوات سوريا الديمقراطية من أن تركيا تسعى لوضع “تحرير الشام” على خطوط التماس معها، واحتمال استخدامهم في أي هجوم على المنطقة الشمالية الشرقية.
“إخفاء النصرة عبر الفصائل”
وتتخوف أوساط شعبية في مناطق الريف الحلبي من أن يتسبب تواجد “تحرير الشام” في مناطقهم بامتداد التصعيد العسكري والقصف والغارات الجوية إليها، خاصة وأن موسكو سبق وأن لمحت إلى أن “الخداع التركي” لن ينطلي عليهم بشأن “إخراج تحرير الشام” من مناطق الريف الحلبي.
بينما هددت الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقود تحالفاً دولياً ضد داعش في سوريا، بأن تدخل شريكتها على الأرض، قوات سوريا الديمقراطية إلى عفرين، في حال عدم انسحاب “النصرة” منها.
ويبدو أنه لتلافي هذه السيناريوهات تروج تركيا بأنها تخرج “تحرير الشام” من الريف الشمالي لحلب، بينما الحقيقة أنهم موجودون ويتم تبديل ملابسهم وأسمائهم بمساندة الفصائل المتحالفة معها، واجتماع أنقرة جاء ليكون فصائل “الجيش الوطني” كلهم متعاونين لإخراج الذريعة من يد أي طرف يريد الهجوم على المنطقة لأن “تحرير الشام سيطر عليها”.
إعداد: ربى نجار