دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

صراع روسي أمريكي على النفط السوري، والأخيرة تعود إلى سوريا لحماية آبار النفط

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا بصورة مفاجأة بالتزامن مع التدخل التركي في شمال وشرق سوريا، الخطوة التي أثارت غضب مكونات المنطقة، وأثارت جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية ومراكز اتخاذ القرار في واشنطن، أعاد الجيش الامريكي انتشار قواته في شمال وشرق سوريا.

المنطقة الغنية بالنفط.. ومدرعات أمريكية تتوجه لحمايتها

وبدأت واشنطن إرسال تعزيزات إلى شرق سوريا “الغني بالنفط”، حسب وصف أحد المسؤولين الأمريكيين في وزارة الدفاع الأميركية، لوكالة فرانس برس، في وقت دخلت قافلة عسكرية ترفع أعلاماً أمريكيّة إلى سوريا من العراق المجاور، بعد أن غادرتها قبل أسبوع وقامت كذلك بتدمير أغلب القواعد التي انسحبت منها، في مشهد قالت عنه أوساط سياسية أن الرحيل الأمريكي لن يكون بعده عودة.

وتوجهت المدرعات الأمريكية إلى مناطق في دير الزور، حسبما أفادت وسائل إعلامية تابعة للإدارة الذاتية، وأعادت انتشارها في مناطق قريبة من حقول النفط، التي قالت عنها الولايات المتحدة أن “هذه الحقول لن تقع تحت سيطرة الحكومة السورية ولا روسيا ولا إيران ولا داعش، وسنعمل مع قوات سوريا الديمقراطية لحمايتها”.

وقال المسؤول الأميركي في البنتاغون، “إن واشنطن بدأت تعزيز مواقعها في محافظة دير الزور حيث توجد حقول النفط السورية الرئيسية، وذلك بالتنسيق مع قوات قسد”، مضيفاً، أن هذا الانتشار العسكري يهدف إلى “منع تنظيم داعش وفاعلين آخرين من الوصول إلى حقول النفط في هذه المنطقة التي كان التنظيم المتشدد يسيطر في السابق عليها”، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.

وبحسب فرانس بريس، فإن قافلة من حوالي 13 مركبة عسكرية أمريكية دخلت سوريا من العراق خلال معبر سيمالكا الحدودي، وتوجهت إلى محافظة الحسكة، تزامن ذلك مع تحليق للطيران التابع للتحالف الدولي في المناطق التي مر منها الرتل، وبحسب فرانس بريس، فأن القافلة عبرت نقاط التفتيش التابعة للحكومة السورية، وعبرت مدينة القامشلي التي رشق أهلها رتل للقوات الأمريكية المنسحبة قبل أيام بالبطاطا والحجارة. وذلك بسبب ما يعتبرونه “خيانة” الولايات المتحدة لهم وفتح المجال الجوي والبري أمام تركيا “لغزو” المنطقة.

روسيا تتهم الولايات المتحدة “باللصوصية”

وفي السياق، لم تبقى الخطوة الأمريكية الجديدة بدون رد من قبل روسيا، التي قالت سابقاً أن حقول النفط يجب أن تكون تحت سيطرة الحكومة السورية، حيث اتهمت روسيا، الولايات المتحدة بممارسة “اللصوصية” على مستوى عالمي بعد إعلان واشنطن نيتها حماية حقول النفط في شرق سوريا التي حررتها قوات قسد من تنظيم “داعش” الإرهابي سابقاً.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “ما تفعله واشنطن حالياً من وضع اليد والسيطرة على حقول النفط شرق سوريا، يدل بكل بساطة على عقلية لصوصية على مستوى عالمي”.

وقبل يومين أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، نية واشنطن الدفاع عن حقول النفط السورية في دير الزور، الأكبر في البلاد قرب الحدود مع العراق حيث ينتشر 200 جندي أميركي، وأشارت تقارير إعلامية على عزم البيت الأبيض إرسال 500 جندي مع عشرات المدرعات إلى شمال وشرق سوريا لحماية حقول النفط.

وقال إسبر “نتخذ حالياً تدابير لتعزيز مواقعنا في دير الزور وسيشمل ذلك قوات مؤهلة للتأكد من أن تنظيم داعش لن يتمكن من الوصول إلى مصدر يؤمن له إيرادات تسمح له بضرب المنطقة أو أوروبا أو الولايات المتحدة”.

الولايات المتحدة تعود إلى سوريا لعدم وقوع آبار النفط بيد روسيا

وتقول أوساط سياسية، أن العودة الأمريكية جاءت بعد الانتشار الروسي في شمال سوريا، وقربها من المناطق المحاذية لآبار النفط، والتي كانت من الممكن أن تقع تلك المناطق تحت سيطرة الحكومة وبالتالي روسيا، لذلك فإن الولايات المتحدة غيرت من استراتيجيتها وعادت إلى سوريا مرة أخرى، وتشير تلك الأوساط، أن الانتشار سيشمل مناطق أخرى من القامشلي وحتى المالكية التي تحوي المناطق الممتدة بينهما منطقة “الرميلان” الغنية بالنفط أيضاً، وذلك لمنع روسيا تحديداً من الاستفادة من النفط السوري.

 

إعداد: علي إبراهيم