كثفت مصر والعراق والأردن علاقاتها، حيث عقد قادتها خمس قمم منذ عام 2019، كان آخرها في البحر الميت في الأردن في كانون الأول.
بدأ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني زيارته لمصر يوم الأحد في إطار سعيه لإبراز عزمه على تعزيز العلاقات مع الجيران الإقليميين العرب والابتعاد عن الهيمنة السياسية والاقتصادية لإيران.
حطّ السوداني في العاصمة المصرية وكان في استقباله في المطار نظيره مصطفى مدبولي. وتفقد مع مدبولي حرس الشرف وعزفت الفرق الموسيقية النشيدين الوطنيين للبلدين.
ثم التقى رئيس الوزراء العراقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القصر الرئاسي. وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي أن محادثاتهما تركزت على التعاون الاقتصادي والعلاقات الأمنية بين البلدين.
وقال فهمي في بيان إن الزعيمين ناقشا أيضا القضايا الإقليمية بما في ذلك تعاونهما مع الأردن. ولم يخض البيان في التفاصيل. وقال فهمي إن وزيري الخارجية والتجارة من البلدين حضروا المحادثات.
وقال حسين الحريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لصحيفة “عرب ويكلي” إن زيارة السوداني هي “استمرار لسياسة سلفه (مصطفى الكاظمي) في الانفتاح على الدول العربية والتعاون مع مصر والأردن ودول الخليج العربي. محاولة خلق توازن بين علاقات بغداد العربية وإيران”.
وأضاف أن السوداني يريد تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع المشتركة في إطار التعاون الثلاثي بين بلاده ومصر والأردن.
وقال إن الزيارة تتيح فرصة لاستعراض القضايا المطروحة للنقاش خلال القمة العربية المقبلة، لا سيما موضوع عودة سوريا المحتملة إلى جامعة الدول العربية.
يقول الخبراء إن العراق لديه احتياطيات مالية ضخمة تمكنه من التفكير في تنفيذ عدة مشاريع رئيسية مع مصر من أجل ربط الشبكات الكهربائية وفي مجالات الري وإنشاء الطرق والمستشفيات والمدارس والمشاريع الصناعية المشتركة.
ويقولون إن بغداد، من خلال انفتاحها على الدول العربية، حريصة على إرسال إشارات إلى واشنطن بأنها ليست خاضعة للنفوذ الإيراني بالكامل.
وتعد هذه الرحلة هي الأولى التي يقوم بها السوداني إلى القاهرة منذ موافقة البرلمان العراقي على حكومته في تشرين الأول، منهية الجمود السياسي المستمر منذ عام. أقام سلف السوداني، رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي، علاقة وثيقة مع السيسي والملك عبد الله ملك الأردن.
سافر السيسي إلى بغداد في حزيران 2021، ليصبح أول رئيس دولة مصري يزور العراق منذ التسعينيات، عندما قطعت العلاقات بين البلدين بعد غزو صدام حسين للكويت.
كثفت مصر والعراق والأردن روابطها، حيث عقد قادتها خمس قمم منذ عام 2019، كان آخرها في البحر الميت في الأردن في كانون الأول لمناقشة تنفيذ المشاريع الاستراتيجية. ذكرت صحيفة “الأهرام” المصرية الرسمية اليوم الأحد أن هذه تشمل مد أنابيب غاز بين العراق ومصر عبر الأردن ومدينة صناعية على الحدود العراقية الأردنية.
كما سعى السوداني إلى تعزيز مكانة بلاده في الشرق الأوسط كوسيط قادر على جلب حتى أشد الأعداء إلى طاولة المفاوضات. استضافت بغداد مؤخرًا محادثات بين إيران والسعودية ركزت على إصلاح العلاقات بين الخصمين الإقليميين والحرب في اليمن.
المصدر: صحيفة عرب ويكلي
ترجمة: أوغاريت بوست