قد يكون حضور مؤتمر المناخ أمرًا منطقيًا بالنسبة للنظام السوري لأن بعض الخبراء ألقوا اللوم على تغير المناخ في قمع النظام والحرب التي نتجت عن عام 2011.
تمت دعوة رئيس النظام السوري بشار الأسد لحضور مؤتمر المناخ، بحسب تقارير مختلفة في المنطقة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن “عبد الحكيم النعيمي القائم بأعمال السفارة الإماراتية بدمشق سلم الدعوة للرئيس السوري خلال اجتماعهما الأحد”. سيعقد الاجتماع في أواخر تشرين الثاني وأوائل كانون الأول 2023.
تستضيف دولة الإمارات قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28) في دبي. يتواصل الأسد مع المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة في الأشهر الأخيرة، وسوريا مدعوة للعودة إلى جامعة الدول العربية بشروط. على هذا النحو، فإن الدعوة إلى COP28 ليست فريدة من نوعها من حيث الاتجاه الإقليمي العام نحو عصر دبلوماسي جديد يُنظر فيه إلى سوريا على أنها جزء من المنطقة. ومع ذلك، بالنسبة لبعض الدول الغربية، قد يكون وجود الأسد أو مسؤولي النظام السوري أمرًا جديدًا.
وأشارت العربية إلى أن الدعوة يمكن أن تضعه “في نفس المكان مع الزعماء الغربيين الذين عارضوه وعاقبوه لسنوات”. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الدعوة وجهت من قبل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، بعد أن قامت سفارة الإمارات في دمشق بنشر نفس الرسالة عبر تغريدة على التويتر.
وأشار التقرير إلى أنه “من المتوقع أن يحضر الآلاف من قادة العالم والدبلوماسيين والشخصيات البارزة قمة المناخ COP28 في دبي في كانون الأول”.
ليس من الواضح ما إذا كانت سوريا ستحضر أم أن أي دول أخرى ستعرب عن أي مخاوف بشأن حضور سوريا.
هل أثار تغير المناخ اندلاع الحرب الأهلية السورية؟
قد يكون حضور مؤتمر المناخ أمرًا منطقيًا بالنسبة للنظام السوري لأن بعض الخبراء ألقوا اللوم على تغير المناخ في قمع النظام والحرب التي نتجت عن عام 2011.
على مدى العقد الماضي، أصبح من المواضيع الشائعة في بعض القطاعات الادعاء بأن الحرب الأهلية السورية كانت مدفوعة بتغير المناخ. نشرت DW مقالًا في عام 2021 زعم أن “الباحثين يتفقون على أن تغير المناخ وحده لا يمكن إلقاء اللوم عليه في اندلاع الحرب في سوريا في عام 2011”.
وهذا يدل على أن نظام الأسد قتل الآلاف من الناس، وقصف مدنه ودفع الملايين إلى مخيمات النازحين، لم يكن بسبب تغير المناخ فحسب، بل كان أيضًا عملا بشريًّا والبشر الذين كانوا وراء البنادق والقنابل التي تسببت أيضًا في الحرب.
ومع ذلك، جادل الخبراء بأن التغييرات البيئية ربما تكون قد ساعدت في “تأجيج نيران” الصراع، وفقًا لمقال في INSS في أيار 2021. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن الجفاف ساعد في انهيار النظام الزراعي في سوريا مما أدى إلى تأجيج الحرب.
من غير المحتمل أن يؤدي حضور النظام السوري حدثًا مناخيًا، إلى أي إجابات حول كيفية تأجيج الصراع بسبب تغير المناخ أو ما إذا تم فعل أي شيء منذ ذلك الحين لمعالجة هذه المشكلة في سوريا أو في معظم دول المنطقة الأوسع. يبدو أن الكوارث المناخية، مثل انخفاض منسوب المياه في نهر دجلة أو غيرها من الكوارث البيئية لم تتم معالجتها بشكل كامل، وبالنظر إلى سوريا سوف تتطلب مليارات الدولارات لإعادة الاعمار، فليس من الواضح كيف ستكون قضايا المناخ في المقدمة.
من الواضح أن دعوة الأسد هي مجرد دعوة رمزية، وليس هناك احتمالية كبيرة أن تركز سوريا على قضايا المناخ في حين أن البلاد منقسمة ولا تزال تعاني من الصراع.
المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست
ترجمة: أوغاريت بوست