وبحسب التقارير السورية، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مزعومة مواقع على طول الضفة الغربية لوادي نهر الفرات، من دير الزور إلى البوكمال على الحدود العراقية. وهذه منطقة حساسة استخدمتها إيران لنقل الأسلحة وتطوير وكلاء الميليشيات. وتسعى إيران إلى نفوذ أوسع هنا لأن وادي نهر الفرات يمثل طريقاً استراتيجياً من سوريا إلى العراق وبالعكس.
وتريد إيران السيطرة على هذه المنطقة، وقد شجعت في الماضي كتائب حزب الله، وكيل إيران في العراق، على إنشاء مقر لها في البوكمال. ثم أنشأت إيران قاعدة تسمى “الإمام علي” قرب البوكمال لتخزين الأسلحة والسيطرة على الحدود مع العراق. كما تم استهداف هذه المناطق في العديد من الغارات الجوية في الفترة من 2017 إلى 2019، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام السورية والأجنبية.
وتأتي التقارير عن الغارات الجوية مساء الأول من تشرين الأول بعد تقرير نشرته صحيفة الجريدة الكويتية مفاده أن إيران تحث حزب الله على تسليم الأسلحة إلى الجماعات القبلية في وادي نهر الفرات. وقد شاركت هذه الجماعات في خلق حالة من عدم الاستقرار على الجانب الآخر من النهر. أما الجانب الشرقي فتسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. على مدى العامين الماضيين، شجعت إيران وكلاءها في المنطقة على إطلاق الصواريخ على قوات سوريا الديمقراطية وكذلك على المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية مثل حقل عمر ومناطق كونيكو.
ولذلك فإن التقارير عن الغارات تأتي في وقت معقد وحساس. تريد إيران إشعال النيران في شرق سوريا بالأسلحة التي يقدمها حزب الله لمختلف القبائل. هدف إيران هنا ليس خطة بسيطة ومباشرة لمهاجمة القوات الأمريكية أو قوات سوريا الديمقراطية. بل تريد خلق حالة من عدم الاستقرار وفراغ في السلطة ومن ثم ملء الفراغ. كما أنها تريد أن يستفيد النظام السوري. وعندما يستفيد النظام فإن روسيا التي تدعم النظام ستكون سعيدة. وستنظر روسيا بعد ذلك إلى إيران بموقف أكثر إيجابية.
وتقوم إيران بالفعل بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في الحرب الروسية في أوكرانيا، لكن إيران تريد المزيد. وتريد إيران طائرات حربية ومعدات أخرى من روسيا. ومع استفادة إيران على مر السنين من الاتفاق الإيراني وبعض التخفيضات المفروضة على الحظر المفروض على الإمدادات العسكرية لإيران، ترغب طهران أيضًا في زيادة مبيعاتها الدفاعية. وعلى هذا النحو، فهي تفضل أن يلعب حزب الله دوراً أكبر في سوريا وأن تنمو العلاقات بين حزب الله وموسكو.
ويُعتبر ملعب إيران على الجانب الغربي من نهر الفرات ممراً استراتيجياً رئيسياً لطهران. ولم يتم الإبلاغ عن التقارير في وسائل الإعلام السورية التي تزعم الغارات الجوية الإسرائيلية في وسائل الإعلام الإيرانية الكبرى. ويبدو أن طهران تقلل من شأن هذه الأحداث. لكن هذا لا يعني أن إيران لا تركز على هذه المنطقة. أوضحت التقارير الأخيرة في صحيفة “الجريدة” يوم الاثنين أن إيران تأمل في خلق حيلة في سوريا وأي انقطاع في تلك الخطط وترسيخ إيران يعرقل خطط طهران.
المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست
ترجمة: أوغاريت بوست