دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

صحيفة أمريكية تكشف كواليس لقاء القمة بين ترامب وأردوغان مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي، والخلافات كانت حول “غزو شمال سوريا ومنظومة إس-400 الروسية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن زيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى واشنطن، لم تخلُ من “لحظات حرجة”، في الكواليس، رغم الود الذي أبداه دونالد ترامب، لضيفه، في العلن، أمام الصحفيين.

مشادات حادة.. ومحاولة إقناع المسؤولين الأمريكيين بعد معاداة تركيا للكرد

ووفق الصحيفة فقد دخل أردوغان في مشادات ونقاشات حادة، مع أعضاء بارزين في الحزب الجمهوري، داخل المكتب البيضاوي، وتلقى الرئيس التركي، انتقادات حادة بسبب عمليته العسكرية شمالي سوريا.

وحرص 5 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، على إيصال رسائل واضحة وشديدة اللهجة، إلى أردوغان بشأن الاجتياح الذي قام به شمالي سوريا، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأوردت “نيويورك تايمز”، أن أردوغان اصطحب معه جهاز “آيباد” إلى اجتماع البيت الأبيض، وعرض مقطع فيديو أظهر “جرائم” مزعومة لوحدات حماية الشعب، على حد وصفه.

وخلال اللقاء حاول أردوغان أن يقنع المسؤولين الأميركيين، بأنه ليس مناوئاً للأكراد، كما يجري تصوير ذلك، وأكد أنه معاد فقط “للجماعات الكردية” التي يراها تهدد الأمن القومي التركي.

وقال أردوغان للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية، أثناء العودة إلى تركيا، إن نظيره الأميركي فوجئ مما رأى في مقطع الفيديو، لكن هذه المفاجأة التي تحدث عنها الرئيس التركي لم تمنع السيناتور الجمهوري البارز، ليندسي غراهام، من انتقاد “الغزو” التركي لشمالي سوريا، ومصطلح “الغزو” هو الذي اغضب أردوغان من السيناتور غراهام.

غراهام يُغضب أردوغان.. وأسابيع أمامه ليغير سياساته

واستخدم غراهام عبارة “غزو” لوصف ما قام به الجيش التركي، شمالي سوريا، وقال لأردوغان “ما قمت به كان غزواً، لقد حذرتك وطلبت منك ألا تفعل ذلك، لكن كل ما كنت أخشاه حصل بالفعل”.

وقال السيناتور ليندسي غراهام لاردوغان رداً على الفيديو الذي عرضه عليهم في البيت الأبيض “حسناً هل تريد مني أن أذهب وأجلب الأكراد ليخبروك ما الذي فعلته بهم”, وأضاف “أبلغت أردوغان أن 10 آلاف من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية معظمهم من الكرد عانوا أو قتلوا أو أصيبوا في الحرب ضد داعش وأمريكا لن تنسى ذلك ولن تتخلى عنهم”.

وبحسب ماتم تسريبه، فإن السيناتور غراها أبلغ الرئيس التركي، أن هناك “أسابيع فقط” أمام تركيا لتغيير مساره الحالي في شمال وشرق سوريا، والتراجع عن نشر صواريخ S-400، أو فإن تركيا ستواجه عقوبات قاسية.

وقالت أوساط سياسية امريكية، أن ترامب أراد من هذا اللقاء الموسع الذي شمل أعضاء من مجلس الشيوخ، أن يوصل رسالة إلى أردوغان، مفادها أن “البيت الأبيض يواجه ضغطاً كبيراً من الكونغرس بسبب الغزو التركي وإقدام أنقرة على شراء منظومة الدفاع الصاروخية إس 400 من روسيا، الخصم الاستراتيجي الأكبر للولايات المتحدة”.

ودعا ديمقراطيون وجمهوريون في الكونغرس إلى فرض عقوبات على تركيا العضوة في حلف شمالي الأطلسي، والتي أحدثت تغييراً كبيراً في سياساتها بعهد أردوغان، بحسب أعضاء الكونغرس، تمثل بالتقارب مع روسيا والابتعاد عن نهج الديمقراطية ودولة القانون.

على تركيا ان لا تتأمل الكثير من البيت الأبيض

ويرى أيكان إرديمير، وهو عضو سابق في البرلمان التركي وباحث في الوقت الحالي بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، “أن هذا اللقاء أتاح للرئيس أردوغان أن يعرض وجهة نظره”، مضيفاً، أن “ترامب انتهز هذه الفرصة، حتى يضع أردوغان في الصورة، وكي يخفض سقف التوقعات، بشأن ما يمكن أن يحصل عليه الرئيس التركي من الولايات المتحدة”.

ويقول مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، إن تشغيل طائرات “إف 35” على مقربة من نظام دفاع روسي، من شأنه أن يشكل خطراً داهماً على المقاتلات الأغلى في التاريخ الأميركي، كما ان التقارب الروسي التركي الأخير، يضع أسرار وأمن القومي للدول الأعضاء في حلف الناتو في خطر، لذلك على تركيا الابتعاد عن روسيا.

 

إعداد: ربى نجار