أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كتب مكرم أحمد الطراونة رئيس تحرير مجلة “الغد” الأردنية مقالاً بعنوان “دمشق.. عندما تتذاكى على الأردن”، حمّل من خلاله الحكومة السورية المسؤولية في التقاعس عن حل ملفات عدّة من شأنها التأثير على المملكة الأردنية، أبرزها ملفات “المخدرات، وتغلغل إيران، ومشكلة المياه”، رغم وجود تنسيق مسبق من الطرفين.
وقال “الطراونة” إن دمشق تصر على أن تتظاهر بأنها تتعاون مع الأردن، في حل الملفات الشائكة على الحدود المشتركة، مؤكداً أن الاجتماعات الأمنية بين عمان ودمشق لم تسفر عن أيّ نتائج بهذا الخصوص إلى اليوم، سوى قيام الطيران الأردني بتنفيذ عملية استهدفتْ أحد كبار تجّار المخدرات في الداخل السوري.
وأوضح أن الحكومة السورية تملك دائماً خيارات عدة لوضع حد لهذه “المهزلة” التي تًهدد أمن الأردن، فرغم الدبلوماسية الأردنية التي تجتهد في الضغط على دمشق، إلا أن ذلك لم يؤتِ أُوكله حتى اليوم، نتيجة لما وصفه “التذاكي السوري”.
وبخصوص تعاون عمان ودمشق في إنهاء ملف “المخدرات”، ذكر “الطراونة” أن عمان سلّمت دمشق منذ مدة أسماء 4 أشخاص من كبار تجّار المخدرات لاتخاذ إجراءات أمنية بحقهم، والقضاء على عملياتهم الحدودية الخطيرة، إلا أن الأخيرة لم تكلّف نفسها عناء المساعدة في هذا الجانب، وتناستْ الطلب الأردني وكأنّه لم يكنْ، فيما هؤلاء الأشخاص ما يزالون يعملون بحرية تامّة، تحت سمع وبصر “سوريا” التي تغض الطرف عنهم كليا.
وحول موضوع المياه، أوضح أن الأردن لا يزال ينتظر مليوني متر مكعب من المياه من سوريا منذ أكثر من عامين، بينما تماطلُ دمشقُ في تنفيذ ذلك، رغم الاتفاق الثنائي على الكمية.
ووصف مماطلة دمشق لهذه المدة بأنها لا تعكس سوى تعنت من الحكومة السورية لا يمكن تفسيره بصورة إيجابية أبدا، وتحديدا بعد تصريحات بشار الأسد لقناة سكاي نيوز، وتأكيده على أن الحرب على المخدرات ليستْ حربَه، مبررا ذلك بأنه لم يوجدها أصلا، وأنّ على من أوجدها تحمّل المسؤولية.
وأكّد في مقاله على أن الحدود السورية الأردنية أصبحت اليوم “شُعلة نار ملتهبة”، وأن المملكة تحملت الكثير من الأعباء من أجل ضمان أمن واستقرار الدولة، مشيراً إلى أن ما يجري في الداخل السوري القريب من حدود الأردن يجعل من الصعب جدا الانتظار طويلا حتى تقرر دمشق التحرك، إنْ كانت تفكّر بفعل ذلك أصلا.
وتطرق “الطراونة” لملف اللاجئين السوريين والتغلغل الإيراني، إذ أكّد أن الحكومة السورية لا تريد أساساً أن تحل هذه المشاكل، ولا تفكر في ذلك، كما لا تريد اتفاقاً بشأن الوضع المائي وتفعيل الاتفاقية المسبقة بين الأردن وسوريا، وأيضا لا تقوى على وضع حد للقوات الإيرانية التي تتغلغل في سوريا وتزداد تأثيرا وانتشارا على الحدود مع المملكة، إضافة إلى عدم تفاعلها الإيجابي بخصوص تهريب المخدرات والأسلحة.