دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

شمال غرب سوريا.. تصعيد عسكري كبير و القصف يتجاوز حدود إدلب ويصل لعفرين

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تدل المؤشرات على الأرض في منطقة “خفض التصعيد” بالبدء بعملية عسكرية “غير معلنة”، وذلك مع اشتداد القصف المكثف التي تقوم به قوات الحكومة السورية بدعم روسي تام، إضافة لقصف جوي من قبل الطائرات الحربية الروسية لليوم الثالث على التوالي، بعد غياب لأكثر من سنة من أجواء المنطقة.

هل التصعيد الأخير مرتبط بخلافات روسية تركية ؟

التصعيد العسكري غير المسبوق في مناطق شمال غرب سوريا، يأتي ليؤكد على وجود خلافات كبيرة بين روسيا وتركيا، بالتزامن مع تحركات عسكرية لكلا طرفي الصراع على خطوط التماس خاصة في جبل الزاوية، المنطقة التي من المفترض أنها ستشهد عملية عسكرية مقبلة.

تحشيدات عسكرية.. وقصف عنيف يطال جبل الزاوية والأربعين

و تقوم أطراف الصراع على الأرض، بتحشيدات عسكرية، حيث قامت قوات الحكومة السورية بجلب مئات العناصر وعشرات الآليات العسكرية ومن بينها دبابات وراجمات صواريخ و مدافع ثقيلة إلى خطوط التماس في جبل الزاوية، كانت قد سحبتها في وقت سابق للمشاركة في الحملة الأمنية ضد تنظيم داعش الإرهابي في منطقة “البادية السورية”.

بدورها أنشأت القوات التركية نقطة عسكرية جديدة في محيط جبل الأربعين، بعد 24 ساعة فقط من إنشاء نقطتين عسكريتين في منطقة جبل الزاوية، لتصبح جبل الزاوية مطوقة عسكرياً من قبل النقاط التركية، بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة لفصائل المعارضة شملت المئات من العناصر و الآليات العسكرية والمدافع و الدبابات، إضافة لجلب القوات التركية تعزيزات عسكرية من نقاطها المنتشرة في أجزاء إدلب إلى الجزء الجنوبي على خطوط التماس مع قوات الحكومة.

استهداف نقطة عسكرية تركية

اللافت خلال الساعات الماضية، قصف قوات الحكومة السورية لنقطة عسكرية للقوات التركية في ريف منطقة “جبل الأربعين” في قرية معرزاف، حيث طال القصف الجدار الخارجي للنقطة التركية دون أن تتسبب في وقوع خسائر بشرية أو إصابات، وذلك قبل 24 ساعة من قصف مماثل طال النقطة العسكرية التركية في منطقة البارة بجبل الزاوية.

و تشير أوساط متابعة إلى أن قوات الحكومة السورية، توجه بقصفها للقواعد التركية رسائل مفادها، أن “تواجد القوات التركية في المناطق التي من المفترض أن تشهد عملية عسكرية لن توقفها”، مشيرين إلى أن العملية العسكرية السابقة أيضاً بدأت بتصعيد بري وجوي و قصف للنقاط التركية في ريف إدلب.

الطيران الروسي يعود لأجواء “خفض التصعيد”

الطيران الروسي جدد قصفه الجوي مرة أخرى على جبل الزاوية، وذلك لليوم الثالث توالياً، حيث شنت المقاتلات الروسية 9 غارات جوية استهدفت مناطق “سرجة ومنطف ومعرزاف والبارة” بجبل الزاوية، وسط الحديث عن سقوط جرحى بين المدنيين. وغاب الطيران الروسي عن أجواء منطقة “خفض التصعيد” منذ إبرام الاتفاق بين موسكو وأنقرة قبل أكثر من عام ونصف لوقف إطلاق النار في تلك المناطق.

ومع استمرار الصمت التركي الرسمي حيال التصعيد العسكري للقوات الحكومية وروسيا في “خفض التصعيد”، قالت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي” حيال التصعيد العسكري، وتحدثت عن عمليات قصف على نقاط عسكرية للقوات الحكومية بمدافع ثقيلة وراجمات صواريخ، وأشارت إلى “تحقيق إصابات مباشرة”.

القصف يتجاوز حدود إدلب ويصل لعفرين

التصعيد من قبل قوات الحكومة وروسيا لم يتوقف عند حدود إدلب، حيث شهدت مدينة عفرين شمال حلب، قصفاً عنيفاً للقوات الحكومية من مناطق تمركزها في الزيارة وأبين غرب حلب، و أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بارتفاع عدد قتلى و إصابات القصف الذي طال مدينة عفرين، مساء السبت، حيث وصل لأكثر من 40 شخصاً، مع وجود 23 جريحاً حالات بعضهم خطرة ومن بينهم نساء وأطفال.

و هذا التصعيد بحسب ما رأته أوساط سياسية ومتابعة للشأن السوري، يدل على أن أي عملية عسكرية جديدة، قد لا يكون مسرحها إدلب فقط، بل قد تمتد لمناطق أخرى لا تكون تحت سيطرة “تحرير الشام” كمناطق “درع الفرات و غصن الزيتون”، خصوصاً و أن روسيا و الحكومة السورية لم يخفيا نواياهما بمهاجمة تلك المناطق سابقاً.

القصف على عفرين، وبعد أن نسبته بعض القنوات إلى قوات سوريا الديمقراطية، أكدت الأخيرة خلال بيان لها “عدم صحة تلك التقارير” ونفت بشكل قاطع أن يكون لها أي دور في قصف مدينة عفرين.

إعداد: ربى نجار