دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سياسي سوري معارض: تركيا فتحت الباب لتسليم الشمال السوري “للنصرة”.. وتكرار تجربة “قبرص التركية” !

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تعددت الروايات حول ما يحصل في ريف حلب التي تتقاسم السيطرة فيه “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وحلفائها من جهة مع فصائل “الجيش الوطني” من جهة أخرى، ومسألة عودة الحديث عن تمدد جديد “لتحرير الشام” على حساب الفصائل، والدور التركي الغامض الذي يكون أقرب إلى الصمت والاكتفاء بالمشاهدة، رغم كل ما تفعله القوات العسكرية على الأرض من انتشار وإغلاق طرقات رئيسية لعدم تقدم “الهيئة”.

تحت مرأى تركيا.. “تمدد جديد للهيئة على حساب الجيش الوطني”

ما يحصل الآن يعيد إلى الذاكرة ما حدث في عفرين خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي 2022، حينما بدأت قوافل “تحرير الشام” تتجه صوب مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” وتسيطر عليها تباعاً دون أي مقاومة حتى، حينها تم اعتبار هذه التحركات العسكرية أنها “مخطط تركي” يهدف إلى وضع مناطق استراتيجية مهمة ضمن مناطق سيطرتها في “غصن الزيتون” و “درع الفرات” تحت حماية “جبهة النصرة”، والعمل على دمج “الهيئة” مع فصائل “تركمانية” مقربة من أنقرة لمنع استهدافها من قبل التحالف الدولي وروسيا.

وخلال الأيام الماضية، شهدت محاور ضمن مناطق سيطرة القوات التركية والمعارضة، تحركات أخرى لتحرير الشام، والتي ترغب الآن بالسيطرة على معبر الحمران الفاصل ما بين مناطق سيطرة فصائل “الجيش الوطني” و “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا”، وسط اشتباكات عنيفة أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الطرفين.

الاشتباكات مستمرة رغم الانتشار التركي

فيما استقدم الطرفان تعزيزات عسكرية لمناطق الاشتباك، وسط الحديث أيضاً عن انتشار للقوات التركية على الطرقات الرئيسية وإغلاقها منعاً من تقدم أرتال “تحرير الشام”، في مسرحية جديدة على ما يبدو من قبل أنقرة لتوسيع رقعة سيطرة “الهيئة” تحت مسميات أخرى.

ويُعتبر معبر “الحمران” عند منطقة عبلة في ريف الباب الشمالي، أحد أهم المعابر من حيث الإيرادات المالية التي تقدر بمئات آلاف الدولارات شهرياً على اعتبار أن معظم المشتقات النفطية تمر إلى مناطق نفوذ “الجيش الوطني” عبر هذا المعبر من شمال شرق سوريا.

“أنقرة تسعى لإنشاء إقليم مشابه لإقليم قبرص التركية”

ويشير الكاتب والسياسي السوري المعارض، علي الأمين السويد، إلى أن سيطرة “تحرير الشام” على معبر الحمران، يعني أن “النظام التركي قد قرر أخيراً تغيير قواعد اللعبة في الشمال السوري”، وذلك عبر البدء بخطوات توحيد مناطق سيطرته تحت سلطة “الهيئة”، محذراً في الوقت نفسه من قيام “إقليم يشبه قبرص التركية ثم ضمه لتركيا حين تسنح الفرصة”.

وقبل أشهر قليلة تم الاتفاق بين “تحرير الشام” و فصائل “الجيش الوطني” على تقاسم إدارة معبر “الحمران” وتقاسم وارداته المالية، إلا أن الاتفاق لم يصمد، والاشتباكات عادت من جديد، حيث يضيف السياسي السوري في حديثه لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية حول هذه النقطة بالقول، أن الاتفاق لم يصمد كونه “رهن الإشارة التركية”، مشيراً إلى أن ما يحدث يمثل مصلحة تركيا بالدرجة الأولى، وقال “عندما كانت مصلحة تركيا تقتضي إدخال جبهة النصرة الى مناطق نفوذ الاحتلال التركي، سمحت لجبهة النصرة بالتوغل (..) لتحصل على موطئ قدم لها هناك، واليوم جاء وقت توسع الجبهة عن طريق استلام السيطرة على المعابر”.

“ما يحصل من تمدد للنصرة متفق عليه بين أنقرة ودمشق”

ولم يستبعد السياسي السوري المعارض أن يكون ما يحصل من امتداد سيطرة النصرة في هذه المناطق تم بالاتفاق بين أنقرة ودمشق وموسكو، وذلك في خطة لإعادة تنظيم الشمال، ولفت إلى أن هذا المخطط بدأ بإثارة تركيا للاضطرابات في الجزيرة السورية تحت عنوان “ثورة العشائر ضد قسد”، وتأكيد أردوغان بعد لقاءه ببوتين “توحيد العشائر ضد قسد”.

ومع استمرار المعارك يبدو أن “تحرير الشام” ماضية في استلام المعبر لوحدها، وهو ما وافق عليه السياسي السوري المعارض علي أمين السويد، وقال “أن ذلك يحصل وسط رضا واضح من تركيا”، ولفت إلى أن الأوامر التركية واضحة “للفيلق الثاني بعدم مقاومة هجوم تحرير الشام”.

“الهيئة لا تواجه أي مقاومة”.. “وتركيا تطالب بالتهدئة بعد تحقيق الأهداف”

وأضاف أن من قاتل الهيئة هم قسم مختلف مع الشطر الآخر في “أحرار الشام” و “جيش الإسلام” اللذان وصفهما “بالإرهابيين”، بينما طالب “وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة” من فصائل المعارضة التصدي لهجمات “الهيئة” إلا أنه “لا حياة لمن تنادي”، ولفت إلى أن فصيل “أبو عمشة متحالف مع الجولاني ويدفع له إتاوات لقاء الحماية من المنافسين عند الحاجة”.

وبدأ الحديث أيضاً عن تهدئة للأوضاع مرة أخرى بين الأطراف المتصارعة على المعبر، إلا أنه يعتقد أن المطالب التركية بالتهدئة جاءت بعد تحقيق الأهداف والتي تتمثل في هيمنة “تحرير الشام” على الشمال السوري بأكمله.

“تركيا تمهد للنصرة للسيطرة على كامل الشمال”.. والمقابل “تسليم جبل الزاوية و M4 لدمشق”

وهنا يؤكد السياسي السوري علي أمين السويد في حديثه، أن تركيا مهدت الطريق “لجبهة النصرة الإرهابية” للسيطرة على كامل شمال سوريا من بوابة السيطرة على المعابر واحداً تلو الآخر كمقدمة لإقامة مشروعها التوسعي”.

وأضاف، أن هناك حديث عن بدء الاستعدادات لتسليم جبل الزاوية والطريق M4 للحكومة السورية، وتابع “شوهدت عشرات الشاحنات الكبيرة الفارغة تتجه الى الجنوب حيث النقاط التركية التي ينتظر ان يتم نقلها الى الحدود الجديدة التي اتفق عليها النظام السوري والتركي والروسي ضمن اجتماعات أستانا”.

 

إعداد: علي إبراهيم