أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع دخول الحملة العسكرية للقوات الحكومية بدعم من روسيا في إدلب شهرها الخامس، واقترابهم من مدينة معرة النعمان التي تعتبر أول خط دفاعي عن إدلب المدينة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن هدنة ووقف إطلاق النار الذي دخل يومه الثالث من جانب واحد، لكن الباحث السياسي أحمد الدرزي يرى إن الهدنة لن تصمد، وقال “نحن ذاهبون للمزيد من المعارك وبجبهات متعددة ويتخللها مجموعة من الهدن القصيرة”.
الهدف من الهدنة “حل هيئة تحرير الشام”
هذه الهدنة الثانية خلال شهر والرابعة منذ شباط/فبراير الماضي، تبدو هشة كسابقاتها، حسب خبراء عسكريين ومراقبين، لأن طرفي الصراع لا يزالون يتبادلون القصف البري، ولايزال هناك ضحايا مدنيين يقعون جراء هذه العمليات.
مواقع إعلامية تابعة للحكومة السورية قالت نقلاً عن مصادر عسكرية حكومية، “أن الهدنة مدتها 8 أيام، وهي الوقت الذي خصصته موسكو لحل جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) وتنظيم حراس الدين”، وتنفيذ أنقرة لوعودها مع موسكو خلال الاجتماع الأخير وفتح طريقي حلب – دمشق، وحلب – اللاذقية، وإلا فإن “العمليات العسكرية ستعود من جديد”.
بمقابل ذلك، فإن تركيا ستحصل على فرصة لإنشاء نقطتين للمراقبة في محيط إدلب، بعد سحب جنودها من نقطة المراقبة التاسعة في مدينة مورك شمال حماة.
مهلة زمنية لتركيا
وفي هذا الصدد قال الكاتب السياسي السوري د. أحمد الدرزي، لأوغاريت بوست إن “الهدف من وقف إطلاق النار هو إتاحة مهلة زمنية للوعود التركية الجديدة بعد لقاء بوتين أردوغان بتفكيك تحرير الشام/جبهة النصرة، بالإضافة لبقية التنظيمات الجهادية وخاصةً التنظيمات ذات البعد العالمي كتنظيم حراس الدين، بالإضافة للمجموعات الأجنبية من غير السوريين، أمثال التركستانين والقوقازيين وبقية المجموعات، والتي يتطلب من تركيا أن تساهم بالتخلص منهم نهائياً، بالإضافة لفتح الطرق الدولية (أعزاز – حلب – حماه) وحلب اللاذقية، كمرحلة لتسليم إدلب كاملةً مقابل التفهم الروسي لمطالبة تركيا بالمنطقة الأمنية في الشمال السوري وليس القبول”.
امتيازات اقتصادية وسياسية وعسكرية لتركيا في سوريا
وأضاف الدرزي، أن ما ستجنيه تركيا “إذا ما استطاعت تنفيذ وعودها الأخيرة، مجموعة من الامتيازات الاقتصادية الجديدة، وامتيازات عسكرية مميزة بما في ذلك طائرة “SU-57″, وامتيازات داخل سوريا، إن كان بالحصول على موافقة روسيا والولايات المتحدة لبسط سيطرتها على عمق جغرافي بعمق 35 كم، وأن يكون لها نفوذاً سياسياً واقتصادياً داخل بنية الدولة السورية لكونها طرفاً أساسياً في الحل السياسي”.
وبخصوص إمكانية صمود الهدنة أشار الدرزي، أنه لا يعتقد بأن وقف إطلاق النار سيصمد من جانب واحد لاعتبارات متعددة، وتابع قائلاً “الكثير من التنظيمات لم تعلن موافقتها، وبعضها لا يمكنها القبول بمحوها بعد أن حققت إمارتها مستفيدة من الدعم التركي الكبير، كما أن تركيا قد ضاق هامش المناورة لديها باللعب على التناقضات الروسية الأميركية، كما أن دمشق لن تتراجع إطلاقاً عن إعادة سيطرتها ليس على إدلب بل على كامل الأراضي السورية، وخاصةً أنها تمتلك المزيد من أوراق القوة بفعل تبنيها لمحور المقاومة الذي تصاعدت قواه وقدراته في لبنان وفلسطين والعراق واليمن وأفغانستان المرافق مع تراجع بقدرات الولايات المتحدة للتصدي له”.
وأنهى الدرزي حديثه لأوغاريت بوست بالقول، “نحن ذاهبون للمزيد من المعارك وبجبهات متعددة ويتخللها مجموعة من الهدن القصيرة”.
إعداد: ربى نجار